أكد سفير ألمانيا بمصر، يورجن شولتس، أن العلاقات بين ألمانيا ومصر تربطها “شراكة وصداقة خاصة جداً نمت على مر التاريخ”. وأشار إلى أن هذه العلاقات وثيقة وقوية ومتعددة الأوجه وودية، وتقوم على الاحترام والمصالح والتقدير المتبادل. جاء ذلك في كلمة ألقاها بمناسبة الاحتفال بيوم الوحدة الألمانية، أمس الثلاثاء.
ولإبراز قوة ومتانة العلاقات، ذكر السفير زيارات رفيعة المستوى لمصر خلال الاثني عشر شهرا الماضية، شملت الرئيس الألماني شتاينماير، ورئيس الوزراء زودر، ورئيس الوزراء كريتشمر، والعديد من ممثلي الحكومة الألمانية.
مجالات التعاون المشترك
عرض السفير شولتس أمثلة تظهر عمق التعاون بين البلدين، فعلى مستوى التعليم، أكد أن التعاون الوثيق في هذا المجال “لا يزال يمثل أولوية استراتيجية”. وتم الاتفاق في العام الماضي على إنشاء 100 مدرسة مصرية ألمانية جديدة. وتم افتتاح أول هذه المدارس كنموذج ريادي الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى العمل على توسيع التعاون في مجال التدريب الفني.
وفي مجال العلوم، أشار إلى أن الجامعتان الألمانية المصرية تفتخران بوجود أكثر من 18,000 طالب وطالبة. وبالنسبة لتغير المناخ، تابع: عُقد الأسبوع الماضي الاجتماع رقم 101 من سلسلة “محادثات القاهرة حول المناخ” (Cairo Climate Talks)، والتي تجمع صانعي القرار لمناقشة مواضيع ذات أهمية لمصر والمنطقة وألمانيا.
وفي الاقتصاد، نوه بأنه تعمل أكثر من 1,600 شركة ألمانية في مصر، وهي شريك رئيسي في مشاريع البنية التحتية والطاقة الكبرى وتساهم بشكل كبير في تحديث البلاد.
واستطرد: وبالنسبة للتعاون الإنمائي، تدعم ألمانيا التنمية من خلال تدابير متنوعة، لا سيما في إطار مجال الطاقة ضمن مبادرة السياسة المناخية الكبرى “نوفي” (NWFE). وكمثال، تساهم ألمانيا عبر مبادلة ديون في نهاية العام في ربط مزارع الرياح في خليج السويس بشبكة الكهرباء، لتزويد 1.7 مليون أسرة بالكهرباء الخضراء.
رسائل حول القضايا الدولية
وتطرق السفير شولتس إلى القضايا الدولية، مشيراً إلى أن الاحتفال بيوم الوحدة هو احتفال بـ”سعادة عظيمة” حيث “تم توحيد الأمة الألمانية قبل 35 عامًا بشكل سلمي – دون إطلاق رصاصة واحدة ودون خسارة حياة إنسان واحد”، بعد أكثر من 40 عامًا من الانقسام و28 عامًا من وجود جدار برلين.
وعن الشرق الأوسط وغزة، أكد السفير تقدير ألمانيا للدور “المسؤول والبناء والحكيم” الذي تلعبه مصر. ووصف الوضع في غزة بأنه يملأ الألمان بالحزن والذهول، مشيراً إلى أن وزير الخارجية فاديفول وصف الحرب بأنها “جحيم على الأرض” و”كابوس إنساني”. وشدد على أن ألمانيا تستخدم جميع وسائلها السياسية والدبلوماسية للمساهمة في حل وإنهاء المعاناة.
ولفت إلى أن ألمانيا رحبت صراحة بخطة السلام التي اقترحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتم التنسيق بشأنها مع الشركاء العرب، معربا عن أمله في أن تغتنم حماس هذه “الفرصة التاريخية” وتوافق عليها. وتهدف الخطة إلى وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن، وتحسين الوضع الإنساني الكارثي، والتوصل إلى رؤية سياسية تسمح للإسرائيليين والفلسطينيين بالعيش بسلام جنباً إلى جنب في دولتين.
وذكر السفير شعب أوكرانيا، مؤكداً أن دفاعهم عن النفس ضد “حرب عدوانية وحشية ومخالفة للقانون الدولي” هو أمر ذو أهمية مركزية لألمانيا. واختتم بالتأكيد على أن ألمانيا ستستمر في الوقوف بقوة إلى جانب أوكرانيا لتحقيق سلام عادل ودائم واستمرار أوكرانيا كدولة حرة ومستقلة.