تتصدر أزمة أحمد سيد “زيزو”، نجم النادي الأهلي الحالي والزمالك السابق، عناوين الأخبار الرياضية في مصر، مع تصاعد الخلاف بين اللاعب وناديه السابق حول مستحقات مالية متأخرة تقدر بحوالي 82.5 مليون جنيه، إضافة إلى مكافآت بطولة كأس مصر لموسم 2024-2025.
في الوقت ذاته، يواجه نادي الزمالك شكوى مضادة من اللاعب، بينما يسعى الأبيض لإثبات صحة موقفه القانوني، مما يفتح الباب أمام احتمال فرض غرامات مالية أو عقوبات أخرى على النادي.
بداية الأزمة
تعود جذور الخلاف إلى أبريل 2025، عندما بدأت التوترات بين زيزو ونادي الزمالك، حيث انتشرت أنباء عن ظهور اللاعب في سفارة الولايات المتحدة للحصول على تأشيرة أمريكية، تمهيدًا للانضمام إلى النادي الأهلي للمشاركة في كأس العالم للأندية.
هذا الأمر أثار استياء الجهاز الفني للزمالك، مما أدى إلى استبعاد زيزو من قائمة مباراة ربع نهائي الكونفدرالية الأفريقية أمام ستيلينبوش الجنوب أفريقي.
في تلك الفترة، انقطع زيزو عن تدريبات الزمالك لمدة 25 يومًا، وهو ما استدعى قرارًا من النادي بتحويل اللاعب للتحقيق. ومع ذلك، تخلف زيزو عن حضور جلسات التحقيق ثلاث مرات، مطالبًا عبر محاميه بعدم التعرض له، معتبرًا أن النادي يحاول “ترويعه” بسبب رفضه تجديد عقده.
لاحقًا، عاد زيزو إلى التدريب بعد غياب طويل، لكنه استُبعد من مباريات لاحقة، بما في ذلك نهائي كأس مصر أمام بيراميدز، قبل أن ينتقل رسميًا إلى الأهلي في صفقة انتقال حر عقب انتهاء عقده مع الزمالك بنهاية الموسم.
شكوى زيزو ضد الزمالك
في يوليو 2025، تقدم أحمد سيد زيزو، من خلال محاميه أشرف عبد العزيز، بشكوى رسمية إلى لجنة شؤون اللاعبين بالاتحاد المصري لكرة القدم، يطالب فيها بمستحقاته المالية المتأخرة من نادي الزمالك. وبحسب الشكوى، يطالب زيزو بمبلغ 82.5 مليون جنيه، يشمل:
3.33 مليون جنيه كمكافآت مشاركة في 15 مباراة خلال موسم 2024-2025.
15 مليون جنيه مستحقات متأخرة عن موسم 2022-2023.
20 مليون جنيه مكافآت مستحقة عن موسم 2023-2024.
20 مليون جنيه مكافآت مستحقة عن موسم 2024-2025.
23.97 مليون جنيه كأقساط شهرية مستحقة عن الموسم الأخير.
200 ألف جنيه كبدل سكن.
مكافأة الفوز ببطولة كأس مصر لموسم 2024-2025، والتي رفض زيزو استلامها رغم مشاركته في البطولة وتسجيله هدفًا في مباراة نصف النهائي أمام سيراميكا كليوباترا.
وأوضح محامي زيزو أن عقد اللاعب مع الزمالك كان يمتد لثلاثة مواسم (من 2022/2023 إلى 2024/2025)، إلا أن النادي لم يلتزم بسداد الأقساط الشهرية المتفق عليها، والتي كان من المفترض أن تُسدد على 10 دفعات بقيمة 3 ملايين جنيه لكل قسط. ووفقًا للشكوى، سدد الزمالك 1.8 مليون جنيه فقط، تاركًا 23.9 مليون جنيه كدين مستحق.
رد الزمالك وشكوى مضادة
في المقابل، قدم نادي الزمالك شكوى مضادة ضد زيزو، يطالب فيها بإيقاف اللاعب وتغريمه ماليًا، معتبرًا أن توقيعه للأهلي قبل انتهاء الموسم الرسمي (12 يونيو 2025) يخالف لوائح رابطة الأندية، التي تنص على أن الموسم ينتهي بنهاية كأس عاصمة مصر. واستند الزمالك في مرافعته إلى أن إعلان انتقال زيزو للأهلي تم قبل هذا التاريخ، مما يشكل خرقًا قانونيًا.
من جانبه، رد مصدر داخل الزمالك على شكوى زيزو، مؤكدًا أن مستحقات اللاعب لا تتجاوز 9.3 مليون جنيه، وأن النادي قام بخصومات من هذا المبلغ بسبب غياب زيزو عن التدريبات لمدة 25 يومًا، وفقًا للائحة النادي.
كما أشار المصدر إلى أن زيزو استفاد من تصوير ثلاثة إعلانات ومقابلات تلفزيونية، تم خصم نسبة النادي منها، مما قلل من المستحقات المتبقية. وأكد المصدر أن زيزو اعترف خلال جلسة تحقيق مع الشؤون القانونية بعدم وجود مستحقات متأخرة، وهو ما يناقض شكواه الحالية.
الوضع الحالي وإمكانية تغريم الزمالك
حتى الآن، لم تحدد لجنة شؤون اللاعبين باتحاد الكرة موعدًا نهائيًا لجلسة استماع بشأن شكوى الزمالك ضد زيزو، بينما تم تأجيل النظر في شكوى زيزو إلى 11 أغسطس 2025 بناءً على طلب الزمالك، لمنح النادي وقتًا لدراسة المستندات والرد.
وفقًا لخبير اللوائح عامر العمايرة، فإن الزمالك مطالب بإثبات سداد المستحقات المالية لزيزو من خلال وثائق بنكية أو شيكات.
وفي حال فشل النادي في تقديم هذه الأدلة، أو إذا تبين أن الخصومات المطبقة على اللاعب تخالف اللائحة الموقعة في عقده، فقد يُلزم الزمالك بدفع المبلغ المطالب به بالكامل، وربما غرامات إضافية. وأشار العمايرة إلى أن أي خصومات غير مذكورة في اللائحة لن تُعتد بها، مما يعزز موقف زيزو إذا كانت مستنداته كاملة.
من ناحية أخرى، إذا نجح الزمالك في إثبات أن زيزو خالف اللوائح بالتوقيع للأهلي قبل انتهاء الموسم، فقد يواجه اللاعب عقوبات مثل الإيقاف أو غرامات مالية. ومع ذلك، فإن تأخر الزمالك في سداد المستحقات قد يضعف موقفه القانوني، حيث تُعتبر المستحقات المتأخرة خرقًا واضحًا للعقد.