شهدت عاصمة قطر الدوحة تطور دراماتيكي هز المنطقة، بعدما شنت إسرائيل ضربة جوية على مقرات سكنية لقيادات حركة حماس، مما أثار صدمة واسعة في قطر وأوقف المفاوضات المتعلقة بوقف إطلاق النار في غزة.
جاءت الضربة بعد يوم واحد من تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للحركة، وتتوافق مع أسلوبه الجريء في التعامل مع الخصوم، حيث أكد ترامب أنه أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليخبر القطريين مسبقًا.
وفقًا لتصريحات قطرية، جاء الاتصال الأمريكي في وقت التفجير بالضبط، الساعة 3:56 مساءً، مما يثير تساؤلات حول التنسيق والإخطار. ميجا نيوز في هذا التقرير يستعرض التفاصيل الرئيسية للحدث، مستندًا إلى بيانات رسمية وتقارير إعلامية، وسط توقف فوري للمباحثات الإقليمية.
الضربة الجوية: عمل استخباري معقد عبر مسافة هائلة
أعلن الجيش الإسرائيلي عن تنفيذ ضربة دقيقة على حوالي 4 شقق سكنية في الدوحة، والتي كانت مقر إقامة قيادات حماس، في الساعة 3:46 مساءً، بعد يوم واحد من عودة خالد مشعل (المعروف بـ”الحية”) من تركيا حيث التقى بقادة الحركة للرد على مقترح ترامب لوقف إطلاق النار.
استخدمت في العملية حوالي 15 طائرة F-35، التي قطعَت مسافة تزيد عن 1800 كيلومتر عبر أجواء سوريا والعراق ومياه الخليج العربي، مع إطلاق نحو 10 صواريخ دقيقة ذات مدى يصل إلى 100 كيلومتر أو أكثر لتقليل الخسائر الجانبية.
وصف الجيش الإسرائيلي العملية بأنها “عمل استخباري معقد” تضمن تعاونًا بين الشاباك (الأمن الداخلي) والاستخبارات العسكرية، مع وجود متابعة بشرية إسرائيلية تراقب المقرات بعد الضربة.
رغم أن مقر الحركة معروف ومعلن تقريبًا، أكدت إسرائيل أن الضربة كانت مدروسة لاستهداف “القمة”، لكنها أثارت غضب قطر التي وصفتها بـ”العمل الغادر والنرجسي”، مشيرة إلى أنها جزء من محاولة “هندسة الخليج” وليس الشرق الأوسط فقط.
قطر، التي تستضيف قاعدة أمريكية ضخمة في العديد (أل أوديد) مسؤولة عن حماية الأجواء القطرية ومهام أخرى، أعربت عن صدمتها الشديدة كونها “طرف أصيل في المفاوضات” و”عنصر فاعل في المشهد الإقليمي”.
لاحظت السلطات القطرية غياب أي كاميرات مراقبة في موقع الاستهداف، حتى من قناة الجزيرة، مع تداول فيديوهات نادرة فقط أثناء الحادث، مما يعزز الغموض حول الحدث.
الضحايا والجدل حول الموتى: مقتل ابن الحية ونفي حماس
أعلن نتنياهو عن مقتل 6 كبار في الحركة، بما في ذلك خالد مشعل (الحية) وموسى أبو مرزوق، لكن حركة حماس نفت وفاتهم وأكدت نجاتهم، مع عدم ظهور الحية حتى الآن.
من جانبها، أعلنت قطر استشهاد ابن خليل الحية (همام خليل الحية) وفرد أمن قطري، بالإضافة إلى إصابات متفرقة بين العناصر الأمنية، مع استمرار عمليات البحث في الأنقاض.
أفادت مصادر إعلامية إسرائيلية بأن الطائرات أطلقت 12 صاروخًا على مواقع كان فيها القادة، لكن الحركة وصفت الضربة بأنها “محاولة اغتيال فاشلة”، مع مقتل 5 أعضاء آخرين إجمالاً.
ترامب، الذي وصف الضربة بأنها “قرار من نتنياهو وليس مني”، أعرب عن شعوره “بالأسف الشديد” تجاه الحدث، مؤكدًا أنه أمر بإخطار القطريين لكن “متأخرًا جدًا”، وأكد أنها “لا تخدم أهداف إسرائيل أو أمريكا”، مشددًا على أهمية إطلاق الرهائن وإنهاء الحرب “الآن”. وصف رئيس الوزراء القطري الضربة بـ”الإرهاب الدولة”، محذرًا من أنها “تخريب لكل محاولات السلام” و”انتهاك للقوانين الدولية”، وأكد أن الولايات المتحدة لم تكن على علم مسبق، مع وصول الاتصال الأمريكي بعد 10 دقائق فقط. كما أدان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الضربة بوصفها “انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي”، مشيرًا إلى أن أنقرة قد تكون التالية.
التأثيرات الإقليمية: توقف المفاوضات وارتفاع أسعار النفط
أدت الضربة إلى توقف فوري للمفاوضات والمباحثات من جانب قطر، التي نفت علمها المسبق وأكدت أنها تبلغت بالهجمات أثناء حدوثها. أثار الحدث ارتفاعًا في أسعار النفط، مع وصف الضربة بأنها “أول هجوم إسرائيلي في قطر”، مما يهدد الاستقرار الإقليمي ويثير مخاوف من تصعيد في الخليج. وفي سياق أوسع، يُرى الحدث كدليل على “تشطيب الخطوط الحمراء” في التفاوض، حيث كانت القيادات الحماسية مجتمعة لمناقشة المقترح الأمريكي