يُعد القولون العصبي (Irritable Bowel Syndrome – IBS) واحدًا من أكثر الاضطرابات الهضمية شيوعًا، حيث يؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم، ويسبب أعراضًا مزعجة مثل آلام البطن، الانتفاخ، الإسهال أو الإمساك، والتشنجات.
ورغم أن أسبابه ليست محددة بدقة، إلا أن التوتر النفسي، النظام الغذائي، ونمط الحياة يلعبون دورًا كبيرًا في تفاقم الأعراض.
ميجا نيوز في هذا التقرير، تستعرض أفضل الطرق لمواجهة انفعالات القولون العصبي بناءً على توصيات خبراء الصحة ودراسات طبية حديثة.
1. تعديل النظام الغذائي: الخطوة الأولى نحو الراحةيؤكد الدكتور محمد علي، أخصائي الجهاز الهضمي، أن النظام الغذائي هو العامل الأساسي في التحكم بأعراض القولون العصبي.
ومن أبرز النصائح: اتباع نظام “فودماب” المنخفض: نظام غذائي يقلل من تناول أنواع معينة من الكربوهيدرات التي يصعب هضمها، مثل منتجات الألبان الغنية باللاكتوز، القمح، وبعض الفواكه والخضروات مثل التفاح والبصل.
زيادة الألياف بحذر: الألياف القابلة للذوبان (مثل تلك الموجودة في الشوفان والموز) قد تساعد في تنظيم حركة الأمعاء، لكن زيادة الألياف المفاجئة قد تزيد الأعراض سوءًا.
تجنب المحفزات الشائعة: مثل الكافيين، الأطعمة الدهنية، المشروبات الغازية، والمحليات الصناعية.
شرب الماء بكثرة: الترطيب الجيد يساعد في تحسين عملية الهضم وتخفيف الإمساك.
2. إدارة التوتر: مفتاح السيطرة على الانفعالات
تشير الدراسات إلى أن التوتر النفسي يؤدي إلى تفاقم أعراض القولون العصبي، حيث يؤثر على الجهاز العصبي المرتبط بالأمعاء.
تقترح الدكتورة سارة محمود، أخصائية علم النفس السريري، عدة استراتيجيات لإدارة التوتر:
التأمل واليقظة الذهنية: ممارسة تمارين التأمل لمدة 10-15 دقيقة يوميًا تساعد في تهدئة الجهاز العصبي.
اليوجا والتنفس العميق: تساهم في تقليل التوتر وتحسين التوازن بين العقل والجسم.
العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يساعد في تغيير أنماط التفكير السلبية التي تزيد من القلق.
3. ممارسة الرياضة بانتظام: تعزيز الصحة العامةتؤكد الأبحاث أن النشاط البدني يحسن وظائف الجهاز الهضمي ويقلل من حدة أعراض القولون العصبي.
ينصح الخبراء بممارسة رياضات خفيفة إلى متوسطة مثل: المشي السريع لمدة 30 دقيقة يوميًا.
السباحة أو ركوب الدراجات لتحسين الدورة الدموية.
تمارين تقوية عضلات البطن بشكل معتدل لدعم وظيفة الأمعاء.
4. الأدوية والعلاجات الطبية: عند الضرورةفي الحالات التي لا تستجيب لتغيير نمط الحياة، قد يوصي الأطباء بعلاجات دوائية، مثل: مضادات التشنج: لتخفيف آلام البطن والتشنجات.
الملينات أو مضادات الإسهال: حسب الأعراض الغالبة.
مضادات الاكتئاب بجرعات منخفضة: لتخفيف التوتر وتحسين وظيفة الأمعاء.
البروبيوتيك: مكملات تحتوي على بكتيريا نافعة قد تساعد في تحسين توازن البكتيريا في الأمعاء.
5. النوم الجيد والروتين اليوميالنوم غير الكافي قد يزيد من حساسية الأمعاء. ينصح الخبراء بالحفاظ على روتين نوم منتظم (7-8 ساعات يوميًا) وتجنب تناول الطعام قبل النوم مباشرة، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى تفاقم الأعراض.
6. استشارة متخصص: خطوة لا غنى عنهايشدد الأطباء على أهمية استشارة طبيب الجهاز الهضمي لتشخيص القولون العصبي بدقة واستبعاد حالات أخرى مثل التهاب الأمعاء أو حساسية اللاكتوز.
يمكن للطبيب وضع خطة علاجية مخصصة بناءً على شدة الأعراض ونمط حياة المريض.تجربة شخصية: قصة نجاح
تقول سلمى أحمد (32 عامًا)، إحدى المصابات بالقولون العصبي: “كنت أعاني من انتفاخ وآلام مستمرة، لكن بعد اتباع نظام غذائي منخفض الفودماب، وممارسة اليوجا، وتقليل التوتر بعادات يومية بسيطة، تحسنت حالتي بنسبة كبيرة خلال ثلاثة أشهر”.