في ظل العاصفة الإعلامية التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، تصدرت الفنانة المصرية وفاء عامر عناوين الأخبار بعد اتهامات خطيرة وجهت إليها عبر مقطع فيديو على منصة “تيك توك”، زُعم فيها تورطها في قضية تجارة الأعضاء البشرية، مع ربط اسمها بوفاة لاعب كرة القدم السابق إبراهيم شيكا.
هذه الاتهامات أثارت جدلًا واسعًا ودفعت الفنانة ونقابة المهن التمثيلية إلى اتخاذ موقف حاسم للرد على هذه الادعاءات التي وُصفت بـ”الكاذبة والمغرضة”.
بداية الأزمة
بدأت القضية عندما نشرت سيدة، ادّعت أنها ابنة الرئيس الأسبق حسني مبارك، مقطع فيديو عبر منصة “تيك توك”، وجهت فيه اتهامات غير مباشرة لشخصيات فنية، قبل أن تُلمح بشكل واضح إلى تورط وفاء عامر في تجارة الأعضاء البشرية، مع الإشارة إلى وفاة إبراهيم شيكا، لاعب نادي الزمالك السابق الذي توفي مؤخرًا بعد صراع مع مرض السرطان. لم تذكر السيدة اسم وفاء عامر صراحةً في البداية، لكن التلميحات أدت إلى ربط الجمهور بين الاتهامات والفنانة، مما أشعل موجة من الجدل عبر المنصات الرقمية.
رد وفاء عامر
لم تصمت الفنانة وفاء عامر إزاء هذه الاتهامات الخطيرة، حيث خرجت عن صمتها عبر تصريحات تلفزيونية وبيانات رسمية عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي. في مداخلة هاتفية مع برنامج “حضرة المواطن” على قناة “الحدث اليوم”، عبّرت وفاء عن استيائها الشديد من الشائعات، واصفة إياها بـ”الكاذبة” و”غير المسؤولة”.
وقالت: “فوجئت بسيدة تدّعي أنها ابنة حسني مبارك تتهمني بتجارة الأعضاء، وتعاملت مع الأمر بسخرية في البداية، لكن الوضع زاد عن حده”. وأكدت أنها لن تتهاون في اتخاذ الإجراءات القانونية ضد مروجي هذه الشائعات، مشددة على أن “حقها لن يضيع” وأنها طلبت تشريح جثمان إبراهيم شيكا لإثبات براءتها.
في بيان رسمي عبر حسابها على “فيسبوك”، كتبت وفاء: “أرفض تمامًا الزج باسمي أو الإساءة لي أو لأي شخص من أسرتي في شائعات تمس مكانتي كفنانة وإنسانة، وأؤكد للجميع أنني لن أترك كل من وراء هذه الشائعات والادعاءات الكاذبة، وسأتخذ كل الإجراءات القانونية ضدهم”. وأضافت في مداخلة مع برنامج “الشفرة” على قناة “الشمس”: “وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت نقمة حين تُستخدم لترويج الأكاذيب دون أدلة أو مسؤولية”.
شهادة أرملة إبراهيم شيكا
في تطور لافت، قدمت الإعلامية ياسمين الخطيب شهادة هبة التركي، أرملة إبراهيم شيكا، التي برّأت وفاء عامر من الاتهامات. وفي منشور عبر “فيسبوك”، كتبت ياسمين: “هبة التركي أكدت أنه لم يكن هناك أي معرفة مسبقة بينها وبين وفاء عامر، ولكن عندما علمت وفاء بقصتهم، ساعدتهم في شراء منزل وتكفلت بجزء كبير من تكاليف العلاج الطبي”.
وأضافت: “كان جزاءها اتهامات كاذبة من أشخاص بلا ضمير، بينما وفاء تقدم الخير في السر”. هذه الشهادة عززت موقف وفاء وأكدت على سمعتها الطيبة ومواقفها الإنسانية.
دعم نقابة المهن التمثيلية والزملاء
أعلنت نقابة المهن التمثيلية، برئاسة الدكتور أشرف زكي، تضامنها الكامل مع وفاء عامر، واصفة الاتهامات بـ”الادعاءات الكاذبة” التي تهدف إلى التشهير. وأصدرت النقابة بيانًا رسميًا أكدت فيه تشكيل لجنة قانونية من كبار المحامين لمتابعة القضية واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية سمعة الفنانة.
وجاء في البيان: “وفاء عامر فنانة كبيرة نعتز بها، وصاحبة مسيرة فنية مشرفة ومواقف وطنية وإنسانية مشهودة”.
كما تلقت وفاء دعمًا كبيرًا من زملائها في الوسط الفني. الفنان أمير كرارة نشر عبر “فيسبوك” رسالة دعم قال فيها: “الأخت الجدعة بنت الأصول اللي دايمًا بتعمل خير، كلنا جنبك وبنحبك”.
وكذلك الفنان هاني رمزي، الذي علّق عبر “انستجرام”: “مافيش حد في جدعنتك وكرمك وطيبتك، وربنا يحفظك”. الكاتب خالد منتصر دافع عنها أيضًا، مشيرًا إلى أن إبراهيم شيكا كان مريضًا بالسرطان وكان هو نفسه بحاجة إلى تبرع بالأعضاء، مما يجعل الاتهامات غير منطقية.
الانفلات الإعلامي وتحديات السوشيال ميديا
تُظهر هذه القضية حجم الانفلات الأخلاقي الذي تشهده المنصات الرقمية، حيث أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي ساحة للمحاكمات العلنية دون أدلة أو تحقق من الحقائق.
وقد أثارت القضية نقاشًا واسعًا حول ضرورة وضع ضوابط قانونية أكثر صرامة لمواجهة التشهير والشائعات.