بعد انقضاء شهر رمضان المبارك وأيام عيد الفطر المليئة بالبهجة والاحتفالات، قد يجد البعض أنفسهم فجأة في دوامة من مشاعر الاكتئاب والقلق النفسي، دون أن يدركوا السبب الحقيقي وراء هذا الشعور الغامض.
فما الذي يجعلنا نشعر بهذا الفراغ العاطفي بعد موسم مليء بالروحانيات والفرح؟
الحلويات: لذة مؤقتة وتأثير طويل الأمد
بحسب الدكتورة هالة عسكر، استشارية التغذية العلاجية، فإن أحد أبرز الأسباب التي قد تكمن وراء هذا الشعور هو الإفراط في تناول الحلويات الرمضانية، مثل الكنافة والقطايف، ومن ثم الانتقال إلى كعك العيد والبسكويت خلال أيام العيد.
هذه الأطعمة اللذيذة، رغم أنها تمنحنا لحظات من السعادة الفورية، إلا أنها قد تكون سببًا رئيسيًا للشعور بالضجر والحزن بعد ذلك.
السبب؟ السكريات الموجودة في هذه المأكولات تؤثر على مستويات السيروتونين في الدماغ، مما قد يؤدي إلى تقلبات مزاجية حادة. لذا، تحذر الدكتورة هالة من الإفراط في تناول هذه الحلويات، ليس فقط لتجنب الاكتئاب، بل أيضًا للحفاظ على الوزن ومنع السمنة.
العودة إلى الروتين: صدمة نفسية
لكن الحلويات ليست المذنب الوحيد! فبعد شهر مليء بالراحة، والتجمعات العائلية، والاحتفالات، يجد الكثيرون صعوبة في العودة إلى روتين الحياة اليومية العادية.
تلك اللحظات التي كانت مليئة بالدفء والتواصل الاجتماعي تتلاشى، ليحل محلها شعور بالملل والفراغ.
تخيل أنك كنت تعيش في واحة من الراحة والسعادة، ثم فجأة تجد نفسك في صحراء الروتين اليومي الجافة.
هذا التحول المفاجئ قد يكون له تأثير نفسي كبير، خاصة إذا لم نكن مستعدين له.
نصائح ذهبية للتغلب على اكتئاب ما بعد رمضان
لحسن الحظ، هناك طرق فعالة للتخلص من هذا الشعور، كما ينصح الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية:
تحفيز الذات: حاول استعادة الحماس من خلال وضع أهداف جديدة ومثيرة بعد العودة من الإجازة.
اليوجا والتأمل: هذه الممارسات تساعد على تهدئة العقل واستعادة التوازن النفسي.
اكتساب مهارات جديدة: استغل هذه الفترة لتعلم شيء جديد كنت تفتقده، سواء كان لغة جديدة أو هواية مبتكرة.
النوم العميق: احرص على الحصول على قسط كافٍ من النوم الجيد، فهو يعزز الصحة النفسية بشكل كبير.
ممارسة الهوايات: خصص وقتًا للأنشطة التي تحبها، مثل الرسم، القراءة، أو حتى المشي في الطبيعة.
تقليل الكافيين والتدخين: الإكثار من الشاي والقهوة أو التدخين قد يزيد من التوتر والقلق، لذا حاول تقليلها قدر الإمكان.