تُعد الكلى من الأعضاء الحيوية في جسم الإنسان، حيث تلعب دورًا أساسيًا في تصفية الدم، إزالة السموم، وتنظيم توازن السوائل والمعادن.
ومع ذلك، يمكن أن يتطور ضعف وظائف الكلى تدريجيًا دون أعراض واضحة في مراحله المبكرة، مما يجعل الوعي بالعلامات التحذيرية أمرًا بالغ الأهمية.
ميجا نيوز في هذا التقرير، يسلط الضوء على الأعراض التي قد تكشف عن ضعف وظائف الكلى، استنادًا إلى آراء الخبراء ومصادر طبية موثوقة.
ضعف وظائف الكلى: مشكلة صامتة
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يعاني حوالي 10% من سكان العالم من أمراض الكلى المزمنة، وغالبًا ما تُكتشف في مراحل متقدمة بسبب غياب الأعراض الواضحة في البداية. يوضح الدكتور أحمد خالد، أخصائي أمراض الكلى بمستشفى القصر العيني، أن “الكلى قادرة على العمل بنسبة 20% فقط من وظائفها دون ظهور أعراض خطيرة، مما يجعل الفحص الدوري ضروريًا للكشف المبكر.”
أبرز الأعراض التي يجب الانتباه إليها
تشير المصادر الطبية، مثل مواقع “ويب طب” و”مايو كلينك”، إلى مجموعة من الأعراض التي قد تشير إلى ضعف وظائف الكلى، ومنها:
التعب والإرهاق المستمر: نتيجة تراكم السموم في الجسم بسبب ضعف قدرة الكلى على تصفية الدم، مما يؤدي إلى الشعور بالإجهاد وقلة الطاقة.
تورم في القدمين واليدين: تحدث الوذمة نتيجة احتباس السوائل عندما تفشل الكلى في التخلص من الماء الزائد. هذا التورم قد يظهر أيضًا حول العينين، خاصة في الصباح.
تغيرات في التبول: تشمل هذه التغيرات انخفاض كمية البول، التبول المتكرر ليلًا، ظهور دم في البول، أو البول الرغوي الذي قد يشير إلى وجود بروتين زائد.
ارتفاع ضغط الدم: الكلى تلعب دورًا في تنظيم ضغط الدم، وعندما تضعف وظائفها، قد يرتفع الضغط بشكل غير مسيطر عليه، مما يزيد من مخاطر القلب والأوعية الدموية.
الحكة المستمرة: تراكم الفوسفات والسموم في الدم يمكن أن يسبب حكة جلدية شديدة، خاصة في الذراعين والساقين.
ضيق التنفس: قد يحدث نتيجة تراكم السوائل في الرئتين، مما يجعل التنفس صعبًا حتى في أوقات الراحة.
فقدان الشهية وفقدان الوزن: الشعور بالغثيان، القيء، أو فقدان الشهية قد يكون مرتبطًا بتراكم الفضلات في الجسم.
تشنجات عضلية وآلام في الظهر: قد تنجم التشنجات عن اختلال توازن الأملاح مثل البوتاسيوم والكالسيوم، بينما يمكن أن يشير ألم الظهر بالقرب من منطقة الكلى إلى مشكلة محتملة.
الفئات الأكثر عرضة للخطر
يؤكد الدكتور خالد أن بعض الفئات أكثر عرضة لضعف وظائف الكلى، بما في ذلك مرضى السكري، ارتفاع ضغط الدم، الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي لأمراض الكلى، وكبار السن. كما أن العادات غير الصحية مثل التدخين، الإفراط في تناول المسكنات، أو اتباع نظام غذائي غني بالملح تزيد من المخاطر.
الكشف المبكر والوقاية
يُعد الكشف المبكر هو المفتاح للحد من تطور أمراض الكلى. ينصح الأطباء بإجراء فحوصات دورية مثل تحليل البول، قياس الكرياتينين في الدم، واختبار معدل الترشيح الكبيبي (GFR) لتقييم وظائف الكلى. وتشمل الإجراءات الوقائية:
الحفاظ على رطوبة الجسم: شرب كميات كافية من الماء يساعد الكلى على العمل بكفاءة.
اتباع نظام غذائي صحي: تقليل الملح، السكريات، والدهون المشبعة، وزيادة تناول الخضروات والفواكه.
ممارسة الرياضة: النشاط البدني المنتظم يساعد في التحكم بضغط الدم والسكر.
تجنب الإفراط في الأدوية: خاصة مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل الإيبوبروفين، التي قد تضر الكلى عند الاستخدام المطول.