إنترنت غير محدود .. هل يؤثر الجيل الخامس على سرعة الخدمة في مصر؟ فمع الإعلان الرسمي عن إطلاق خدمات الجيل الخامس (5G) في مصر خلال الأيام القادمة، تتجه الأنظار إلى تأثير هذه التقنية على محدودية سرعة الإنترنت التي يعاني منها العديد من المستخدمين في ظل مطالبتهم باستمرار بإنترنت غير محدود.
وتُعد شبكات الجيل الخامس طفرة تقنية واعدة، ونقلة نوعية في عالم طلب البيانات لكنه في الوقت نفسه تتباين الرؤى حول قدرتها على تقديم الحل الأمثل لتحسين سرعة الإنترنت في مصر.
وأعلن الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات التابع لوزارة الاتصالات عن بدء تفعيل خدمات الجيل الخامس قبل نهاية الأسبوع الجاري باستثمارات 600 مليون دولار من شركات الاتصالات الأربع (المصرية للاتصالات، أورنج، فودافون، وإي آند).
وأظهرت الاختبارات المبدئية في بعض المناطق، مثل العاصمة الإدارية الجديدة والعلمين، سرعات تحميل تصل إلى 156 ميجابايت في الثانية، وهي أعلى من الجيل الرابع، لكنها ليست بالضرورة تعكس الإمكانات الكاملة للجيل الخامس بسبب محدودية الترددات المتاحة حاليًا.
ووفقاً لما كشفه مؤشر قياس البيانات العالمية اوكلا سبيد تيست قفزت سرعة الإنترنت الأرضي في مصر خلال الربع الأول من العام الجاري ـ الفترة (يناير ـ مارس) 2025 قرابة 10 ميجا بايت بنسبة نمو تصل إلى 13% وسجلت سرعة الإنترنت الأرضي في مصر نحو 87.15 ميجا بايت بنهاية الربع الأول من 2025 مقابل نحو 77.89 ميجابايت، بنهاية العام الماضي 2024.
مميزات الجيل الخامس وتأثيره على سرعة الإنترنت:
وقال المهندس أحمد العطيفي خبير الاتصالات أن تقنية الجيل الخامس تعتمد على ترددات أعلى (30-300 جيجا هرتز) باستخدام تقنية الموجة المليمترية (mmWave)، مما يتيح سرعات تحميل تصل إلى 10-20 ضعف سرعة الجيل الرابع (4G).
وأشار العطيفي في تصريحات خاصة لـ ميجا نيوز بينما توفر شبكات الجيل الرابع سرعات تصل إلى 1 جيجابايت في الثانية كحد أقصى، يمكن للجيل الخامس تحقيق سرعات تصل إلى 20 جيجابايت في الثانية في ظروف مثالية، مما يعني إمكانية تنزيل الأفلام عالية الوضوح في ثوانٍ.
وأضاف العطيفي أن الجيل الخامس يتميز بزمن استجابة منخفض (Low Latency) مقارنة بـ20-70 ملي ثانية في الجيل الرابع. موضحاً أن ذلك يعزز تجربة المستخدم في التطبيقات التي تتطلب استجابة فورية، مثل الألعاب الإلكترونية والواقع الافتراضي.
وأشار العطيفي أيضاً إلى أهمية زمن الاستجابة في تحسين تجربة استخدام الإنترنت، موضحاً أنه يقيس الوقت الذي تستغرقه البيانات للوصول بين الجهاز والشبكة. كلما كان زمن الانتقال أقل، كلما زادت سرعة تحميل البيانات، حيث يعتبر تأخر البيانات من أكبر التحديات التي تواجه المستخدمين. وصرح أن كابلات الألياف الضوئية تتفوق على الخيارات الأخرى من حيث زمن الاستجابة، مما يساهم في تحقيق اتصال أسرع وأكثر كفاءة للمستخدمين
زيادة السعة الاستيعابية:
من جانبه أكد المهندس طارق درويش خبير تكنولوجيا الاتصالات أن شبكات الجيل الخامس تتيح ربط عدد أكبر من الأجهزة في وقت واحد دون التأثير على جودة الاتصال، مما يقلل من الازدحام في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، مثل المدن الكبرى، على عكس شبكات الجيل الرابع التي تعاني من التحميل الزائد. وتابع درويش في تصريحات خاصة لـ ميجا نيوز أن تقنية الجيل الخامس تدعم تطبيقات متقدمة مثل إنترنت الأشياء (IoT)، السيارات ذاتية القيادة، والعمليات الجراحية عن بُعد، مما يعزز الكفاءة الرقمية في قطاعات التعليم، الصحة، والنقل.
كما طالب درويش بضرورة الإسراع في تغطية كافة المناطق بكبائن الألياف الضوئية، لضمان استقرار الشبكات وتقليل الانقطاعات. لافتاً إلى أن الاستثمارات المطلوبة لاستكمال هذا المشروع ستكون مجدية، حيث ستساهم في تلبية احتياجات المستخدمين بشكل كامل، خاصة بعد أن أصبح الإنترنت جزءاً حيوياً من الحياة اليومية.
وعلى صعيد متصل كشف المهندس عثمان أبو النصر خبير الشبكات أن هناك عدة تحديات تواجه محدودية سرعة الإنترنت في مصر منها البنية التحتية الحالية التي تعتمد على كفاءة الجيل الخامس على شبكات الألياف الضوئية وكثافة المحطات الأساسية. لافتاً إلى أنه في مصر، لا تزال بعض المناطق تعاني من ضعف البنية التحتية، مما قد يحد من الاستفادة الكاملة من الجيل الخامس، خاصة في المناطق الريفية.
وشدد أبو النصر أن ثاني التحديات تتمثل في
تغطية الترددات لأن الترددات العالية للجيل الخامس توفر سرعات هائلة ولكن تغطيتها محدودة، وتتأثر بالعوائق مثل الأشجار أو المباني، مما يتطلب زيادة عدد المحطات الأساسية بالإضافة تحدي التكلفة حيث تشير التوقعات إلى احتمال ارتفاع سعر باقات الجيل الخامس نظرًا لجودتها العالية، في ظل تزايد معدل استثمار المشغلين مما قد يحد من انتشارها بين المستخدمين ذوي الدخل المحدود في البداية.
وحسب تقرير وزارة الاتصالات، يصل عدد مشتركي خطوط المحمول في مصر لنحو 112.06 مليون مشترك بنهاية يناير 2025 مقابل 106.8 مليون خط بنهاية يناير 2024 بنسبة نمو سنوي بنسبة 4.93% ، بينما تبلغ نسبة انتشار الهاتف المحمول 99.3%، مقابل نحو 102.42% بمعدل نمو سنوي بلغ 3.%، وسجل عدد مستخدمي إنترنت الهاتف المحمول، نحو 85.46 مليون مستخدم مقابل 77.68 مليون مستخدم، بنسبة نمو سنوي بلغت 10%.
وسجل عدد مشتركو خدمات الإنترنت الثابت فائق السرعة في مصر، إلى 11.67 مليون مشترك، بنهاية يناير 2025 مقارنة بنحو 10.9 مليون مشترك بنهاية يناير 2024.بنسبة نمو سنوي 7.13%.