شهدت مدينة جوندومار البرتغالية، إحدى ضواحي بورتو، صباح السبت 5 يوليو 2025، مراسم جنازة مؤثرة للنجم البرتغالي ديوجو جوتا، لاعب نادي ليفربول الإنجليزي ومنتخب البرتغال، الذي لقي مصرعه رفقة شقيقه أندريه سيلفا في حادث سير مروع بمقاطعة زامورا الإسبانية فجر الخميس 3 يوليو.
خيّم الحزن العميق على الأجواء، حيث توافد الآلاف من المشجعين، اللاعبين، والشخصيات الرياضية والسياسية لتوديع المهاجم البالغ من العمر 28 عامًا، في مشهد عكس مدى تأثير جوتا داخل وخارج الملعب.
حضور بارز من نجوم الكرة والشخصيات الرسمية
تقدم الحضور نجوم نادي ليفربول، حيث سافر عدد كبير من اللاعبين الحاليين والسابقين عبر طائرة خاصة نظمها النادي للمشاركة في وداع زميلهم.
كان في مقدمة الحاضرين قائد الفريق الهولندي فيرجيل فان دايك، والاسكتلندي أندي روبرتسون، إلى جانب أليكسيس ماك أليستر، فيديريكو كييزا، داروين نونيز، وكيرتس جونز.
كما حضر المدرب الهولندي آرني سلوت، الذي بدا متأثرًا وهو يحمل أكاليل الزهور الحمراء على شكل قميص ليفربول الذي حمل الرقم 20، رقم جوتا الشهير.
من منتخب البرتغال، شارك نجوم بارزون مثل برونو فيرنانديز، جواو فيليكس، بيرناردو سيلفا، روبين دياز، جواو كانسيلو، وديوجو دالوت، إلى جانب روبين نيفيز، الذي قطع المسافة من الولايات المتحدة بعد مباراة فريقه الهلال في كأس العالم للأندية ليشارك في حمل نعش صديقه القديم.
كما حضر المدرب الإسباني روبرتو مارتينيز، مدرب المنتخب البرتغالي، الذي وصف اليوم بـ”الحزين للغاية”، مؤكدًا أن “ديوجو وأندريه سيبقيان معنا إلى الأبد”.
على الصعيد الرسمي، شهدت الجنازة حضور الرئيس البرتغالي مارسيلو ريبيلو دي سوزا، ورئيس الوزراء لويس مونتينيجرو، ورئيس الاتحاد البرتغالي لكرة القدم بيدرو بروينسا، في إشارة إلى الأثر الكبير الذي تركه جوتا في بلاده.
أجواء الجنازة: حزن عميق ومشاهد مؤثرة
أقيمت المراسم في كنيسة “كابيلا دا ريسوريساو ساو كوزمي” بجوندومار، حيث غطت أعلام البرتغال وليفربول الشوارع، مع لافتات تحمل شعار النادي الشهير “لن تسير وحدك أبداً”.
حملت العائلة وأصدقاء جوتا النعش، بينما سارت زوجته روت كاردوسو خلفه في حالة انهيار واضح، برفقة والدة الراحلين إيزابيل، في مشهد أدمى قلوب الحاضرين.
وقف المشجعون في طوابير طويلة تحت أشعة الشمس، حاملين الزهور وأعلام ليفربول، وارتدى الكثيرون قمصان النادي التي تحمل اسم جوتا ورقمه. لكن المراسم شهدت لحظات مؤسفة عندما التقط بعض الأفراد صورًا غير لائقة بجانب القبر، مما استدعى تدخل الشرطة لضبط الأوضاع.
غياب بارز وتساؤلات الجماهير
أثار غياب النجم المصري محمد صلاح وقائد المنتخب البرتغالي كريستيانو رونالدو تساؤلات واسعة بين الجماهير.
وأوضحت تقارير أن صلاح، الذي كان يتمتع بصداقة قوية مع جوتا، غاب بسبب حالة نفسية صعبة نتيجة صدمة الخسارة، حيث عبر عن حزنه العميق عبر منشور مؤثر على منصة “إكس”.
أما رونالدو، فتعرض لانتقادات من بعض الصحف البرتغالية بسبب ظهوره على أحد الشواطئ خلال عطلته الصيفية، بينما برر البعض غيابه برغبته في تجنب صرف الأضواء عن الحدث.
تأثير جوتا وإرثه الكروي
ترك ديوجو جوتا بصمة مميزة مع ليفربول منذ انضمامه في 2020، حيث سجل 65 هدفًا في 182 مباراة، وساهم في تتويج الفريق بالدوري الإنجليزي الممتاز، كأس الاتحاد الإنجليزي، وكأس رابطة الأندية مرتين. على الصعيد الدولي، أحرز 14 هدفًا في 49 مباراة مع البرتغال، وتوج بدوري الأمم الأوروبية مرتين.
في لفتة إنسانية، أعلن نادي ليفربول مواصلة صرف راتب جوتا حتى نهاية عقده في 2027، دعمًا لعائلته التي تضم زوجته وأطفاله الثلاثة.
كلمات الوداع
خلال القداس، تحدث كاهن جوندومار موجهًا كلامه لعائلة جوتا قائلاً: “لا كلمات تُقال، لكن هناك مشاعر. نحن نتضامن معكم عاطفيًا”. هذه الكلمات عكست الحزن الذي خيم على الجميع، فيما يبقى إرث ديوجو جوتا رمزًا للروح القتالية والموهبة الكروية التي ألهمت الملايين.