ارتفاع أسعار الهواتف في مصر ، شهد سوق الهواتف المحمولة في مصر خلال 2024 ارتفاعًا ملحوظًا في الأسعار بنسبة تجاوزت 40% ، خاصة خلال الربع الأول.
وتجاوز خلاله سعر الدولار بالسوق السوداء نحو 74 جنيه مما ترك تأثيرات كبيرة على المستهلكين والصناعة على حد سواء. هذا الارتفاع لم يكن مفاجئًا للكثيرين، بل جاء نتيجة لتراكم عدة عوامل اقتصادية وأحداث عالمية.
واستمر الأمر حتى بعد تعويم الجنيه في مارس 2024، وهو القرار الذي أثر بشكل كبير على قيمة العملة المحلية مقابل الدولار.
هذا التراجع في قيمة الجنيه والذي أدى على جانب آخر إلى زيادة تكلفة استيراد الهواتف الذكية، حيث تعتمد معظم الشركات على مكونات وخدمات يتم شراؤها بالدولار. ومع ارتفاع التكاليف، بدأت الشركات المصنعة والموزعة في زيادة أسعار الهواتف لتغطية النفقات المتزايدة.
لم يكن تعويم الجنيه العامل الوحيد وراء ارتفاع الأسعار. فقد تزامن ذلك مع تشديد السياسات الضريبية على الواردات، مما زاد من الأعباء المالية على الشركات.
هذا التشديد جعل من الصعب على الشركات الحفاظ على أسعار تنافسية، مما دفع الكثير من المستهلكين إلى إعادة تقييم خياراتهم عند شراء الهواتف.
بجانب ارتفاع الأسعار، كان هناك ضغط متزايد من التضخم العام الذي شهدته البلاد. ومع تزايد تكاليف المعيشة، أصبح المستهلكون أكثر حذرًا في قراراتهم الشرائية.
الهواتف التي كانت تعتبر ضرورية أصبحت تُعتبر رفاهية، مما أثر على المبيعات بشكل ملحوظ. بعض الشركات اضطرت لتقديم خيارات اقتصادية، لكن حتى هذه الخيارات كانت تواجه تحديات في التسعير.
مع ارتفاع الأسعار، بدأ المستهلكون في البحث عن بدائل. ظهرت علامات تجارية جديدة في السوق تقدم هواتف بأسعار معقولة، مما أضفى مزيدًا من المنافسة. كما بدأ البعض في الاتجاه نحو الهواتف المستعملة أو المجددة كخيار لتوفير المال.
هذه التوجهات ساهمت في تشكيل مشهد السوق بشكل جديد، حيث أصبح البحث عن القيمة مقابل المال هو الشغل الشاغل للمستهلكين