تعد تكنولوجيا الجيل الخامس 5G خطوة هامة نحو التحول الرقمي في مصر، بجانب تعزيز الاقتصاد، وتحسين الخدمات بمختلف المجالات الحياتية لكن يظل زيادة الوعي والمعرفة بها هما المفتاح لتبني هذه الثورة التقنية بثقة ونجاح. لأن أية اعتقادات خاطئة حول استخدامها تعيق استغلال إمكانياتها.
فمع استعداد مصر لإطلاق خدمات تكنولوجيا الجيل الخامس (5G) الأربعاء المقبل في حفل خاص تحت سفح الأهرامات، تتزايد التساؤلات حول مزاياها وعيوبها لأنه ورغم الإمكانيات الواعدة لهذه التقنية، تنتشر بين المصريين اعتقادات خاطئة تعيق فهم فوائدها الحقيقية وتثير مخاوف غير مبررة.
الأفكار الخاطئة والمعتقدات حول الجيل الخامس تأتي بسبب انتشار الشائعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي وقلة التوعية العلمية بجانب تركيز الإعلام على مزايا بعينها دون توضيح الإمكانيات الشاملة فضلاً عن الاعتقاد من البعض في نظريات المؤامرة وقلة الوعي بتحسينات الأمان في الجيل.
ميجا نيوز، ناقشت خبراء الاتصالات حول أبرز هذه الاعتقادات، في ذلك التقرير مع توضيح الحقائق بناءً على دراسات موثوقة، لتعزيز الوعي ودعم التحول الرقمي في مصر.
أبرز الاعتقادات الخاطئة حول تكنولوجيا الجيل الخامس 5G
الجيل الخامس يسبب أضرارًا صحية خطيرة مثل السرطان أو كورونا
كشف الدكتور حمدي الليثي أن البعض يخشى أن إشعاعات الجيل الخامس 5G تسبب أمراضًا خطيرة أو ترتبط بانتشار فيروس كورونا، وهي شائعات دحضتها منظمة الصحة العالمية ودراسات علمية. مشيرا إلى أن شبكات الجيل الخامس تعمل ضمن نطاق الإشعاع غير المؤين، وهو آمن وفقًا للمعايير الدولية، مشددا أن الإشعاعات الناتجة عن الجيل الخامس 5G مشابهة لتلك المستخدمة في 4G وأقل من حدود السلامة العالمية.
الجيل الخامس مجرد زيادة في سرعة الإنترنت
وأوضح الليثي في تصريحات خاصة لـ ميجا نيوز أن أحد الأفكار الخاطئة حول تكنولوجيا الجيل الخامس 5G الاعتقاد بأنها تقتصر على تحسين سرعة الإنترنت، مضيفاً أنها تقدم أكثر من ذلك، حيث توفر التقنية سرعات تصل إلى 20 جيجابايت/ثانية، وزمن استجابة منخفض (1 ميلي ثانية مقابل 10 ميلي ثانية في الجيل الرابع)، وسعة أكبر تدعم ملايين الأجهزة في مساحة صغيرة. لافتاً إلى أن هذا يعزز تطبيقات مثل إنترنت الأشياء، السيارات ذاتية القيادة، والجراحة عن بُعد، مما يدعم قطاعات الرعاية الصحية والتعليم والتجارة الإلكترونية في مصر.
تكنولوجيا الجيل الخامس مكلفة وغير ضرورية للمستخدم العادي
من جانبه يشرح الدكتور عبد العزيز البسيوني أستاذ هندسة الاتصالات أن البعض لديه اعتقاد خاطئ بأن تقنية الجيل الخامس باهظة التكلفة ولا فائدة منها مقارنة بـ4G. مبيناً أن التقنية توفر كفاءة طاقة أعلى، مما يقلل التكاليف على المدى الطويل، وتدعم تطبيقات يومية مثل البث المباشر عالي الجودة «لايف ستريمنج» والألعاب الإلكترونية.
يأتي ذلك في الوقت الذي تتوقع فيه الجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول GSMA في تقريرها الأخير انخفاض تكاليف الخدمة في مصر مع زيادة المنافسة بين شركات الاتصالات، مما يجعلها في متناول المستخدم العادي.
الجيل الخامس يجبر المستخدمين على تغيير أجهزتهم
وكشف البسيوني أن هناك مخاوف من البعض من تأثير الجيل الخامس 5G على أجهزتهم الحالية ليجعلها غير صالحة موضحاً أن ذلك غير صحيح لأن شبكات الجيل الرابع ستظل قيد التشغيل لسنوات، متوقعاً أن يستحوذ الجيل الخامس على نسبة 50% فقط من الاتصالات بحلول 2030 كما أن الأجهزة غير المتوافقة ستعمل على تكنولوجيا الجيل الرابع دون مشاكل، مما يتيح انتقالًا تدريجيًا منوهاً إلى أن الأمر يحتاج لفهم الانتقال التكنولوجي أمام الترويج التجاري لأجهزة الجيل الخامس.
تكنولوجيا الجيل الخامس تهدد الأمن السيبراني
من جانبه نفى خبير أمن المعلومات المهندس وليد حجاج أن تؤثر تكنولوجيا الجيل الخامس على زيادة معدل مخاطر القرصنة بسبب الاتصال الواسع. مضيفاً أنها مصممة ببروتوكولات أمنية متقدمة، وفي مصر، تدعم قوانين مثل قانون حماية البيانات الشخصية الأمان السيبراني. كما أن التحدي يكمن في تحديث البنية التحتية وتدريب الكوادر، وليس في التقنية نفسها.
توصيات لزيادة الوعي حول الجيل الخامس
وفي ذلك الصدد ، طالب حجاج بتنفيذ حملة لتعزيز الوعي حول استخدام تكنولوجيا الجيل الخامس وانتشار التطبيقات عبر تدشين حملات توعية من شركات الاتصالات (مثل فودافون والمصرية للاتصالات) لتوضيح فوائد 5G ودحض الشائعات.
وأكد حجاج في تصريحات خاصة لـ ميجا نيوز أهمية التعليم العلمي لأن نشر فيديوهات ومقالات موثوقة بالتعاون مع خبراء تكنولوجيا من شأنه رفع مستوى معرفة المواطن بهذه التكنولوجيا عبر آليات عدة منها تنظيم ورش عمل في الجامعات لتثقيف الشباب بإمكانيات الجيل الخامس بالإضافة إلى شرح مواصفات أجهزة 5G للمواطن وتوفيرها بأسعار مناسبة.