في عالم كرة القدم المصرية، حيث تتشابك الإنجازات الرياضية مع الصراعات الشخصية والإدارية، برزت أزمة حديثة أعادت إلى الأذهان خلافات قديمة بين أساطير اللعبة. يتعلق الأمر بتوترات متصاعدة بين حسام حسن، المدير الفني للمنتخب الوطني الأول، وعصام الحضري، أحمد حسن، وحلمي طولان، الذين يمثلون جزءًا من الجهاز الفني للمنتخب المحلي.
هذه الأزمة، التي اندلعت مؤخرًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تكشف عن خلافات عميقة الجذور تعود إلى سنوات، وتثير تساؤلات حول مستقبل المنتخب المصري في ظل الاستعدادات لتصفيات كأس العالم وكأس الأمم الإفريقية.
ميجا نيوز في هذا التقرير، يستعرض القصة الكاملة بناءً على التطورات الأخيرة والخلفية التاريخية.
جذور الصراع في “إمبراطورية” هاني أبو ريدة
تعود جذور الأزمة إلى علاقة معقدة بين حسام حسن وهاني أبو ريدة، رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم، الذي يُلقب بـ”إمبراطور المناصب” بفضل مسيرته الإدارية الطويلة التي بدأت في التسعينيات.
خلال تلك الفترة، كان حسام حسن في قمة مجده كلاعب في الأهلي والمنتخب الوطني، محرزًا إنجازات تحت قيادة محمود الجوهري، ومُلقبًا بـ”المنقذ”. أما أبو ريدة، فقد بنى إمبراطوريته الإدارية، محتلًا مناصب في الاتحاد الإفريقي والبرلمان المصري.
مع تولي حسام حسن منصب المدير الفني للمنتخب الأول في فبراير 2024، بدأت التوترات تظهر. في أكتوبر 2024، دعا حسام خلال مؤتمر صحفي إلى استبعاد “الوجوه القديمة”، مشيرًا بشكل غير مباشر إلى أبو ريدة، مما أثار جدلاً واسعًا.
تدخل وزير الشباب والرياضة أشرف صبحي لتهدئة الأمور عبر مكالمة هاتفية في نوفمبر 2024، وأعلن أبو ريدة دعمه لحسام بشرط تحقيق نتائج جيدة.
لكن هذه الدبلوماسية لم تمتد إلى “رجال الإمبراطور”، وهم حلمي طولان، أحمد حسن، وعصام الحضري، الذين كانوا أشد المعارضين لحسام منذ توليه المنصب.
في مارس 2025، انتقد طولان، الذي كان عضوًا في اللجنة الفنية، قدرات حسام كمدرب، قائلاً إن نتائج المنتخب يمكن تحقيقها “بدون مدرب”، ودعا إلى تعيين مدرب أجنبي بعد خسارة كارلوس كيروش. كما اتهم أحمد حسن التوأم حسام وإبراهيم (مدير الكرة) بـ”نظريات المؤامرة” وعدم حضور مباريات الدوري، مما رد عليه إبراهيم بأن انتقادات أحمد حسن تهدف إلى “الظهور الإعلامي”.
فيديو “العميد الأصلي” يشعل النار
تصاعدت الأزمة في الأيام الأخيرة مع رفض حسام حسن مشاركة المنتخب الأول في كأس العرب 2025 بقطر، مفضلاً التركيز على كأس الأمم الإفريقية 2025 بالمغرب. رد الاتحاد بتعيين طولان مديرًا فنيًا للمنتخب المحلي، مع أحمد حسن مديرًا للفريق، والحضري مدربًا لحراس المرمى.
الشرارة الرئيسية كانت فيديو نشره الحضري على وسائل التواصل الاجتماعي، يظهر فيه مع أحمد حسن أثناء تمرين، معلقًا: “العميد الأصلي”.
اعتبر الكثيرون هذا إشارة ساخرة لحسام حسن، الذي يُلقب بـ”عميد لاعبي العالم” بعد صراع قديم على اللقب مع أحمد حسن. الفيديو أثار جدلاً واسعًا، مكشفًا عن “صراع وهمي” يعود لسنوات، وفضح خلافات داخل المنتخب.
شوبير يقتحم المشهد وبيان تحذيري من الاتحاد
أثار الفيديو غضب الإعلامي أحمد شوبير، الذي طالب الاتحاد بالتدخل لوقف “السخرية المستمرة” بحق حسام حسن، متسائلاً: “أين اتحاد الكرة مما يحدث؟”. رد الحضري بسخرية أخرى، مما أدى إلى خلاف حاد بينهما.
كما علق الإعلامي أحمد حسام “ميدو”، محذرًا من “استفزاز حسام حسن”، وكشف عن تدخل أبو ريدة لتهدئة الأزمة، لكنه أكد أن الجميع يتمنى التوفيق للمنتخب.
أصدر هاني أبو ريدة بيانًا رسميًا يحذر “الجميع” من استخدام وسائل التواصل بطريقة تشتت التركيز، مشددًا على دعم المنتخبات الوطنية وتعاونها، خاصة مع مباريات حاسمة أمام إثيوبيا وبوركينا فاسو في تصفيات كأس العالم. لم يُدِن البيان صراحة تصرفات الحضري وأحمد حسن، مما أثار تساؤلات حول حياديته.
من جانبه، نفى شوبير أي تهديد لمستقبل حسام حسن، مؤكدًا استمراره في عمله رغم الهجمات السابقة من الثلاثي.
التطورات والمستقبل: هل تهدد الأزمة المنتخب؟
رغم التوترات، يبدو أن الأزمة لم تؤثر بعد على أداء المنتخب، لكنها تكشف عن انقسامات داخلية قد تعيق الاستعدادات.
ترددت أنباء عن شكوك في بقاء حسام حسن، لكنها نفتها مصادر إعلامية. يطالب مراقبون الاتحاد بتحقيقات أعمق لضمان الوحدة، خاصة مع بطولات قادمة مثل كأس العرب وكأس الأمم الإفريقية.