في خطوة غير متوقعة فاجأت جماهير الأهلي، جدد النجم التونسي علي معلول رفضه التام لفكرة إقامة حفل تكريم خاص له داخل القلعة الحمراء، رغم محاولات الإدارة المتكررة لإقناعه بالمشاركة في احتفالية تُنظم خصيصًا لتكريمه بعد سنوات من العطاء بقميص الفريق .. إدارة الأهلي تُبادر.. ومعلول يتمسك بالاعتذار .. وكشفت مصادر مطلعة أن إدارة النادي الأهلي، بعد عودة الفريق مؤخرًا من معسكره في تونس، سعت مرة أخرى للتواصل مع علي معلول لتنسيق حفل تكريم يُقام له داخل مقر النادي أو في ملعب التتش، تقديرًا لما قدمه من أداء ثابت وإنجازات ساهم بها في تاريخ النادي الحديث.

لكن الرد جاء مخيبًا للآمال، حيث أكد اللاعب بشكل قاطع رفضه التام لأي نوع من التكريم الرسمي، موضحًا أن وداعه للنادي وجماهيره قد تم بالفعل، ولا يرغب في الظهور مجددًا في أي مناسبة احتفالية بعد انتهاء مسيرته الرسمية مع الفريق.

غياب لافت خلال معسكر تونس

ما زاد من دهشة المتابعين، أن توقيت تواجد علي معلول في تونس تزامن مع إقامة معسكر الأهلي هناك، ما اعتبره البعض فرصة ذهبية للقاء عابر مع زملائه أو حضور جانبي ضمن ترتيبات التكريم. إلا أن اللاعب لم يتواصل مع البعثة، ولم يزر مقر إقامة الفريق، مما عزز من شعور الجماهير بأن قرار الابتعاد نهائي ولا رجعة فيه.

محاولات سابقة اصطدمت بالموقف نفسه

هذه ليست المرة الأولى التي يرفض فيها معلول عرضًا بالتكريم. فبعد نهاية الموسم الماضي، وعقب الإعلان الرسمي عن عدم تجديد عقده، كانت هناك خطة مبدئية لإقامة حفل وداع بسيط داخل النادي، إلا أن اللاعب اعتذر عن الحضور، مفضلًا المغادرة في هدوء دون صخب إعلامي أو مراسم رسمية.

وحين عاد مؤخرًا إلى القاهرة، حاول مسؤولو الأهلي مجددًا فتح ملف التكريم، على أمل الحصول على موافقة معلول، لكن الرد جاء كما كان في السابق: “شكرًا، لا أرغب.”

رد فعل الجماهير: بين التفهّم والاستغراب

قرار اللاعب التونسي أثار حالة من الجدل بين جمهور الأهلي، الذين انقسموا بين مؤيد لموقفه، باعتبار أن لكل لاعب الحق في اختيار طريقة وداعه، ومعارضين رأوا أن التكريم ليس مجرد إجراء بروتوكولي، بل لحظة تاريخية تُخلد إنجازات اللاعبين الكبار في ذاكرة النادي.

عدد من جماهير الفريق عبروا عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن احترامهم لقرار معلول، مؤكدين أن ما قدمه داخل الملعب خلال سنواته الثماني مع الأهلي لا يحتاج إلى احتفاليات لتثمينه، بينما أبدى آخرون دهشتهم من رفضه المتكرر، خاصة أن تكريمه كان سيحمل تقديرًا شعبيًا ورسميًا يليق بمكانته.

معلول في قلوب الأهلاوية رغم الغياب

لا يختلف اثنان على أن علي معلول يُعد أحد أنجح المحترفين في تاريخ الأهلي. فقد انضم للفريق قادمًا من الصفاقسي التونسي عام 2016، ومنذ ذلك الحين أصبح عنصرًا أساسيًا في تشكيلة الفريق، بفضل قدراته الهجومية والدفاعية ومساهماته الحاسمة في البطولات.

شارك معلول في أكثر من 250 مباراة بقميص الأهلي، وسجل أهدافًا مؤثرة، وصنع العشرات، وكان أحد مفاتيح اللعب البارزة التي ساهمت في حصد الفريق للعديد من الألقاب المحلية والقارية، أبرزها دوري أبطال إفريقيا، والسوبر الإفريقي، والدوري المصري الممتاز، إلى جانب مشاركاته المميزة في كأس العالم للأندية.

الإدارة تُقدّر وترفض التصعيد

مصادر من داخل النادي أكدت أن إدارة الأهلي تُقدّر قرار اللاعب وتحترمه تمامًا، ولن تتخذ أي رد فعل سلبي تجاه رفضه حضور حفل التكريم. وأشارت المصادر إلى أن أبواب النادي ستظل مفتوحة له في أي وقت، وأن الإدارة تنظر إلى معلول باعتباره أحد رموز الفريق، حتى إن قرر الابتعاد دون احتفال رسمي.

وأكد المصدر نفسه أن النادي لن يُجبر أي لاعب على المشاركة في مناسبة لا يرغب بها، وأن مسألة التكريم لا تُقاس فقط بالحفلات أو الشكر العلني، بل بتاريخ اللاعب ومكانته في قلوب الجماهير.

اللاعب يُفضّل الهدوء والخصوصية

بحسب ما نُقل عن مقربين من علي معلول، فإن اللاعب يرى أن الاحتفالات الرسمية لا تعبّر بالضرورة عن صدق المشاعر، وأنه يُفضل أن يُودّع الأهلي وجماهيره من دون صخب أو أضواء. وأكد للمحيطين به أنه لا ينسى فضل النادي عليه، ولا الجماهير التي دعمته لسنوات، لكن التعبير عن الامتنان لا يتطلب حفلًا، بل يكفيه أن يحتفظ بالذكريات والإنجازات في قلبه.

قرار يحترمه البعض ويُثير تساؤلات لدى آخرين

يرى بعض المحللين أن موقف معلول يعكس شخصية تميل إلى الخصوصية والهدوء، بعيدًا عن الاستعراض، بينما يشير آخرون إلى أن هذا الرفض ربما يعكس توجّهًا من اللاعب لفصل المرحلة الجديدة من حياته عن كل ما سبق، خصوصًا أنه لم يُعلن بعد عن وجهته القادمة سواء داخل الملاعب أو خارجها.

في المقابل، هناك من تساءل عما إذا كان هناك سبب غير معلن وراء رفض معلول للتكريم، خاصة مع تكرار الموقف مرتين، وتجنب الظهور الإعلامي خلال الفترة الماضية. وهي تساؤلات تظل بلا إجابة رسمية حتى الآن.

 الوداع لا يحتاج إلى حفل

سواء أقيم له حفل أم لا، يظل علي معلول في نظر جماهير الأهلي أحد أبرز من ارتدى القميص الأحمر وكتب اسمه في تاريخ النادي بعرقه وأدائه داخل الملعب. وموقفه الرافض للتكريم لن يُنقص من مكانته، بل قد يزيد من احترام البعض له لما أبداه من بساطة وخصوصية في وداعه.

ورغم أن الحفلات تُقام لتكريم اللاعبين، إلا أن التاريخ والجماهير هما من يُحددان القيمة الحقيقية، ومعلول، بلا شك، ترك أثرًا لن يُنسى، حتى لو فضّل أن يبتعد في صمت.