من الأسئلة التي لا تغيب عن النقاشات الاجتماعية في مصر والعالم العربي ما هو الفارق المناسب في العمر بين الزوج والزوجة؟ وهل هناك رقم معين كفيل لضمان نجاح العلاقة؟
ورغم أن الحب والتفاهم هما الأساس في أي زواج ناجح، يبقى الفارق العمري بين الزوج والزوجة موضوعًا شائكًا، يختلط فيه الواقع بالتقاليد والعقل بالقلب.
الفارق المقبول اجتماعيًا
بحسب المألوف في مصر والمجتمعات العربية، يُفضَّل أن يكون الزوج أكبر من الزوجة بفارق يتراوح بين 3 إلى 10 سنوات.
هذا الفارق يُعتبر طبيعيًا وصحيا لأنه يوازن بين نضج الرجل واستقرار المرأة العاطفي، خاصة أن المرأة بطبيعتها تُنضج أسرع نفسيًا وعاطفيًا من الرجل ، كما ان دوره التقدم الجسماني للمراه تفوق الرجل ويظهر عليها مبكرا علامات التقدم في العمر.
لكن الأرقام ليست قاعدة إجبارية وهناك زيجات ناجحة رغم أن الفارق أقل من ذلك أو أكثر، بل أحيانًا يكون الزوج أصغر سنًا، ومع ذلك يعيش الطرفان حياة سعيدة.
لكن .. لماذا يُفضل أن يكون الرجل أكبر؟
من وجهة نظر بيولوجية واجتماعية أظهرتها دراسات عدة عربية وأجنبية، هناك أسباب تجعل المجتمعات تميل لفكرة أن يكون الرجل أكبر:
1. الاستقرار المالي والعملي: عادة ما يصل الرجل لمرحلة الاستقرار في سن متأخرة عن المرأة، لذا يكون فارق السن فرصة لتكون ظروفه أفضل عند الزواج.
2. النضج والمسؤولية: يُعتقد أن الرجل الأكبر سنًا يكون أكثر وعيًا وإدراكًا لمتطلبات الحياة الزوجية.
3. الإنجاب: هناك من يرى أن الزواج من امرأة أصغر سنًا يسهل مسألة الحمل والإنجاب، خاصة لو كان الفارق في حدود منطقية.
وماذا إذا كان الفارق كبيرًا؟
إذا تجاوز الفارق العمري 15 سنة أو أكثر، قد تظهر بعض التحديات:
اختلاف الاهتمامات: كل جيل له طريقة تفكير مختلفة، مما قد يؤدي إلى فجوة في التفاهم أو التواصل.
الطاقة والرغبات: فارق السن الكبير قد يؤثر مع الوقت على التوافق الجسدي والنفسي بين الطرفين.
نظرة المجتمع: كثير من الناس قد ينتقدون العلاقة أو يلقون تعليقات سلبية تؤثر على استقرار الزواج.
لكن، في المقابل، هناك زيجات ناجحة جدًا رغم الفارق الكبير، والسر يكون دائمًا في التفاهم والاحترام المتبادل.
عندما تكون المرأة أكبر سنًا
هذا النموذج ما زال غير شائع كثيرًا، رغم أنه بدأ يلقى قبولًا تدريجيًا، خاصة في المدن الكبرى وبين الشباب الواعي.
إذا كانت المرأة أكبر من الرجل بفارق بسيط 3 إلى 5 سنوات، فغالبًا لا تحدث مشاكل، بشرط أن يكون الرجل ناضجًا نفسيًا وواثقًا من نفسه.
أما إذا كان الفارق كبيرًا، فغالبًا ما تواجه العلاقة تحديات أكبر، بسبب نظرة المجتمع، والضغط النفسي على الطرفين، خاصة مع مرور الوقت.
رأي علم النفس
خبراء العلاقات يرون أن نجاح الزواج لا يتوقف فقط على فارق السن، بل على القدرة على التفاهم، وإدارة الخلافات، والنضج العاطفي.
فقد يكون هناك زوجان متقاربان في العمر، لكن حياتهما مليئة بالمشاكل، وآخران بينهما فارق كبير، لكن العلاقة قائمة على التفاهم والدعم الحقيقي.
ببساطة، السن مجرد رقم إذا وُجد الاحترام والتواصل.
لكن في نفس الوقت، لا يمكن تجاهل تأثيره على تفاصيل الحياة اليومية، لذلك من الأفضل
مراعاة الفارق العمري دون أن يكون هو الأساس الوحيد لاتخاذ قرار الزواج.