شهد مؤشر Dow Jones الصناعي تراجعًا في أولى جلسات تداول عام 2025 في وول ستريت يوم الخميس، الثاني من يناير، بعدما فقد مكاسبه المبكرة.
في المقابل، تمكن مؤشرا S&P 500 وNasdaq من الارتفاع وسط تفاؤل المستثمرين بإمكانية استمرار الزخم الذي دفع مؤشر S&P 500 لتحقيق مكاسب سنوية تجاوزت 20% على مدار عامين متتاليين.
انخفض مؤشر Dow Jones بمقدار 37 نقطة، أي بنسبة 0.1%، بينما زاد مؤشر S&P 500 بنسبة 0.1% وارتفع مؤشر Nasdaq المركب بحوالي 0.2%.
أسهم الطاقة ساهمت في تعزيز السوق خلال التعاملات المبكرة، إذ ارتفعت أسهم شركة شيفرون بنسبة 1.4%، بينما سجل سهم شركة إنفاس إنرجي للطاقة المتجددة قفزة بنسبة تتجاوز 4%.
ومع ذلك، عانت بعض أسهم التكنولوجيا، التي شهدت نشاطًا كبيرًا في 2024، من تراجع في التعاملات المبكرة. انخفضت أسهم تسلا بأكثر من 5% بعد الإعلان عن أول انخفاض في عمليات التسليم السنوية، بينما تراجع سهم شركة بالانتير، المتخصصة في التكنولوجيا الدفاعية، بنسبة 2%.
على الرغم من تراجع مؤشرات الأسهم في الأيام الأخيرة من عام 2024، إلا أن أداء السوق العام كان قويًا. فقد ارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 23% خلال العام الماضي، بينما حقق مؤشر Dow Jones مكاسب تقارب 13%. كما تفوق مؤشر Nasdaq المركب على السوق بزيادة بلغت 29%، مدعومًا بطفرة الذكاء الاصطناعي وخفض أسعار الفائدة.
أسهم ما يُعرف بـ “Magnificent Seven” كانت وراء الكثير من تحركات السوق في 2024، حيث حققت شركة Nvidia، الرائدة في مجال رقائق الذكاء الاصطناعي، مكاسب بنسبة 171%، بينما ارتفعت أسهم آبل بنسبة 30%.
لكن هذه المكاسب الكبيرة أدت إلى بعض عمليات جني الأرباح في نهاية العام، مما جعل مؤشر S&P 500 يسجل أربعة أيام متتالية من التراجع، وهو ما لم يحدث منذ عام 1966.
تجعل هذه الأوضاع من الصعب تحقيق ارتفاع كبير فيما يُعرف بـ “رالي سانتا”، الذي يتميز عادة بارتفاع الأسهم في الأيام الخمسة الأخيرة من السنة وأول جلستين في يناير، حيث يرتفع مؤشر S&P 500 بمعدل 1.3% خلال هذه الفترة، وفقًا لبيانات سوق Dow Jones منذ عام 1950.
تثير طبيعة ارتفاع السوق في 2024، التي اعتمدت بشكل كبير على التكنولوجيا، بعض المخاوف من عدم استدامة هذا الاتجاه. ومع ذلك، يشير المستثمرون المتفائلون إلى القوة الاقتصادية ونمو الأرباح كمؤشرات إيجابية لاستمرار حركة السوق.
قال جوناثان غولوب، استراتيجي في UBS، في مذكرة للعملاء يوم الخميس: “إن الحجة القائلة بأن التفاؤل المبالغ فيه كان المحرك الأساسي وراء ارتفاع السوق تبدو غير متسقة مع البيانات القوية ومخاطر الركود الأقل حدة.”
وأكد غولوب أن المستثمرين متفائلون للغاية مع دخولهم عام 2025، مشيرًا إلى أن هذه النشوة قد تكون سببًا للقلق، لكن يمكن أن يكون عام 2025 عامًا آخر مليئًا بالنجاحات.
في سياق آخر، انخفضت أسهم شركة تسلا بأكثر من 4% بعد إعلانها عن أول انخفاض سنوي في عمليات التسليم. حيث أصدرت تسلا تقريرها عن إنتاج وتسليم المركبات في الربع الرابع، إذ بلغت إجمالي عمليات التسليم في الربع نحو 495570 مركبة، بينما وصل الإنتاج إلى 459445 مركبة.
وعلى مستوى عام 2024، سجلت تسلا إجمالي عمليات تسليم سنوية بلغ 1789226 مركبة، بينما بلغ إجمالي الإنتاج 1773443 مركبة، مما يمثل انخفاضًا مقارنة بـ 1.81 مليون عملية تسليم في عام 2023.
افتتحت مؤشرات وول ستريت تعاملات الخميس بارتفاع، حيث صعد مؤشر Dow Jones بمقدار 115.9 نقطة، أي بنسبة 0.27%، ليصل إلى 42660.09 نقطة. كما ارتفع مؤشر S&P 500 بنحو 21.6 نقطة، أو 0.37%، ليصل إلى 5903.26 نقطة، مع آمال المستثمرين في استعادة السوق لزخمها.
