أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدلاً واسعاً بتغريدة حديثة طالب فيها المقاومة الفلسطينية بإطلاق سراح جميع الرهائن “فوراً”، مشيراً إلى أن “الأشياء ستتغير بسرعة” دون الخوض في تفاصيل ما قد يترتب على ذلك.
وجاءت تصريحاته في سياق حديثه عن الأضرار التي لحقت بصورة إسرائيل في الولايات المتحدة نتيجة استمرار الحرب على غزة، مما أثار تفسيرات متباينة حول نواياه وتوقيت هذا الموقف.
تصريحات ترامب وسياقها
في تغريدته، طالب ترامب المقاومة بإعادة “جميع الرهائن العشرين”، مؤكداً أن ذلك سيؤدي إلى تغييرات سريعة، لكنه لم يوضح طبيعة هذه التغييرات أو ما إذا كانت تشمل وقف الحرب.
وسبق هذا التصريح حديثه عن تراجع نفوذ إسرائيل في الكونغرس والدوائر السياسية الأمريكية، مشيراً إلى أن “زمن عدم انتقاد إسرائيل حفاظاً على المستقبل السياسي قد انتهى” بسبب استمرار الصراع في غزة.
كما أشار إلى أن الحرب ألحقت ضرراً بصورة إسرائيل داخل الولايات المتحدة، مما يعكس تركيزه على تداعيات الصراع على مكانة إسرائيل أكثر من الخسائر الإنسانية في غزة.تفسيرات إعلامية مثيرة للجدل
أثارت ترجمة بعض وسائل الإعلام العربية، مثل قناتي “العربية” و”سكاي نيوز عربية”، لتغريدة ترامب انتقادات حادة، حيث زعمت هذه الوسائل أن ترامب قال إن الحرب ستنتهي إذا أطلقت المقاومة الرهائن.
هذه الترجمة، التي وُصفت بأنها “مغلوطة”، أثارت اتهامات بمحاولة هذه القنوات تصوير المقاومة الفلسطينية كعائق أمام إنهاء الصراع، بينما تجاهلت سياق تصريحات ترامب التي ركزت على مصلحة إسرائيل دون الإشارة إلى حل شامل للصراع.رد إسرائيلي متشدد
في المقابل، استبق وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش تصريحات ترامب بتأكيد موقف متشدد، حيث أعلن أن إطلاق الرهائن لن يؤدي إلى وقف الحرب. وأكد سموتريتش أن إسرائيل ستواصل عملياتها العسكرية حتى “استسلام المقاومة”، مشيراً إلى خطط لتكثيف الاحتلال في غزة، تهجير سكانها، وضم الضفة الغربية، بهدف “إنهاء الوجود الفلسطيني”.
هذا الموقف يعكس تصميماً إسرائيلياً على مواصلة السياسات العسكرية والاستيطانية بغض النظر عن تطورات ملف الرهائن.تحليل السياق والتداعيات
يرى مراقبون أن تصريحات ترامب تهدف إلى تخفيف الضغط السياسي عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في ظل الانتقادات المتزايدة لإسرائيل في الولايات المتحدة بسبب الخسائر البشرية الكبيرة في غزة، التي تشمل عشرات الآلاف من الضحايا، بينهم أطفال. ومع ذلك، فإن تركيز ترامب على صورة إسرائيل وسمعته، دون الإشارة إلى معاناة الفلسطينيين، يعزز الانطباع بأن أولويته تتمحور حول حماية مصالح إسرائيل الاستراتيجية.
من جهة أخرى، تُبرز الانتقادات الموجهة لوسائل الإعلام العربية الممولة إقليمياً دورها في تشكيل الرواية الإعلامية بما يخدم أجندات سياسية معينة. وقد اعتبر البعض أن ترجمة تغريدة ترامب بشكل مضلل تهدف إلى تحميل المقاومة مسؤولية استمرار الصراع، متجاهلةً تصريحات القادة الإسرائيليين التي تؤكد استمرار الحرب بغض النظر عن الرهائن.