في تحول لافت أثار جدلاً واسعاً في الأوساط الرياضية، قرر الإعلامي أحمد شوبير، أحد أبرز الوجوه الإعلامية المرتبطة بالنادي الأهلي، التخلي عن قناع الحياد الذي طالما تميّز به على مدار عقود. هذا القناع، الذي كان يُعدّ أحد أقوى أسلحته في توجيه الرأي العام الرياضي، بات اليوم في طي النسيان، ليكشف شوبير عن وجه جديد يراه البعض “مشجعاً متعصباً” أكثر منه إعلامياً محترفاً.
من الحياد إلى العلنية: تحول جذري
لطالما عُرف شوبير بقدرته الفائقة على “دس السم في العسل”، كما يصفه البعض، من خلال تقديم وجهات نظر مغلفة بستار الحياد. هذا الأسلوب مكّنه من التأثير في الرأي العام الرياضي بطريقة تجمع بين الدهاء والمهنية، مما جعله أداة إعلامية قوية تخدم مصالح النادي الأهلي دون أن يُتهم صراحة بالتحيز.
لكن، في الفترة الأخيرة، بدا أن شوبير اختار طريقاً مختلفاً، متخلياً عن هذا القناع ليظهر كـ”مشجع درجة ثالثة”، حسب وصف منتقديه، يتحدث بعاطفة جياشة وانحياز واضح.
هذا التحول، الذي وصفه البعض بـ”السقوط المروع”، جعل شوبير يفقد واحدة من أهم ميزاته كإعلامي: القدرة على التأثير من خلف ستار الحياد. فقد أصبحت مواقفه الأخيرة، التي تتسم بالصراحة المفرطة والانحياز العلني، بمثابة “حرق” لمسيرته الإعلامية، ليصبح في نظر البعض “كارتاً محروقاً” لا يُؤخذ كلامه إلا كتعبير عن مشاعر مشجع متعصب، لا كتحليل إعلامي محايد.
حرب باردة وكيل بمكيالين
على مدار سنوات طويلة، شكّل شوبير، إلى جانب إعلاميين آخرين مثل علاء صادق، نموذجاً للإعلامي “المحايد” الذي يُجبر الجمهور، خاصة جماهير نادي الزمالك، على قبوله كمرجعية إعلامية. لكن هذا الحياد كان، في نظر كثيرين، مجرد واجهة تخفي خلفها تحيزاً واضحاً للأهلي، يتجلى في “الكيل بمكيالين” و”الحرب الباردة” ضد الزمالك. هذه الاستراتيجية، التي اعتمدت على التدليس وتقديم الحقائق بطريقة ملتوية، جعلت جماهير الزمالك في موقف دفاعي دائم، حيث كان عليهم ليس فقط الرد على الاتهامات، بل إثبات أن هؤلاء الإعلاميين ليسوا محايدين أصلاً.
رد فعل الزمالكاوية: انتصار الحقيقة
مع خلع شوبير لقناعه، يرى جمهور الزمالك أن الحقيقة قد كُشفت أخيراً. لم يكن هذا الجمهور، كما اتهمه البعض، يعاني من “عقدة اضطهاد” أو “هوس المؤامرة”، بل كان يواجه تدليсаً إعلامياً ممنهجاً. اليوم، وبعد أن أصبح انحياز شوبير واضحاً كالشمس، يشعر الزمالكاوية بأن موقفهم قد ثبت، وأن “الكذابين والمدلسين”، كما يصفونهم، قد سقطوا بأيديهم.
خاتمة: وجه يليق بالأهلي
في النهاية، يبدو أن شوبير اختار أن يكون وفياً لانتمائه الأهلاوي على حساب سمعته كإعلامي محايد. هذا الاختيار، رغم أنه قد يكون صادقاً مع ذاته، إلا أنه جاء على حساب مصداقيته المهنية. فهل كان هذا السقوط مقصوداً أم أنه نتيجة زلة غير محسوبة؟ وحده الزمن كفيل بالإجابة. لكن ما هو مؤكد، أن الوجه الجديد لشوبير، الذي يراه البعض “يليق به وبلونه الأحمر”، قد أعاد رسم ملامح العلاقة بين الإعلام الرياضي وجماهير الأندية، ليؤكد أن الحقيقة، مهما طال زمن التدليس، ستظل دوماً هي المنتصرة.