في الذكرى الرابعة والعشرين لوفاة سندريلا الشاشة العربية سعاد حسني، التي رحلت في 21 يونيو 2001، لا يزال اسمها يتردد كرمز للجمال والموهبة والغموض. قدمت سعاد، التي ولدت في 26 يناير 1943 بحي بولاق بالقاهرة، مسيرة فنية حافلة امتدت لأكثر من ثلاثة عقود، تضمنت 91 فيلمًا سينمائيًا ومسلسلًا تلفزيونيًا واحدًا، لكن حياتها الشخصية كانت مليئة بالأحداث الغريبة والمثيرة للجدل التي لا تزال تثير فضول الجمهور.
ميجا نيوز في هذا التقرير، يستعرض بعض المحطات اللافتة والأقل شهرة من حياة السندريلا، مستندين إلى شهادات مقربين ومصادر موثوقة.
طفولة قاسية وسط عائلة فنية
وُلدت سعاد حسني في أسرة متعددة الأصول، فوالدها محمد كمال حسني البابا، خطاط شهير من أصل شامي، ووالدتها جوهرة محمد حسن صفور، مصرية من أصول حمصية. كانت سعاد العاشرة بين 16 أخًا وأختًا، من بينهم الفنانة نجاة الصغيرة، شقيقتها غير الشقيقة. انفصل والداها وهي في الخامسة، فعاشت مع والدتها وزوجها عبد المنعم حافظ، مفتش التربية والتعليم، في ظروف مادية صعبة. لم تتلقَ سعاد تعليمًا نظاميًا، واكتفت بتعليم منزلي محدود، لكن موهبتها الفنية برزت مبكرًا. شاركت في برنامج الأطفال “بابا شارو” وهي في سن الثانية والنصف، حيث غنت “أنا سعاد أخت القمر”، وفازت بلقب ملكة جمال الأطفال بفضل جاذبيتها الطبيعية.
زواج سري من العندليب وعلاقات عاطفية مثيرة للجدل
تُعد قصة زواج سعاد العرفي من العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ واحدة من أكثر الغرائب في حياتها. لم يُعلن الزواج رسميًا في حياتهما، لكن شهادات لاحقة من الصحفي مفيد فوزي وشقيقتها غير الشقيقة جانجاه عبد المنعم أكدت وجود زواج عرفي استمر قرابة ست سنوات حتى انفصالهما في 1965. يُروى أن عبد الحليم كان شديد الغيرة عليها، وكان يراقب السيارات أمام منزلها، بينما كانت سعاد تزوره ليلًا للاطمئنان عليه.
تزوجت سعاد خمس مرات، منها زواج من المخرج صلاح كريم (1966-1968)، والمخرج علي بدرخان (1970-1981)، وزكي فطين عبد الوهاب، نجل ليلى مراد، الذي انتهى بعد أشهر بسبب معارضة والدته، وأخيرًا السيناريست ماهر عواد (1987-2001). رغم زيجاتها المتعددة، لم تنجب سعاد أطفالًا، وكانت محاولاتها للحمل تنتهي بالإجهاض بسبب الضغوط العملية.
معاناة صحية ونفسية طويلة
عانت سعاد من مشاكل صحية بدأت في أواخر الثمانينيات، أبرزها تآكل فقرات العمود الفقري، الذي اكتُشف أثناء تصوير مسلسل “هو وهي” وفيلم “الدرجة الثالثة”. خضعت لعملية جراحية في فرنسا لتثبيت الفقرات بصفيحة معدنية، لكن الآلام استمرت. لاحقًا، أصيبت بشلل فيروسي في العصب السابع، تسبب في اعوجاج وجهها وزيادة وزنها بسبب علاج الكورتيزون، مما أثر سلبًا على حالتها النفسية. كشف الدكتور عصام عبد الصمد، الذي رافقها في لندن، أنها عانت من اكتئاب مزمن لأكثر من 15 عامًا، تفاقم بسبب فشل آخر أفلامها، وفاة والدتها، ووفاة صلاح جاهين، الذي اعتبرته أباها الروحي. كما عانت من أرق شديد وكوابيس مزعجة، مما زاد من عزلتها.
لغز الوفاة الذي لم يُحل
توفيت سعاد حسني في 21 يونيو 2001 إثر سقوطها من شرفة شقة في الطابق السادس بمبنى ستوارت تاور بلندن، في حادث لا يزال يكتنفه الغموض. أعلنت الشرطة البريطانية أن الوفاة ناتجة عن انتحار، لكن عائلتها ومقربين مثل شقيقتها جانجاه وصديقها حسن يوسف رفضوا هذا التفسير، مؤكدين أن سعاد كانت تستعد للعودة إلى مصر ولم تكن في حالة تؤدي إلى الانتحار.