نشر رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، مقالا على منصة “لينكد إن”، عقب مشاركته في مؤتمر قادة القطاع البحري الذي عُقد في مدينة مومباي ضمن فعاليات أسبوع الهند البحري 2025، أكد فيه أن قطاع النقل البحري في الهند يشهد طفرة غير مسبوقة في البنية التحتية والإصلاحات والإنتاجية، جعلته أحد ركائز النمو الاقتصادي للدولة.
وقال مودي إن مدينة مومباي، التي ترتبط تاريخيا بالتراث البحري الهندي وبإنجازات القائد شيفاجي مهراج، تُعد اليوم مركزا محوريا للبنية التحتية المينائية ومركزا رئيسيًا للتجارة الوطنية، مشيرا إلى تفاؤل المستثمرين المحليين والدوليين حيال مستقبل التنمية القائمة على الموانئ في الهند.
وأضاف أن الهند، التي تمتلك تاريخا بحريا عريقا يمتد لعصور الإمبراطوريات مثل تشولا والماراثا، استعادت خلال العقد الأخير مكانتها كقوة بحرية صاعدة بعد سنوات من الجمود التشريعي وضعف القدرات، بفضل الإصلاحات الواسعة والتركيز على تحديث الموانئ وتعزيز مشاركة القطاع الخاص.
قفزات نوعية في القدرات والإنتاجية
وأوضح رئيس الوزراء أن القدرة الاستيعابية للموانئ الهندية تضاعفت من 1400 إلى 2762 مليون طن سنويًا، بينما ارتفع حجم المناولة من 972 إلى 1594 مليون طن، وانخفض زمن دوران السفن من 93 إلى 48 ساعة. كما زاد الفائض الصافي تسعة أضعاف ليصل إلى 9352 كرور روبية، وتحسنت نسبة التشغيل من 73% إلى 43%، ما يعكس كفاءة غير مسبوقة في الأداء.
وأشار مودي إلى أن عدد العاملين الهنود في البحر ارتفع من 125 ألفا إلى أكثر من 300 ألف، يمثلون حاليا 12% من القوى العاملة البحرية العالمية، لتصبح الهند بين أكبر ثلاث دول مصدّرة للكوادر البحرية في العالم.
توسع بحري ومائي متكامل
ولفت رئيس الوزراء إلى أن السفن الهندية المسجلة زادت من 1205 إلى 1549 سفينة، كما نما الحمولة الإجمالية إلى 13.52 مليون طن، فيما تضاعف نقل البضائع الساحلية تقريبا من 87 إلى 165 مليون طن. أما نقل البضائع عبر الممرات المائية الداخلية فشهد نموا قياسيا بنسبة 710% ليصل إلى 146 مليون طن عام 2025، بعد أن كان 18 مليون طن فقط عام 2014.
وأضاف أن الهند تمتلك اليوم 32 ممرا مائيا نشطا مقابل ثلاثة فقط قبل عقد من الزمان، فيما نقلت خدمات العبارات والـRo-Pax أكثر من 75 مليون راكب خلال العام المالي 2024–2025.
الاستدامة والابتكار في صميم الرؤية
وأكد مودي أن رؤية حكومته تضع الاستدامة والابتكار في صدارة تطوير القطاع، مشيرا إلى أن ميناء فيزهنجام أصبح أول مركز شحن عميق في الهند، فيما يحتضن ميناء كاندلا أول منشأة لإنتاج الهيدروجين الأخضر في البلاد، وحقق ميناء نهفا شيفا (JNPT) أكبر استثمار أجنبي مباشر في تاريخ الموانئ الهندية بعد مضاعفة طاقته.
وتناول رئيس الوزراء مشروع ميناء فادافان في ولاية مهاراشترا باستثمارات تبلغ نحو 76 ألف كرور روبية، مؤكدا أنه سيكون من بين أعمق الموانئ في العالم، وسيسهم في خلق فرص اقتصادية واسعة بفضل ربطه المباشر بشبكات الطرق والسكك الحديدية السريعة.
الإصلاحات ركيزة التحول
وأشار مودي إلى أن الحكومة الهندية أطلقت خلال السنوات الأخيرة خمسة قوانين محورية، من بينها قانون سندات الشحن وقانون الموانئ الهندية 2025، لتحديث الحوكمة البحرية وتبسيط التجارة وتعزيز صلاحيات الولايات. كما تم إقرار حزمة تمويلية بقيمة 70 ألف كرور روبية لدعم القطاع، إضافة إلى برامج تحفيزية ستجذب أكثر من 4.5 تريليون روبية في الاستثمارات وتوفر أكثر من 2500 سفينة جديدة.
دعوة للاستثمار في “الاقتصاد الأزرق”
وختم مودي مقاله بدعوة المستثمرين العالميين إلى الانضمام إلى رحلة نمو الهند في مجال الاقتصاد الأزرق، مؤكدا أن الهند تمتلك سواحل طويلة ومواقع استراتيجية وموانئ عالمية ورؤية طموحة، إلى جانب بيئة تحتضن الابتكار والشباب القادر على صنع مستقبل مشرق.
وقال رئيس الوزراء: “الهند هي الميناء الآمن للاستثمار، لدينا البنية التحتية، والابتكار، والعزيمة. تعالوا وانضموا إلينا في هذه الرحلة البحرية نحو الازدهار”.
 
			 
    	

 
                                 
                                











