في حياة الفنانين غالبًا ما تتوارى الشائعات خلف إنجازاتهم، إلا أن الفنان الكبير صلاح قابيل شكل حالة استثنائية، حيث كانت الأساطير والشائعات التي أحاطت به جزءًا من سيرته الممتدة حتى بعد رحيله.
وبين موهبة مبهرة صنعت منه أحد نجوم العصر الذهبي للفن المصري، وحكايات مثيرة رافقته في حياته وبعد وفاته، يبقى اسم صلاح قابيل محفورًا في ذاكرة الفن كرمز للإبداع والتميز.
في الثالث من ديسمبر عام 1992، رحل عن عالمنا صلاح قابيل، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا متنوعًا وأدوارًا خالدة شكلت محطات مضيئة في تاريخ السينما والدراما المصرية.
ومع ذلك، طغت الشائعات المثيرة للجدل على سيرته، مما جعل ذكراه مادة للجدل والتأمل، حتى بعد مرور أكثر من ثلاثة عقود على وفاته.
موهبة استثنائية وأدوار متنوعة
تألق صلاح قابيل في تقديم شخصيات مركبة ومتنوعة؛ من “المعلم الشعبي”، إلى الضابط الصارم، ورجل المخابرات الماكر.
استطاع بحرفيته الفنية العالية التنقل بين الكوميديا والتراجيديا، ما جعله واحدًا من أبرز نجوم الفن المصري. وبرغم هذا التألق، لم يسلم من موجات الشائعات التي ظلت ترافقه حتى بعد رحيله.
أسطورة “الدفن حيًا”: بين الحقيقة والخيال
من أبرز الشائعات التي ارتبطت باسم صلاح قابيل تلك التي تزعم دفنه حيًا بعد وفاته. وبرغم النفي القاطع من عائلته، استمرت القصة في الانتشار.
أوضح عمرو صلاح قابيل، نجل الفنان الراحل، أن والده توفي إثر نزيف حاد في المخ، وأن دفنه تم بعد وفاته بـ38 ساعة كاملة، مما ينفي صحة الادعاءات التي تزعم دفنه حيًا.
وأكد عمرو أن عائلته وثقت كل ما يتعلق بالدفن، وحتى صور ابن عم الفنان، محمد قابيل، المقبرة لإثبات عدم صحة هذه الشائعة. ورغم هذه الحقائق، ظلت القصة تثير الفضول وتعود للتداول كل فترة.
حياة شخصية مستقرة وزواج واحد
على صعيد حياته الشخصية، عاش صلاح قابيل حياة أسرية هادئة مع زوجته، التي ارتبط بها منذ عام 1961.
كشف نجله عمرو أن والده كان مخلصًا لزوجته ولم يتزوج غيرها، نافيًا الشائعات التي ربطت اسم والده بالفنانة وداد حمدي، مؤكدًا أن العلاقة بينهما لم تتجاوز حدود الزمالة الفنية.
الأيام الأخيرة في حياة الفنان الكبير
في الأيام الأخيرة من حياته، عانى صلاح قابيل من صداع حاد وآلام نتيجة ارتفاع ضغط الدم.
في الأول من ديسمبر 1992، تدهورت حالته الصحية بعد سقوطه في المنزل، وتم نقله إلى المستشفى حيث دخل في غيبوبة إثر نزيف بالمخ. وبعد يومين فقط، فارق الحياة عن عمر يناهز 61 عامًا.
ورغم هذه النهاية الموثقة، ظلت شائعة خروجه حيًا من المقبرة تطارد ذكراه، لكن ابنه شدد على أن المقبرة لم تُفتح مطلقًا بعد دفنه، مما ينفي صحة تلك المزاعم.
إرث فني خالد
على الرغم من الشائعات التي حاولت النيل من ذكراه، يبقى صلاح قابيل أحد أعمدة الفن المصري.
أعماله المتنوعة التي أضاءت المسرح والسينما والدراما تظل شاهدة على موهبة فذة نادرة الحدوث.
وبين الحقيقة والشائعات، يظل اسمه رمزًا خالدًا للإبداع الفني، وجسرًا يصل الأجيال بإرث ثقافي لا يُنسى.