كشفت مصادر مطلعة بأن النائب البرلماني اللواء الشرطة السابق علاء عابد، نائب رئيس حزب “مستقبل وطن” ورئيس لجنة النقل والمواصلات في مجلس النواب، غادر مصر خلال الساعات الماضية بعد استبعاده المفاجئ من القوائم الانتخابية لانتخابات مجلس النواب المقبلة.
الخبر، الذي انتشر بسرعة على وسائل التواصل الاجتماعي، أثار موجة من الشائعات حول ملاحقات قضائية محتملة تتعلق باتهامات قديمة بـ”تهريب الآثار والمخدرات والسب والقذف”، مما دفع عابد إلى الخروج السريع من البلاد.
علاء عابد: من الشرطة إلى البرلمان
ولد علاء عابد في محافظة الجيزة، وكان لواء شرطة سابقًا قبل أن يدخل الحياة السياسية.
شغل رئاسة لجنة حقوق الإنسان في مجلس النواب خلال الفترة من 2015 إلى 2020، قبل أن يُستبعد منها بسبب تقارير حزبية تتعلق بسلوكياته داخل المجلس.
لاحقًا، أُعيد تدويره لرئاسة لجنة النقل والمواصلات، حيث برز كصوت مؤيد للقيادة السياسية المصرية في قضايا إقليمية مثل الدفاع عن اللاجئين في مصر، والوساطة في الشأن الفلسطيني، ودعم دور مصر في الاستقرار الإقليمي.
في تصريحات سابقة له، أشاد عابد بجهود الرئيس عبد الفتاح السيسي في ملف اللاجئين، مشيرًا إلى أن مصر تقدم “نموذجًا يحتذى به” في استقبالهم وحماية حقوقهم رغم التحديات الاقتصادية.
كما دعا الجاليات المصرية في الخارج للمشاركة في انتخابات مجلس الشيوخ، مؤكدًا أن “صوت كل مصري بالخارج لا يقل أهمية عن صوت المصري في الداخل”.
الاستبعاد والخروج: توقيت حساسفي 6 أكتوبر 2025، أعلن عابد في تصريحات لجريدة “اليوم السابع” قراره النهائي بعدم خوض انتخابات مجلس النواب للفترة 2025-2030، مشيرًا إلى أنه يفسح المجال أمام “وجوه جديدة” في الحياة النيابية.
وأكد أنه “سيواصل خدمة الوطن من خلال الحزب أو أي موقع آخر”. لكن الاستبعاد من القائمة الوطنية لحزب “مستقبل وطن” – الذي يسعى لإعادة هيكلة صفوفه قبل الانتخابات – جاء مفاجئًا، وسط أزمات داخلية تتعلق بـ”شراء الترشحات” وملفات فساد مالي وإداري تورط فيها بعض الأعضاء البارزين.
مصادر قضائية أكدت أن النائب العام السابق حمادة الصاوي طلب رفع الحصانة البرلمانية عن عابد مرات عدة للتحقيق في تلك الاتهامات، لكن المجلس رفض الطلبات بحجة “كونها بلاغات كيدية وعدم كفاية الأدلة”.
مع ذلك، انتشرت الشائعات عن هروب عابد إلى الخارج، وسط تقارير عن “ملاحقات قضائية محتملة لم يُغلق ملفها بعد”.
وفي رد سريع، نشر أحد المواقع الصحفية فيديو يظهر عابد داخل مصر مع زوجته وأبنائه، محاولة نفي الشائعات، لكن المصادر المطلعة أكدت مغادرته البلاد “خلال الساعات الماضية” بعد الاستبعاد.
ردود الفعل: من الفرح إلى الغضبأثار الخبر انقسامًا حادًا على وسائل التواصل. بعض المستخدمين، مثل حساب @shabana03
، وصفوه بـ”المسرور بالترقص”، معتبرينه “مجرم الأمن الوطني” الذي ساعد في “توطين اللاجئين السوريين” و”تجنيسهم”، مطالبين بمحاكمته على “الخيانة العظمى”. آخرون، كـ@YSgZOmgLBLJHDsj
، تساءلوا عن “مدى صحة الكلام”، مشيرين إلى أن هروب عابد “علامة استفهام كبيرة”.
كما أفادت تقارير بإقالات واستقالات جماعية في أحزاب كبرى، مع تحقيقات موسعة تطال نواب محافظة الجيزة المتهمين بـ”تجارة الآثار”، في سياق سيطرة “المال السياسي والفساد” على الحياة النيابية.
التأثير على حزب “مستقبل وطن” والانتخابات
يأتي هذا التطور في توقيت حساس، حيث يواجه الحزب أزمات داخلية قبل الانتخابات. عابد كان أحد رموزه، وغيابه قد يعمق الانقسامات، خاصة مع اتهامات سابقة بـ”الفساد المالي”.
خبراء سياسيون يرون أن القضية تكشف عن “ضعف الشفافية في تشكيل القوائم”، مما قد يؤثر على مصداقية الحزب. حتى الآن، لم يصدر تعليق رسمي من حزب “مستقبل وطن” أو السلطات المصرية حول مكان عابد أو تفاصيل مغادرته. ومع استمرار الشائعات، تبقى القضية محط أنظار الرأي العام، في ظل مخاوف من تداعيات أوسع على الاستقرار السياسي قبل الانتخابات.