يُبرز نجاح الأفلام المصرية في السوق السعودي لعام 2024 قوة السينما المصرية كمحرك اقتصادي وثقافي، مدعومة بإقبال جماهيري واسع وسياسات داعمة من هيئة الأفلام السعودية. ومع استمرار تطور البنية التحتية السينمائية في المملكة، تظل الأفلام المصرية مرشحة بقوة لتعزيز حضورها.
كشف التقرير السنوي لهيئة الأفلام السعودية عن أداء لافت للأفلام المصرية في السوق السينمائي السعودي خلال عام 2024، حيث استحوذت على 25% من إجمالي إيرادات شباك التذاكر، بما يعادل حوالي 211.4 مليون ريال (56.36 مليون دولار).
يعكس هذا الإنجاز مكانة السينما المصرية كركيزة أساسية في صناعة الترفيه بالمنطقة، مدعومة بشعبية أفلامها الكوميدية والدرامية التي تتماشى مع ذوق الجمهور السعودي.
إيرادات قياسية وتنوع سينمائي
بلغت إجمالي إيرادات دور العرض السينمائية في المملكة 845.6 مليون ريال (225.42 مليون دولار)، محققة نموًا ملحوظًا مقارنة بالسنوات السابقة، وفقًا للتقرير.
وتم بيع حوالي 17.5 مليون تذكرة بسعر متوسط 48.2 ريال (12.85 دولار)، مما يعكس إقبالًا جماهيريًا متزايدًا على السينما كوجهة ترفيهية رئيسية. وشهد العام عرض 504 أفلام من مختلف الأنواع والجنسيات، من بينها 17 فيلمًا سعوديًا ساهمت في تعزيز الإنتاج المحلي.
الأفلام المصرية: نجاحات بارزة
تصدرت الأفلام المصرية قوائم الإيرادات بأعمال بارزة مثل ولاد رزق 3 بطولة أحمد عز، الذي حقق 39 مليون ريال، وجوازة توكسيك بإيرادات بلغت 29 مليون ريال، وفقًا لتصريحات المستشار تركي آل الشيخ، رئيس هيئة الترفيه السعودية. كما سجلت أفلام أخرى مثل أبو نسب (15.5 مليون ريال) ورحلة 404 (12.4 مليون ريال) حضورًا قويًا، مما عزز من مكانة الأفلام المصرية في السوق.
ورغم المنافسة الشديدة من الأفلام الأمريكية، التي هيمنت على 70% من إيرادات نوفمبر 2024 بقيادة أعمال مثل Bad Boys: Ride or Die (88 مليون ريال)، إلا أن الأفلام المصرية حافظت على جاذبيتها، خاصة بفضل الكوميديا التي تجذب الجمهور السعودي المتعطش لتجارب سينمائية ممتعة.
السوق السعودي: محرك اقتصادي للسينما المصرية
يُعد السوق السعودي، ببنيته التحتية المتطورة التي تضم 65 دار عرض و636 شاشة عرض حتى 2024، من أهم الأسواق الخليجية للأفلام المصرية. ويعزى هذا النجاح إلى عوامل عدة، منها التشابه الثقافي، وتاريخ السينما المصرية الطويل في المنطقة، إلى جانب استراتيجيات هيئة الأفلام السعودية لتخفيض أسعار التذاكر (بين 50-55 ريالًا) وتقديم حوافز لدعم الإنتاج المحلي والإقليمي.
وأشار المنتج السينمائي أحمد الجابري إلى أن “الطابع المميز للأفلام المصرية، خاصة الكوميدية، يلبي تعطش الجمهور السعودي لتجارب سينمائية قريبة من ثقافتهم”، مضيفًا أن انخفاض أسعار التذاكر في مصر مقارنة بالسعودية يُسهم في تفوق الإيرادات السعودية.
آفاق مستقبلية
مع خطط السعودية للوصول إلى 350 دار عرض بحلول 2030، واستثمارات بقيمة 64 مليار دولار في قطاع الترفيه، يتوقع الخبراء استمرار نمو السوق السينمائي، مما يعزز فرص الأفلام المصرية لتحقيق إيرادات أكبر.
وتُظهر الأرقام الحالية، التي أوردتها هيئة الأفلام، أن الرياض تصدرت المناطق بإيرادات 391.1 مليون ريال، تلتها مكة المكرمة والمنطقة الشرقية، مما يشير إلى توزيع جغرافي واسع للإقبال الجماهيري.