في مشهد خطف الأنظار وأثار تفاعلًا واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر الأسطورة محمود الخطيب، رئيس النادي الأهلي وأحد أساطير كرة القدم المصرية، لأول مرة على الشاشة ضمن أحداث مسلسل “كتالوج” الذي يُعرض خلال الموسم الجاري مشهد الخطيب الذي لم يتخط دقائق معدودة كان كافيًا ليُحدث ضجة كبيرة في الأوساط الرياضية والفنية على حد سواء، خاصة وأن هذا هو أول ظهور درامي أو سينمائي للخطيب منذ اعتزاله كرة القدم ، المسلسل من إخراج وليد الحلفاوي، نجل الفنان الكبير الراحل نبيل الحلفاوي، الذي كان يُعرف بأنه أحد أكبر مشجعي النادي الأهلي ،وأحد أبرز الأصوات المحبة والداعمة للقلعة الحمراء.
ووفقًا لما تم تداوله من كواليس المسلسل وتصريحات قريبة من أسرة الحلفاوي، فقد جاءت مشاركة الخطيب كتنفيذ مباشر لوصية الراحل نبيل الحلفاوي، الذي كان قد أعرب قبل وفاته عن أمنيته بمشاهدة الخطيب في عمل درامي يُجسد فيه دور الأب القدوة الذي يقدم النصائح والدروس الحياتية للأبناء.
اللقطة التي جمعت بين كرة القدم والدراما
المشهد الذي جمع الخطيب ببعض أبطال العمل جاء في سياق اجتماعي إنساني، حيث أدى “بيبو” دور الأب الحكيم، الذي يتحدث إلى أبنائه بنبرة هادئة مليئة بالنصائح والخبرة. ورغم أن الدور لم يتجاوز كونه مشهدًا قصيرًا، إلا أن الحضور الطاغي للخطيب وحضوره الهادئ أثار إعجاب الجمهور، واعتُبر رسالة تحمل الكثير من القيم التي ارتبط بها اسم الخطيب سواء داخل المستطيل الأخضر أو خارجه.
حكاية الوصية ودور وليد الحلفاوي في استجابة الخطيب
مصادر قريبة من كواليس التصوير أكدت أن وليد الحلفاوي، مخرج العمل، كان مصممًا على تنفيذ هذه المشاركة كنوع من التكريم لذكرى والده الراحل، الذي لم يكن فقط ممثلًا كبيرًا، بل كان عاشقًا لكيان النادي الأهلي. نبيل الحلفاوي لطالما كان داعمًا للنادي ولرموزه، وكانت أمنيته أن يُشاهد الخطيب يُقدم مشهدًا بسيطًا عبر الشاشة ليكون بمثابة لحظة استثنائية تجمع بين الفن وكرة القدم.
ويبدو أن وليد الحلفاوي أراد تحقيق تلك الأمنية كنوع من العرفان ورد الجميل لاسم والده، فعمل على تجهيز المشهد بحرفية شديدة، وحرص على أن تكون اللقطة مناسبة لشخصية الخطيب، الذي لم يخض من قبل أي تجربة تمثيلية، واختار أن تكون طبيعة الدور بعيدة عن التصنع، وتعتمد على حضوره الطبيعي كأب وقائد.
ردود فعل واسعة.. ولقطات انتشرت بسرعة الصاروخ
منذ عرض الحلقة التي تضمنت ظهور الخطيب، ضجت مواقع التواصل بمقاطع من المشهد، وسط إشادة كبيرة من الجمهور، خاصة من جماهير الأهلي الذين شعروا بالفخر بوجود رمز النادي في عمل درامي بهذه القيمة. حتى من خارج دائرة تشجيع الأهلي، جاءت التعليقات لتؤكد أن المشهد كان إنسانيًا راقيًا يحمل رسائل تربوية مهمة.
وسرعان ما تصدرت صور الخطيب من كواليس المسلسل ترند السوشيال ميديا، وبدأت الصفحات الرياضية والفنية في تداول كواليس التصوير ولحظات التحضير لهذا الظهور الفريد.
الخطيب.. من الملاعب إلى الشاشة
محمود الخطيب المعروف بهدوئه وانضباطه، لم يسبق له من قبل أن ظهر في أي عمل درامي أو سينمائي، رغم شعبيته الكبيرة التي امتدت لعقود طويلة. وعُرف دائمًا بابتعاده عن الأضواء الإعلامية بخلاف المباريات أو المناسبات الرسمية، لذا فإن ظهوره في “كتالوج” جاء مفاجئًا وغير متوقع للكثيرين.
العديد من النقاد الرياضيين اعتبروا أن تلك المشاركة لم تكن مجرد لقطة درامية عابرة، بل تمثل تتويجًا لمسيرة طويلة من الالتزام والقدوة داخل وخارج الملعب، حيث جسد الخطيب في دقائق معدودة شخصيته الحقيقية التي يعرفها الجميع: الهدوء، الحكمة، والنصيحة الصادقة.
لماذا اختار الخطيب الظهور الآن؟
بحسب المعلومات المتداولة، فإن الخطيب لم يكن يخطط للظهور عبر أي عمل فني، إلا أن العلاقة القوية التي جمعته بالراحل نبيل الحلفاوي، والاحترام الكبير الذي يكنّه لعائلته، كانا الدافع الأساسي للموافقة. كما أن رسالة المسلسل الاجتماعية، التي تركز على القيم والمبادئ الأسرية، شجّعت الخطيب على خوض التجربة بشكل استثنائي وفريد من نوعه.
مسلسل كتالوج.. دراما اجتماعية بقالب مختلف
مسلسل “كتالوج” من الأعمال التي تلقى رواجًا في الموسم الحالي، حيث يناقش قضايا اجتماعية مهمة تتعلق بالعائلة، التربية، والصراعات اليومية التي تواجه الشباب في المجتمع المصري. وبمشاركة الخطيب، اكتسب العمل بعدًا جديدًا زاد من شعبيته وسط شرائح جديدة من الجمهور، خاصة مشجعي كرة القدم الذين ربما لا يتابعون الدراما بشكل مستمر.
في النهاية.. ظهور بيبو أكثر من مجرد مشهد
قد يرى البعض أن ظهور نجم كرة قدم في عمل درامي أمر بسيط، لكنه في حالة الخطيب كان حدثًا خاصًا يُجسد معنى الوفاء والعرفان لأمنية إنسانية من مشجع عشق الأهلي ورموزه حتى آخر لحظة في حياته. مشهد قصير، لكنه سيبقى علامة مميزة في تاريخ الأعمال الدرامية المصرية، حيث اجتمع فيه الفن والرياضة تحت مظلة الذكريات والتقدير.
ويبقى التساؤل الأبرز لدى محبي “بيبو”: هل نرى محمود الخطيب في تجربة مماثلة مستقبلًا أم يظل هذا الظهور لحظة استثنائية لن تتكرر؟