أعلن وزير دفاع إيران، العميد طيار عزيز نصير زاده، عن إنشاء مصانع دفاعية في عدة دول، مؤكدًا أن أحد هذه المصانع سيتم افتتاحه بنهاية الشهر الجاري.
وأكد الوزير، خلال حوار متلفز نقلته وكالة “تسنيم” الدولية للأنباء، أن الصناعة الدفاعية الإيرانية تشهد تطورًا مستمرًا لمواكبة متطلبات العصر والتحديات الأمنية، مع التركيز على تعزيز البنية التحتية ودعم القوات المسلحة بشكل شامل.تجارب الحرب وأولويات جديدة
وأشار نصير زاده إلى أن تجارب حرب الـ12 يومًا الأخيرة كشفت عن ضرورة إعادة هيكلة الصناعة الدفاعية وتحديد أولويات جديدة تتجاوز التركيز على الصواريخ. وقال: “واجهنا تهديدًا غير تقليدي مدعومًا من الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية والأوروبية، التي زودت الكيان الصهيوني بالمعدات والدعم اللوجستي”. وأضاف أن الوزارة نجحت في مراقبة ميدان المعركة والتحكم بالمؤشرات الاستراتيجية، مما ساهم في تحقيق نجاحات دفاعية ملموسة، بما في ذلك إسقاط طائرات مسيرة في الأسبوع الثاني من الحرب.دور وزارة الدفاع في الحرب الهجينة
وأوضح الوزير أن الحرب الأخيرة كانت معقدة ومتعددة الأبعاد، حيث استهدفت ليس فقط القوات المسلحة، بل جميع القطاعات، بما في ذلك البنوك التي تعرضت لهجمات إلكترونية مثل بنك “سبه”. ومع ذلك، أكد أن الوزارة واصلت إنتاج المعدات ودعم القوات المسلحة دون توقف، رغم الخسائر البشرية والمادية التي شملت تدمير 28 وحدة سكنية واستشهاد 56 طفلًا ومراهقًا في هجوم العدو الأول على مدينتي الشهيد جمران والشهيد رجائي.تطوير التقنيات والابتكار
شدد نصير زاده على أهمية مواكبة التطورات التكنولوجية في ساحة الصراع، مشيرًا إلى أن العدو يجمع باستمرار معلومات عن القدرات الدفاعية والهجومية الإيرانية، بينما تسعى إيران لتطوير تقنيات جديدة لمفاجأة الخصم. وقال: “لدينا أدوات لم تُستخدم بعد، والصواريخ ليست سوى جزء من ترسانتنا الدفاعية”.الصناعات الدفاعية والاقتصادية
وأبرز الوزير الدور المزدوج لوزارة الدفاع كمحرك اقتصادي، حيث تدير حوالي 60 صنفًا صناعيًا مدنيًا تابعًا لصندوق تقاعد القوات المسلحة، بما في ذلك مؤسسة “اتكا” التي تسهم في ضمان الأمن الغذائي. وأكد أن هذا المزيج من الصناعات الدفاعية والاقتصادية يعزز الاستقرار الوطني.علاقات دفاعية دولية
في سياق العلاقات الدفاعية، أكد نصير زاده أن إيران تتبادل الأسلحة مع دول أخرى، وأن الثقة الدولية في قدراتها الدفاعية تزداد، مما يعزز الطلب على منتجاتها. وأشار إلى أن افتتاح مصنع دفاعي جديد في إحدى الدول بنهاية الشهر يعكس التوسع الاستراتيجي لإيران في هذا المجال.رؤية مستقبلية للردع
وختم الوزير تصريحاته بالتأكيد على أهمية الجمع بين القوة الصلبة والناعمة لتحقيق الردع، مشيرًا إلى أن انتصار إيران في حرب الـ12 يومًا جاء نتيجة الضربات الهجومية القوية والتماسك الوطني. وقال: “إذا أظهرنا أي ضعف، سيزداد عدوان العدو، الذي لا يلتزم بالقوانين الدولية أو حقوق الإنسان”.تأتي هذه التصريحات في وقت تسعى فيه إيران لتعزيز مكانتها كقوة دفاعية رائدة، مع التركيز على الابتكار والاستقلالية في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.