تمكن نادي تشلسي الإنجليزي من حجز بطاقة العبور إلى الدور نصف النهائي من بطولة كأس العالم للأندية 2025، بعدما حقق فوزًا صعبًا ومثيرًا على بالميراس البرازيلي بنتيجة 2-1، في اللقاء الذي أُقيم فجر السبت ضمن منافسات دور الثمانية من البطولة المقامة حاليًا في الولايات المتحدة ، وانتظر الفريق اللندني حتى الدقائق الأخيرة من اللقاء ليحسم بطاقة التأهل، بعدما فرض عليه بالميراس مباراة معقدة على الصعيدين البدني والتكتيكي، جعلته يبحث طويلاً عن الحلول قبل أن يحسمها هدف عكسي قرب نهاية المباراة ، ودخل تشلسي المواجهة بشخصية قوية، وظهر منذ الدقائق الأولى عازمًا على التقدم المبكر، وكاد الإنجليز أن يفتتحوا التسجيل بعد مرور 3 دقائق فقط، حينما أطلق النجم الشاب كول بالمر تسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء تصدى لها ببراعة الحارس البرازيلي ويفرتون.
لم ينتظر بالمر طويلاً ليفرض بصمته على اللقاء، حيث تمكن في الدقيقة 16 من تسجيل الهدف الأول للبلوز بعد مجهود فردي مميز. فقد تلقى تمريرة طولية، تخلص من المدافع ببراعة، وسدد كرة يسارية متقنة من حدود المنطقة، استقرت في الزاوية الضيقة للمرمى.
هذا الهدف رفع من معنويات تشيلسي، الذي سيطر على وسط الملعب وبدأ في تناقل الكرات بسلاسة، محاولًا تعزيز النتيجة قبل نهاية الشوط الأول، إلا أن دفاع بالميراس وحارسه واصلوا التألق، لينتهي النصف الأول من المباراة بتقدم مستحق للإنجليز بهدف نظيف.
استجابة برازيلية سريعة بقيادة إستيفاو
في الشوط الثاني، تغيّر المشهد قليلاً. دخل بالميراس أكثر شراسة في الهجوم، واستغل لحظة ارتباك دفاعي من تشلسي ليُدرك التعادل سريعًا في الدقيقة 52 عبر إستيفاو، الجناح البرازيلي الموهوب، والذي كان لافتًا أن تشلسي نفسه تعاقد معه وسيضمه إلى صفوفه رسميًا بعد نهاية البطولة.
وجاء هدف إستيفاو بعد تلقيه عرضية داخل منطقة الجزاء، ليُطلق تسديدة ذكية ارتطمت بالعارضة من أسفل، قبل أن تعبر خط المرمى وسط فرحة الجماهير البرازيلية الحاضرة.
ورغم تعادل بالميراس، إلا أن تشيلسي حافظ على هدوئه واستحواذه، وبدأ في الضغط على دفاع الخصم أملاً في تسجيل هدف التقدم. في المقابل، اعتمد الفريق البرازيلي على المرتدات السريعة مستفيدًا من سرعة أجنحته، إلا أن التركيز غاب عن اللمسة الأخيرة.
حسم متأخر بهدف عكسي درامي
ظل التعادل سيد الموقف حتى الدقيقة 83، حين نجح تشلسي أخيرًا في تسجيل هدف التقدم من كرة عرضية أرسلها المدافع مالو غوستو، وحاول مدافع بالميراس جياي إبعادها، لكنها ارتدت منه إلى قدم الحارس ويفرتون ثم استقرت داخل الشباك، في لقطة درامية أربكت دفاع بالميراس وأخرجت الفريق عن تركيزه.
وفي الدقائق المتبقية، حاول الفريق البرازيلي العودة، لكن تشلسي أغلق المساحات بنجاح، ونجح في استنزاف الوقت ببراعة حتى أعلن الحكم نهاية اللقاء بفوز مثير ومستحق للبلوز.
مواجهة مرتقبة في نصف النهائي
وبهذا الانتصار، يتأهل تشلسي إلى نصف نهائي البطولة ليواجه خصمًا قويًا هو فلوميننسي البرازيلي، الذي كان قد تأهل بدوره بعد التغلب على الهلال السعودي بنتيجة 2-1 في افتتاح مباريات دور الثمانية مساء الجمعة.
وتُعد مواجهة تشلسي وفلوميننسي إحدى أبرز المواجهات المنتظرة في البطولة، إذ تجمع بين الكرة الأوروبية المنظمة والأسلوب البرازيلي السريع والعاطفي، وسط توقعات بمباراة قوية ومفتوحة.
تألق بالمر يواصل لفت الأنظار
لا يمكن الحديث عن فوز تشلسي دون الإشارة إلى الأداء الرائع الذي قدمه النجم الإنجليزي الشاب كول بالمر، الذي سجل هدفًا وصنع العديد من الفرص، وأكد مرة أخرى أنه أحد أبرز المواهب الصاعدة في كرة القدم الأوروبية.
بالمر، الذي تألق في الدوري الإنجليزي الموسم الماضي، أظهر نضجًا فنيًا وقدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة تحت الضغط، مما يجعل من مشاركته أساسًا في اللقاء المقبل أمرًا حتميًا بالنسبة للمدرب.
بالميراس يخرج مرفوع الرأس
رغم الخروج من البطولة، إلا أن فريق بالميراس قدم مباراة كبيرة وأحرج بطل أوروبا في عدة فترات، خصوصًا بعد إدراك التعادل، وكان قريبًا من قلب الطاولة لولا سوء الحظ وقلة التركيز في الدقائق الأخيرة.
ويُحسب للفريق البرازيلي الروح القتالية والتنظيم الدفاعي الجيد، بالإضافة إلى ظهوره بعدة عناصر شابة قد تلمع في المستقبل، مثل إستيفاو.
قراءة فنية: ما الذي تغيّر في تشيلسي؟
يُلاحظ على أداء تشيلسي في البطولة حتى الآن، أنه فريق بدأ يتعافى من مرحلة تذبذب المستوى التي مر بها في السنوات الأخيرة. فقد بدا الفريق أكثر تماسكا وتنظيما، وامتلك حلولًا متنوعة سواء عبر الأطراف أو العمق، كما أظهر مرونة تكتيكية في التعامل مع التحولات داخل المباراة.
ويبدو أن تشيلسي يسعى لاستعادة مكانته العالمية، وهذه البطولة فرصة ذهبية لتحقيق إنجاز معنوي ي
دعم مشروع إعادة بناء الفريق بقيادة إدارته الجديدة.