أطلق الملياردير إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركتي تسلا وسبيس إكس، سلسلة من التصريحات الحادة ضد شركة نتفليكس، متهماً إياها بـ”الترويج لمحتوى جنسي يستهدف الأطفال” وداعياً متابعيه إلى إلغاء اشتراكاتهم.
جاءت هذه التصريحات في سياق نقاشات حول برامج أطفال تحتوي على شخصيات ترانسجندرية، مما أثار جدلاً واسعاً في الأوساط اليمينية والمحافظة. وفقاً لتقارير إعلامية، نشر ماسك أكثر من 26 دعوة لـ”إلغاء نتفليكس” خلال ثلاثة أيام فقط، مما يعكس تحولاً في موقفه تجاه الشركة التي كان قد أشاد ببعض محتوياتها سابقاً.
بدأت الحملة في أوائل أكتوبر 2025، عندما أعاد ماسك نشر مقطع فيديو من برنامج “Strawberry Shortcake: Berry in the Big City” الذي يُعرض على نتفليكس، والذي يحتوي على شخصية تُدعى “ترانسبيري” (TransBerry)، وهي شخصية ترانسجندرية. علق ماسك قائلاً: “لماذا ‘ترانسبيري’ في برنامج أطفال على نتفليكس؟”، مضيفاً أن الشركة “تُروج لمحتوى جنسي للأطفال” و”تُدفع أموالاً لإنتاجه”.
كما أعاد نشر تغريدات من حسابات محافظة مثل @libsoftiktok، التي اتهمت نتفليكس بـ”الجرومينج” (التحضير النفسي للأطفال لأغراض جنسية).
وأجاب ماسك: “نتفليكس تُغري أطفالنا”.
لم يقتصر الأمر على ذلك، فقد انتقد ماسك برنامج “The Baby-Sitters Club”، الذي يُصنف للأطفال، بسبب مشاهد تتعلق بالترانس جندرية (التحول الجنسي) و”التوبيخ لاستخدام ضمائر خاطئة”، قائلاً: “ألغوا نتفليكس”.
كما أشار إلى تقرير التنوع في الشركة، متهماً إياها بالتمييز ضد البيض، وأكد أن 100% من تبرعات موظفي نتفليكس تذهب إلى الحزب الديمقراطي.
في إحدى التغريدات، قال ماسك: “ألغوا نتفليكس لصحة أطفالكم”.
ودعم ماسك اقتراحاً من النائب الجمهوري تيم بورشيت باستجواب مسؤولي نتفليكس حول المحتوى الترانسجندري في برنامج “Dead End: Paranormal Park”، قائلاً: “جيد”.
هذه التصريحات أدت إلى زيادة في إلغاء الاشتراكات، حيث أفادت تقارير بارتفاع كبير في عمليات الإلغاء في الولايات المتحدة بعد حملة ماسك، خاصة بعد دعمه لإلغاء الاشتراكات كرد على تبرع مؤسس الشركة ريد هاستينغز بـ7 ملايين دولار لحملة كامالا هاريس في 2024
لم تكن تصريحات ماسك دائماً سلبية تجاه نتفليكس. في السنوات الماضية، أشاد ببعض الإنتاجات، مثل الوثائقي “Return to Space” عن مهمة سبيس إكس مع ناسا، حيث قال: “يمكنك تصميم منزل صغير في الوقت الفعلي مع غروك إيماجين! جربوه معها”، في سياق تفاعل مع مستخدم يشاهد برنامجاً على نتفليكس.
كما أعجب بـ”Countdown” عن مهمة Inspiration4 في 2021، قائلاً: “شاهدوا Countdown على نتفليكس عن مهمة Inspiration4 التي تُطلق اليوم”.
وفي 2022، أوصى بـ”وثائقي نتفليكس عن إعادة رواد الفضاء إلى المدار بعد برنامج المكوك الفضائي”.
ومع ذلك، بدأ الانتقاد في 2022 عند انخفاض أسهم نتفليكس وفقدان مشتركين لأول مرة في عقد، حيث قال ماسك: “فيروس الـ’ووك’ يجعل نتفليكس غير قابل للمشاهدة”.
كما انتقد محتوى يُروج لـ”البروباغندا المعادية للبيض” في 2025، وقال: “نتفليكس بروباغندا معادية للبيض خالصة”.
في سياقات أخرى، تفاعل ماسك بشكل ساخر مع محتوى نتفليكس، مثل فيلم “Leave the World Behind” الذي أنتجه باراك وميشيل أوباما، قائلاً: “تسلا يمكن شحنها من الألواح الشمسية حتى لو أصبح العالم مجنوناً كلياً كما في ماكس المجنون ولم يعد هناك بنزين!”.
أثارت حملة ماسك ردود فعل متباينة. من جهة، قادت إلى حملة يمينية واسعة تحت هاشتاغ “Cancel Netflix”، مع دعوات للمقاطعة بسبب “المحتوى الترانسجندري” في برامج الاطفال.
من جهة أخرى، اتهم منتقدون ماسك بـ”النفاق”، مشيرين إلى إشادته السابقة بالشركة، ووصفوا حملته بأنها “حملة إلغاء ثقافي” ضد المحتوى الـLGBTQ+.c657f0 لم يصدر رد رسمي من نتفليكس حتى الآن، لكن الشركة معروفة بدعمها للتنوع، كما يظهر في تقاريرها السنوية.