تواجه تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مصر عددا تحديات البيروقراطية التي تؤثر على نموها بالشكل الأمثل.
وفي إطار الجهود الحكومية لتشكيل لجان متخصصة من المستشارين لتقديم النصح في مجالات متعددة، بما في ذلك الاقتصاد الرقمي وريادة الأعمال، حذر عصام لا لا، خبير تكنولوجيا المعلومات، من إحدى أكبر العقبات التي تعوق تقدم هذا القطاع: التدخلات الأمنية.
البيروقراطية كعائق رئيسي
أكد لا لا أن البيروقراطية المتجذرة في المؤسسات المصرية تُعد من أبرز الأسباب التي تُعيق تطور تكنولوجيا المعلومات. وأشار إلى أن السعوديين أبدوا استغرابهم من هذه الظاهرة خلال حديثهم مع رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، حيث لاحظوا أن المصريين نقلوا معهم هذه البيروقراطية إلى السعودية، بينما تمكنت الأخيرة من التخلص منها. واعترف مدبولي بأن هذه البيروقراطية هي إرث يعود للاستعمار البريطاني.
البيانات: وقود العصر
في عصر البيانات، يُعتبر الوصول إليها واستخدامها أمرًا حيويًا لتحفيز الابتكار وتطوير التطبيقات وتحقيق التحول الرقمي.
ومع ذلك، بدلاً من استغلال هذه الإمكانيات، تتدخل عدة جهات أمنية مثل الرقابة الإدارية والمخابرات العامة، مما يؤدي إلى إبطاء عجلة التطوير.
هذه التدخلات، التي تُبرر غالبًا بمخاوف الأمن القومي، تجعل بيئة العمل تبدو وكأنها حالة حرب بدلاً من كونها منصة لابتكار أنظمة تكنولوجية متقدمة.
دروس مستفادة من الولايات المتحدة
وأكد عصام لالا أنه يمكن للاستفادة من التجربة الأمريكية، يُمكن النظر إلى كيفية تعزيز الحكومات للابتكار التكنولوجي. الولايات المتحدة، بإنفاق حكومي يتجاوز 7 تريليونات دولار، منها 1.7 تريليون للرعاية الصحية، تُعد مثالًا يحتذى في كيفية استغلال التكنولوجيا لتحسين الكفاءة وتقليل التكاليف. على سبيل المثال، تعهد إيلون ماسك بالتعاون مع إدارة الرئيس السابق ترامب لتحسين كفاءة الحكومة وتوفير تريليون دولار.
من أبرز المبادرات كان مشروع “Stargate”، الذي أعلنه ترامب، والذي يعزز الشراكة بين شركات كبرى مثل OpenAI وOracle وSoftBank، بهدف ضخ 500 مليار دولار في بناء مراكز بيانات للذكاء الاصطناعي، لتعزيز جهود معالجة الأمراض المستعصية وتطوير الأدوية، دون الاعتماد على الجهات الأمنية أو المنشآت العسكرية.
واستشهد عصام لالا تُظهر التجربة الأمريكية أن الابتكار التكنولوجي يحتاج إلى حرية الحركة وإتاحة الفرص للخبراء والمبدعين وشركات القطاع الخاص.
بينما تعيق السياسات الأمنية الحالية في مصر الإبداع، مما يدفع بالمواهب إلى البحث عن فرص خارج البلاد.
لذا، أوصي عصام لالا اللجنة المكلفة بتقديم النصح للحكومة بمصارحتها بأن السياسات الأمنية الحالية تعيق التقدم في مجال تكنولوجيا المعلومات.
وطالب عصام لالا تتبنى الحكومة نموذجًا يعتمد على التعاون مع القطاع الخاص ورواد التكنولوجيا، بعيدًا عن التدخلات الأمنية المفرطة.
فقط من خلال هذه الخطوات يمكن لمصر مواكبة العصر الرقمي وتحقيق نقلة نوعية في مجال التكنولوجيا.