شهدت مدينة حيفا، إحدى أهم المدن الساحلية الإسرائيلية، هجمات صاروخية إيرانية مكثفة منذ 14 يونيو 2025، ضمن تصعيد عسكري غير مسبوق بين إسرائيل وإيران.
تسببت هذه الهجمات في خسائر بشرية ومادية، وأثارت موجة من القلق والتوتر في إسرائيل، مع تداعيات اقتصادية وبنية تحتية ونفسية كبيرة.
الخسائر البشرية والإصابات
الضحايا في حيفا وما حولها: أسفرت الهجمات عن مقتل ما لا يقل عن 11 شخصًا في حيفا وتامرا المجاورة، بينهم 4 نساء من عائلة واحدة (عائلة الخطيب) في تامرا، و3 موظفين في مصفاة نفط بازان.
كما أصيب حوالي 100 شخص، بينهم أطفال، بجروح متفاوتة، وفقًا لتقارير الطوارئ الإسرائيلية.
الحالات النفسية: أفادت السلطات بحالات صدمة نفسية واسعة النطاق بين سكان حيفا، خاصة بعد انطلاق صفارات الإنذار ليلًا واندفاع العائلات إلى الملاجئ.
الأضرار المادية والبنية التحتية
مصفاة نفط بازان: تعرضت محطة توليد الكهرباء في مجمع بازان، أكبر مصفاة نفط في إسرائيل، لأضرار جسيمة، مما أدى إلى توقف جميع مرافق التكرير مؤقتًا.
تسبب الهجوم في حرائق كبيرة وانخفاض أسهم الشركة بنسبة 2.8% في بورصة تل أبيب، مع مخاوف من تأثيرات بيئية محتملة على سكان خليج حيفا.
المنازل والمباني: تضررت منازل في تامرا، بما في ذلك مبنى من طابقين دُمر بالكامل، وأدت الانفجارات إلى تدمير مبانٍ سكنية وتجارية في حيفا، مما زاد من أعباء عمليات الإنقاذ.
نقص الملاجئ: أثارت الهجمات انتقادات من سكان تامرا بسبب نقص الملاجئ العامة، مما زاد من المخاطر على المدنيين، خاصة في المناطق القديمة.
التداعيات الاقتصادية
إغلاق المجال الجوي: أدت الهجمات إلى إغلاق المجال الجوي الإسرائيلي، مما تسبب في إلغاء مئات الرحلات الجوية وتعليق حركة الطيران في مطار بن جوريون، مع تحويل الرحلات إلى دول أخرى.
هذا أثر سلبًا على السياحة والتجارة، وتسبب في بقاء آلاف الإسرائيليين عالقين خارج البلاد.
تقلبات أسعار النفط: على الرغم من انخفاض أسعار النفط عالميًا بسبب تقارير عن احتمال وقف الأعمال العدائية، فإن الأضرار التي لحقت بمصفاة بازان أثارت مخاوف من نقص محتمل في إمدادات الوقود المحلية، مما قد يؤثر على القطاعات الصناعية والنقل.
الأسواق المالية: شهدت بورصة تل أبيب تقلبات، خاصة بعد الأضرار التي لحقت بشركة بازان، مما عكس حالة عدم اليقين الاقتصادي.
الأثر العسكري والسياسي
الدفاع الجوي: أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض العشرات من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، لكنه أقر بأن دفاعاته الجوية “ليست محكمة”، حيث نجحت صواريخ إيرانية متقدمة، مثل صاروخ “حاج قاسم”، في اختراق الدفاعات.
التصعيد المستمر: ردت إسرائيل بهجمات على أهداف عسكرية ونووية في إيران، بما في ذلك مقر وزارة الدفاع في طهران ومستودعات وقود، مما يشير إلى استمرار الصراع.
أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن الهجمات الإسرائيلية أعاقت البرنامج النووي الإيراني “لفترة طويلة جدًا”، لكنه لم يستبعد استهداف المرشد الأعلى الإيراني.
الدعم الأمريكي: أكد نتنياهو التنسيق الوثيق مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي دعم الهجوم الإسرائيلي على إيران، بينما ساعدت القوات الأمريكية في اعتراض الصواريخ الإيرانية.
الأثر النفسي والاجتماعي
الخوف والقلق: أدت الهجمات المتكررة إلى حالة من الذعر بين سكان حيفا، حيث هرع الملايين إلى الملاجئ، وألغيت المناسبات الاجتماعية، وتوقفت الحياة اليومية.
وصفت تقارير إعلامية شوارع حيفا وتل أبيب بأنها “خالية” خلال الهجمات.
التوترات الداخلية: أثارت الهجمات نقاشات حول الفجوات في الحماية، خاصة في المناطق العربية مثل تامرا، حيث اتهم السكان الحكومة بالإهمال في توفير الملاجئ.
التضامن الإسرائيلي: رغم الخسائر، أظهرت تقارير عن لحظات تضامن بين السكان، مثل إنقاذ أطفال من تحت الأنقاض، مما عزز الروح المعنوية لبعض الإسرائيليين.
التداعيات الإقليمية
أثارت الهجمات مخاوف من حرب إقليمية شاملة، خاصة مع إغلاق دول مثل الأردن وسوريا والعراق ولبنان لمجالها الجوي.
كما أدت إلى تعليق المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة، مما زاد من التوترات الدولية.
وفي سياق إقليمي أوسع، يُنظر إلى هذه الهجمات كجزء من استراتيجية إيران للرد على هجوم إسرائيلي مفاجئ على قيادتها العسكرية ومنشآتها النووية، مما يعزز من حدة الصراع.