تُعد السكتة الدماغية واحدة من أبرز الأسباب العالمية للوفاة والإعاقة، حيث تُصيب ملايين الأشخاص سنوياً، وفقاً لتقارير منظمة الصحة العالمية.
في مصر، تشير إحصاءات وزارة الصحة إلى أن السكتة الدماغية تُشكل حوالي 6% من إجمالي الوفيات، مما يجعل الوقاية منها أولوية صحية ملحة.
ميجا نيوز يستعرض أحدث التوصيات العلمية والتدابير العملية لحماية الجسم من السكتة الدماغية المفاجئة، مع التركيز على الوقاية، العوامل المؤدية، وكيفية التصرف عند الاشتباه في الإصابة.
ما هي السكتة الدماغية ولماذا تُعد خطيرة؟
السكتة الدماغية تحدث عندما يتوقف تدفق الدم إلى جزء من الدماغ، إما بسبب انسداد شريان (سكتة إقفارية) أو نزيف داخلي (سكتة نزفية). هذا الانقطاع يمنع وصول الأكسجين والمغذيات إلى خلايا الدماغ، مما يؤدي إلى موتها خلال دقائق. وفقاً للدكتور محمد عبد الرحمن، أستاذ طب الأعصاب بجامعة القاهرة، فإن “كل دقيقة تأخير في علاج السكتة الدماغية تُكلف المريض ملايين الخلايا العصبية، مما يزيد من مخاطر الإعاقة الدائمة أو الوفاة.”
تشمل العوامل المؤدية للسكتة الدماغية ارتفاع ضغط الدم، السكري، التدخين، السمنة، ارتفاع الكوليسترول، ونمط الحياة الخامل. كما أن العوامل الوراثية والتقدم في العمر (فوق 55 عاماً) تزيد من المخاطر، لكن الخبراء يؤكدون أن 80% من السكتات يمكن الوقاية منها باتباع تدابير بسيطة.
تدابير الوقاية: خطوات عملية لحماية الجسم
استناداً إلى إرشادات الجمعية الأمريكية للسكتات الدماغية وتوصيات وزارة الصحة المصرية، يمكن تقليل مخاطر السكتة الدماغية من خلال الإجراءات التالية:
-
السيطرة على ضغط الدم:
-
ارتفاع ضغط الدم هو السبب الرئيسي للسكتات الدماغية. يُنصح بمراقبة الضغط بانتظام والحفاظ عليه أقل من 120/80 ملم زئبقي. يمكن تحقيق ذلك من خلال تقليل الملح في النظام الغذائي، تناول الأدوية الموصوفة، وممارسة تقنيات تقليل التوتر مثل التأمل.
-
تقول الدكتورة سارة أحمد، أخصائية القلب بمستشفى القصر العيني: “تناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم مثل الموز والسبانخ يساعد في تنظيم ضغط الدم.”
-
-
إدارة السكري والكوليسترول:
-
الحفاظ على مستويات السكر في الدم ضمن الحدود الطبيعية (أقل من 126 ملغ/ديسيلتر صائم) يقلل من تلف الأوعية الدموية. يُنصح بمراجعة الطبيب لضبط الأدوية واتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات.
-
تقليل الكوليسترول الضار (LDL) من خلال تناول الدهون الصحية (مثل زيت الزيتون) وتجنب الأطعمة المقلية يحمي الشرايين من الانسداد.
-
-
نمط حياة صحي:
-
الإقلاع عن التدخين: التدخين يضاعف مخاطر السكتة الدماغية بنسبة 50%، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية. برامج الإقلاع عن التدخين المتاحة في مراكز وزارة الصحة المصرية تقدم دعماً فعالاً.
-
ممارسة الرياضة: ممارسة التمارين المعتدلة (مثل المشي السريع) لمدة 150 دقيقة أسبوعياً تحسن الدورة الدموية وتقلل التوتر.
-
النظام الغذائي: اعتماد نظام غذائي متوسطي غني بالخضروات، الفواكه، الحبوب الكاملة، والأسماك يقلل من مخاطر السكتة بنسبة 30%، حسب دراسة نشرت في مجلة The Lancet.
-
-
الفحوصات الدورية:
-
إجراء فحوصات دورية لقياس ضغط الدم، السكر، والكوليسترول يساعد في الكشف المبكر عن المخاطر. تُقدم مبادرة “100 مليون صحة” في مصر فحوصات مجانية تشمل هذه العوامل.
-
-
إدارة الوزن والتوتر:
-
السمنة تزيد من مخاطر السكتة بنسبة 20-30%. الحفاظ على مؤشر كتلة الجسم (BMI) بين 18.5 و24.9 يُعد مثالياً.
-
التوتر المزمن يرفع ضغط الدم، لذا يُنصح بممارسة اليوغا أو تقنيات التنفس العميق.
-
كيفية التعرف على السكتة الدماغية والتصرف بسرعة
الوقت هو العامل الحاسم في علاج السكتة الدماغية. يمكن التعرف على أعراضها باستخدام اختصار FAST:
-
F (Face): تدلي الوجه أو عدم تناسق الابتسامة.
-
A (Arms): ضعف أو تنميل في إحدى الذراعين.
-
S (Speech): صعوبة في النطق أو التلعثم.
-
T (Time): استدعاء الإسعاف فوراً (رقم الطوارئ في مصر: 123).
يؤكد الدكتور خالد سمير، أستاذ طب الطوارئ بجامعة عين شمس: “إذا تم نقل المريض إلى المستشفى خلال 4.5 ساعات من ظهور الأعراض، يمكن استخدام أدوية إذابة الجلطات لإنقاذ حياته وتقليل الإعاقة.”
دور التكنولوجيا في الوقاية والعلاج
في إطار التحول الرقمي، تُسهم التكنولوجيا في الحد من السكتات الدماغية. تطبيقات المراقبة الصحية على الأجهزة القابلة للارتداء (مثل الساعات الذكية) ترصد معدل ضربات القلب وضغط الدم، مما يساعد في الكشف المبكر عن المخاطر. كما أن مبادرات وزارة الصحة المصرية، مثل “مبادرة الكشف المبكر عن السكتة الدماغية”، تستفيد من تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات المرضى وتحديد الأشخاص الأكثر عرضة.