الاسطرلاب موبايل المسلمين في العصور الوسطى ولأن الحاجة أم الاختراع فمنذ القرن التاسع الميلادي، وفي بدايات الحضارة الإسلامية، كان المؤذنون بحاجة لمعرفة أوقات الصلاة بدقة في مختلف مدن العالم الإسلامي، فظهر الإسطرلاب كأداة ثورية تجمع بين الدين والعلم..
وصفه بعض العلماء بأنه أول “حاسب فلكي”، لأنه لم يحسب الوقت فقط، بل قدم حلولا لمئات المسائل المتعلقة بحركة السماء واتجاهاتها.
بني الإسطرلاب على هيئة نموذج مصغر للكرة السماوية
تُسقط فيه مواقع النجوم على لوحة معدنية دقيقة وبتحريك الأجزاء الدائرية، يستطيع المستخدم تحديد الزمن حساب ارتفاع الشمس، رصد مواقع الكواكب.. بل ومعرفة الفصول والليل والنهار، كان أشبه ب هاتف أو ايباد يعمل بعقل الفلكي ويد الإنسان.
لم يظل الإسطرلاب حكرًا على العلماء، بل صنع المسلمون منه نسخًا نحاسية فاخرة وأخرى من الخشب والورق، ليصبح في متناول الجميع من التاجر في رحلاته، إلى المؤذن في مسجده، وحتى المسافر في الصحراء..
تحولت الأداة إلى جزء من الحياة اليومية، تعكس كيف امتزج العلم بالعبادة والتجارة معًا.
لم يكن الإسطرلاب إنجازا عابرًا، بل أداة صاغها المسلمون بدقة وجعلوها أساسًا للمعرفة الفلكية والرياضية..
حين انتقلت إلى أوروبا، تحوّلت إلى ركيزة علمية اعتمد عليها المستكشفون والعلماء في رحلاتهم ومراصدهم حتى عصر النهضة، لتصبح بصمة إسلامية عميقة في تاريخ النهضة الأوروبية وتطور العلوم.
مخترع الاسطرلاب
اخترع أداة الاسطرلاب مريم الاسطرلابي التي ولدت في مدينة حلب – سوريا ، بالقرن العاشر الميلادي أواخر العصر العباسي.
ونشأت مريم الاسطرلابي في بيئة علمية وتعلمت على يد والدها كوشيار الجيلي) أحد أبرز علماء عصره ونبغت في علوم الفلك والرياضيات والهندسة.
كما عملت في بلاط سيف الدولة الحمداني مؤسس إمارة حلب كمتخصصة في مجال العلوم الفلكية.