تحتفل مصر بعيد الحب مرتين كل عام، حيث تشارك في الاحتفالات العالمية بعيد الحب في فبراير، لكنها خصصت أيضًا يوم 4 نوفمبر للاحتفال بعيد الحب المصري.
تعود قصة عيد الحب المصري هذا اليوم إلى عام 1974 عندما استوحى الكاتب الصحفي مصطفى أمين الفكرة من مشهد مؤثر أثناء تغطيته لجنازة لرجل مسن في حي السيدة زينب.
لاحظ أمين أن عدد الحضور كان قليلاً للغاية، ولما تساءل عن السبب، أجابه أحدهم بأن المتوفى لم يكن لديه أقارب أو أصدقاء. تأثر أمين بهذا الموقف، ودفعه للتفكير في أهمية نشر المحبة بين الناس في المجتمع.
كتب مصطفى أمين في عموده الشهير “فكرة” عن أهمية تخصيص يوم للاحتفال بالحب بمعناه الواسع، ليشمل كل أشكال المحبة، بدءًا من حب الله إلى حب الأسرة والأصدقاء، وليس فقط الحب بين العشاق.
وفي مقال بعنوان “عيد الحب”، دعا أمين المصريين للاحتفال بهذا اليوم عبر تحية من يحبون، سواء بإهدائهم زهرة أو بطاقة، أو حتى بمكالمة هاتفية.
أراد أن يعيد الحب إلى المجتمع المصري ليشمل الجميع، باستثناء من يحبون أنفسهم فقط.
يختلف عيد الحب المصري عن عيد الحب العالمي، فبينما يقتصر الاحتفال العالمي في فبراير على العشاق، يمثل عيد الحب المصري مناسبة للاحتفاء بكل أشكال الحب، بما في ذلك الحب الأسري والصداقة.
ويظهر الاحتفال بعيد الحب العالمي بشكل أكثر قوة بسبب التأثير الإعلامي.
تاريخيًا، تكررت رموز الحب في ثقافات عدة، مثل كيوبيد، الذي ارتبط بالحب والرغبة، وحتحور، إلهة الحب والخصوبة عند المصريين القدماء، وأدونيس، رمز الحب والخصوبة في الحضارات الشرقية القديمة.
وفي الإسلام، يعد الحب قيمة نبيلة، وقد دعا إليه الدين الإسلامي، إذ يُعتبر المسلم محبًا لجميع الخلق، ويسعى لنشر المحبة والسلام.
وقد جاء في الأحاديث النبوية ما يعزز هذا المعنى، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «أفشوا السلام بينكم»؛ وكذلك قول الله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾.
وأوضحت دار الإفتاء المصرية أن الحب لا يُعتبر حرامًا إلا إذا تحول إلى علاقة محرمة، وأكدت أن الزواج هو الطريق الحلال لتعبير الحب بين الجنسين.
وأشارت الدار إلى أنه لا مانع من تخصيص يوم للاحتفاء بالحب بشكل عام، مشيرة إلى أن هذا لا يتعارض مع الشريعة ما دام لا يتجاوز حدوده، فالرسول صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أحب أحدكم أخاه فليقل له إني أحبك في الله».
بذلك، أصبح عيد الحب المصري في الرابع من نوفمبر احتفالًا بالمحبة العامة، يشمل كل ألوان الحب، ويعزز الروابط الإنسانية بين الناس في المجتمع.