يوم عرفة، اليوم التاسع من ذي الحجة، هو أحد أهم أركان الحج، حيث يقف الحجاج في مشعر عرفات تحت أشعة الشمس الحارقة لساعات طويلة. تتجاوز درجات الحرارة في مكة المكرمة خلال موسم الحج أحيانًا 40 درجة مئوية، مما يشكل تحديًا كبيرًا للحجاج.
ومع ذلك، يعتمد الحجاج على مجموعة من الإجراءات الشخصية والتدابير التنظيمية التي توفرها السلطات السعودية لمواجهة الحرارة وضمان سلامتهم. فيما يلي تقرير يوضح كيفية تعامل الحجاج مع حرارة الشمس في يوم عرفة، مع الاستناد إلى الممارسات المتبعة وتوصيات الخبراء:
التحديات البيئية في يوم عرفة:
ارتفاع درجات الحرارة: تصل درجات الحرارة في عرفات خلال النهار إلى 40-45 درجة مئوية، مع نسب رطوبة قد تزيد من الشعور بالحرارة.
التعرض المباشر للشمس: يقضي الحجاج ساعات طويلة في العراء دون ظل كافٍ في بعض الأحيان، مما يزيد من مخاطر ضربات الشمس والإجهاد الحراري.
الازدحام: يتجمع ملايين الحجاج في منطقة محدودة، مما يصعب أحيانًا الوصول إلى المياه أو أماكن الراحة بسرعة.
إجراءات الحجاج الشخصية لمواجهة الحرارة:
الترطيب المستمر:
يحرص الحجاج على شرب كميات وفيرة من المياه لتجنب الجفاف. يُنصح بشرب 2-3 لترات يوميًا، حتى لو لم يشعروا بالعطش.
تناول المشروبات المرطبة مثل محلول الإماهة الفموية (ORS) لتعويض الأملاح المفقودة بسبب التعرق.
حمل زجاجات مياه صغيرة أو عبوات تبريد للحفاظ على برودة المياه.
الملابس المناسبة:
يرتدي الحجاج ملابس الإحرام البيضاء القطنية الخفيفة التي تعكس أشعة الشمس وتسمح بتهوية الجسم.
استخدام القبعات أو المظلات البيضاء لحماية الرأس والوجه من أشعة الشمس المباشرة.
ارتداء أحذية مريحة ومفتوحة لتجنب احتباس الحرارة في القدمين.
تجنب التعرض المباشر للشمس:
البحث عن الظل عند الإمكان، مثل الخيام المكيفة أو الأماكن المغطاة.
استخدام مناشف مبللة أو رذاذ الماء لتبريد الجسم بشكل دوري.
تقليل الحركة خلال ساعات الذروة الحرارية (من 12 ظهرًا إلى 3 عصرًا).
التغذية المناسبة:
تناول وجبات خفيفة غنية بالفواكه مثل البطيخ والبرتقال، التي تحتوي على نسبة عالية من الماء.
تجنب الأطعمة الدسمة أو المالحة التي تزيد من الشعور بالعطش.
الاستعداد الصحي:
استشارة الطبيب قبل الحج للتأكد من اللياقة الصحية، خاصة لكبار السن أو أصحاب الأمراض المزمنة.
حمل الأدوية الأساسية، مثل مسكنات الألم أو أدوية الحساسية، لمواجهة أي طارئ.
التدابير التنظيمية من السلطات السعودية:
توفير الخيام المكيفة:
تقدم وزارة الحج والعمرة خيامًا مكيفة في مشعر عرفات مزودة بمكيفات هواء ومراوح لتخفيف الحرارة.
يتم توزيع الحجاج على مناطق محددة لتقليل الازدحام وضمان الراحة.
محطات المياه والتبريد:
توفر السلطات نقاط توزيع مياه زمزم المبردة بكثرة في عرفات.
توزيع رذاذ الماء (الرذاذ المائي) في المناطق المفتوحة لتبريد الجو وتخفيف الحرارة.
إنشاء محطات تبريد متنقلة مزودة بمكيفات ومراوح رذاذ.
الخدمات الطبية:
تنتشر المراكز الطبية المتنقلة في عرفات، مزودة بفرق طبية مدربة للتعامل مع حالات الإجهاد الحراري وضربات الشمس.
توفير سيارات إسعاف مجهزة لنقل الحالات الطارئة إلى المستشفيات.
تقديم إرشادات صحية عبر الحملات التوعوية قبل وأثناء الحج، تشمل نصائح للتعامل مع الحرارة.
تحسين البنية التحتية:
إنشاء ممرات مظللة ومناطق انتظار مغطاة لتقليل التعرض للشمس.
استخدام أنظمة تكييف متقدمة في الحافلات التي تنقل الحجاج من وإلى عرفات.
الحملات التوعوية:
تنظم السلطات السعودية حملات توعية عبر وسائل الإعلام والتطبيقات الذكية مثل “مناسك”، لتثقيف الحجاج حول الوقاية من الحرارة.
توزيع كتيبات ومواد تعليمية تحتوي على نصائح مثل تجنب التعرض الطويل للشمس وأهمية الترطيب.
توصيات إضافية من الخبراء:
الاستعداد المبكر: يُنصح الحجاج بحضور دورات تدريبية قبل الحج للتعرف على كيفية التعامل مع الظروف الجوية القاسية.
مراقبة العلامات الحيوية: الانتباه لأعراض الإجهاد الحراري مثل الدوخة، الصداع، أو الغثيان، وطلب المساعدة فورًا.
الالتزام بالمواعيد: اتباع جدول الحج المحدد من الحملات لتجنب الازدحام والتعرض الطويل للحرارة.
تجارب الحجاج:
شارك العديد من الحجاج تجاربهم عبر منصات التواصل الاجتماعي، مشيدين بالجهود السعودية في توفير المياه المبردة والخيام المكيفة، لكنهم أكدوا أهمية الالتزام بالتعليمات الصحية. أحد الحجاج من مصر علق: “رذاذ الماء في عرفات كان منقذًا، والمظلات البيضاء ساعدتنا كثيرًا في الحماية من الشمس.”