أصبحت عمليات التجميل من الأمور المألوفة الفترة الراهنة ، والتي لم تصبح قاصرة على النساء فقط بل امتدت أيضا إلى الشباب الذكور والرجال البالغين بعد مرحلة وسط العمر ، ومن بين العمليات ذات الشهرة الواسعة هي إمداد مناطق معينة في الجسم بدهون زائدة لإعطاء مظهر شكلي أكبر لها ، ويظهر هذا الأمر واضحًا عند السيدات ، بحقن مناطق عدة في الجسم بداية من الشفاه وأطراف الفم حتى مناطق أخرى في الجانب الأسفل من الجسم بمنطقة الأرداف لعمل مايسمى “المؤخرة البرازيلية” والمدهش أن تلك العمليات على رغم من حداثة عهدها إلا أنها تتطلب مبالغ باهظة ، وفي هذا الصدد أوضح آش سوني كبير جراحي العالم في تخصص تجميل وترميم الجسم ، أن أي تدخل جراحي في منطقة المؤخرة يشكل تهديدا بالغا على صحة الإنسان وخاصة أن تلك العمليات تتم بسحب دهون من مناطق معينة في الجسم وحقن مناطق أخرى بها .
وأضاف الجراح العالمي أن الكثير من السيدات في العصر الحالي لديهن الرغبة في تكبير مناطق الصدر و المؤخرة وسيقان القدم، وهذا الأمر يحمل جانبًا من الخطورة لا يصدقه العقل إذ تحتوى منطقة الأرداف والجزء الأسفل من الجسد على كمية أوعية وشعيرات دموية دقيقة للغاية وبمجرد وغز الأبرة في هذا المكان فإن الخطورة تتمثل في تهديد مكانيكية العمل الربانية لتلك الأوعية خاصة بإعاقتها بالدهون الغير الطبيعية ، موضحًا أن جسم الإنسان بشكل طبيعي تتواجد به الدهون وتتوزع على أعضاء الجسم ، لكن تدخل العنصر البشري في إمداد منطقة الأرداف على وجه التحديد بالدهون الزائدة أمر بالغ الخطورة .
وحذر الطييب الشهير من استخدام سوائل بدلا من الدهون ، قد يكون هذا الأمر رخيصًا في التكلفة لكنه يحمل تهديدًا واضحًا على الصحة بإمداد المؤخرة وتلك المنطقة بعناصر غير طبيعية ، موجها نصيحته بعدم التفكير نهائيا في مثل هذه العمليات وعدم المخاطرة .
وواصل ، أن أي ثقب في منطقة الصدر أيضا من شأنه الإخلال بهرمونات المرأة خاصة إذا كانت على مشارف الحمل والرضاعة ، موضحا أن هذا المكان له وضعيته الخاصة وبه مجموعة من الغدد اللبنية والأعصاب الحسية الدقيقة ومصدرا لهرمونات المرأة ، فكيف يتصور أن يتم حقن هذا العضو الحساس بمواد مصنعة ، كما أشار الطبيب المختص ميرفين باترسون، إلى أن “كل حقنة تعني أنك على بُعد خطوة واحدة من وحدة العناية المركزة. لن أفكر حتى في إجراء هذا النوع من العمليات”.
يذكر أنه في عام 2018 ، نصحت الجمعية البريطانية جراحي التجميل الأعضاء بضرورة التوقف اللحظي عن إجراء عمليات شد الأرداف السائلة بسبب معدلات الوفيات المرتفعة بين السيدات كذلك الحذر من عمليات تكبير الصدر لصغار السن وحديثى الأمومة، كما أوصت بأن يتم حقن الدهون بشكل سطحي وبنسبة ضئيلة للغاية حال استدعاء الضرورة القصوى ذلك ، وتحت إشراف الموجات فوق الصوتية دون تدخل العنصر البشري في وغز الأوعية الدموية بالأرداف والنهايات الحسية في الصدر.