في عالم يتجاوز فيه الثراء حدود الخيال، يصبح الحذاء ليس مجرد أداة للسير، بل رمزاً للقوة، الإبداع، والغرابة المطلقة. تخيل أحذية مصنوعة من الذهب الخالص، مرصعة بألماس نادر، أو مجموعات تضم آلاف الأزواج تكفي لملء قصور بأكملها.
هذه ليست مشاهد من فيلم خيالي، بل واقع يعيشه أثرياء العالم، حيث يتحول الإنفاق على الأحذية إلى فن من فنون التباهي والتميز.
ويكشف ميجا نيوز غرائب أحذية الأثرياء بأسلوب يجمع بين الدقة التاريخية والسرد الدرامي، مستندين إلى قصص حقيقية تكشف عن جوانب نفسية وثقافية عميقة في عالم المليارديرات.
بدءاً من الشرق الأقصى، حيث تبرز قصة إيميلدا ماركوس، زوجة الديكتاتور الفلبيني السابق فرديناند ماركوس، كأيقونة للإسراف الغريب.
خلال فترة حكم زوجها من 1965 إلى 1986، جمعت إيميلدا ما بين 1060 إلى 3000 زوج من الأحذية، حسب التقارير المتناقضة، مما جعلها رمزاً للفساد والترف المفرط. كانت مجموعتها تشمل 15 معطفاً من المنك، و500 فستان أسود، وأكثر من 1000 حقيبة يد، لكن الأحذية كانت النجمة البارزة.
بعد سقوط النظام في ثورة شعبية عام 1986، اكتشفت السلطات هذه المجموعة في قصر مالاكانانج، حيث كانت الأحذية مكدسة في غرف خاصة، بعضها من ماركات عالمية مثل جوتشي وشانيل.
الغريب أن هذه الأحذية لم تكن مجرد مشتريات عشوائية؛ بل كانت تعكس هوساً شخصياً، إذ قالت إيميلدا ذات مرة إنها “تحب الأحذية لأنها تجعلها تشعر بالقوة”.
اليوم، يعرض متحف الأحذية في ماريكينا 253 زوجاً منها، بينما يحتفظ بـ467 في المخازن، لكن الكثير تضرر بسبب الفيضانات والنمل الأبيض، مما يضيف طبقة من الغرابة إلى تراثها المتداعي.
أما في عالم المليارديرات الحديثين، فإن الغرابة تتجلى في الأسعار الفلكية والتصاميم الفريدة. خذ على سبيل المثال “أحذية نجمة القمر” (Moon Star Shoes) التي صممها الإيطالي أنطونيو فيتري عام 2019، بسعر يبلغ 19.9 مليون دولار. هذه الصنادل ذات الكعب الذهبي الصلب، المستوحى من شكل برج خليفة، مرصعة بـ30 قيراطاً من الألماس، وتحتوي على قطعة من نيزك سقط في الأرجنتين عام 1576.
لم يُكشف عن مالكها، لكنها تمثل قمة الإبداع الغريب الذي يجذب الأثرياء الباحثين عن التميز المطلق. وفي نفس السياق، تأتي “أحذية شغف الألماس” (Passion Diamond Shoes) بسعر 17 مليون دولار، مصممة من قبل جادا دبي بالشراكة مع جواهر شغف، وتحمل ألماساً نادراً بوزن 15 قيراطاً لكل حذاء، مع مئات القيراطات الأخرى. استغرق صنعها تسعة أشهر، وتم نقش أسماء المصممين بالذهب داخلها، مما يجعلها ليست مجرد حذاء، بل عمل فني يرتديه المليارديرات في المناسبات الخاصة.
لا تقتصر الغرائب على الأحذية الفردية؛ بل تمتد إلى المجموعات الضخمة التي تعكس هوساً شخصياً. يمتلك دي جاي خالد أكثر من 10,000 زوج من الأحذية الرياضية، بقيمة تزيد عن 8 ملايين دولار، وهي تمثل 10% من ثروته البالغة 80 مليون دولار. مجموعته تشمل قطعاً نادرة، وهو يُعتبر أحد أبرز الشخصيات في مجتمع الأحذية الرياضية، حيث يشاركها عبر الإنترنت بانتظام.
أما جوردان جيلر، فمجموعته تضم 2388 زوجاً بقيمة 100 مليون دولار، وهي الأغنى عالمياً، تمثل ربع ثروته. ومن الغريب أن دي جاي بيغ بوي تشينغ كان يمتلك أكثر من 20,000 زوج، لكنه قلصها إلى 1000، بما في ذلك نسخة نادرة من نايكي ماغ “عودة إلى المستقبل” بقيمة 85,000 دولار. حتى مايكل جوردان نفسه يمتلك “مجموعة السلالة” التي تبلغ قيمتها 8 ملايين دولار، وتشمل أحذية ارتداها في مباريات البطولة، مما يجعلها تاريخية وليست مجرد أحذية.
في سياق الأسلوب اليومي للمليارديرات، تبرز خيارات غريبة تعكس شخصياتهم. يفضل برنارد أرنو، أغنى رجل في العالم ومالك مجموعة LVMH، أحذية بيرلوتي المصنوعة من جلد فينيسي، وهي ماركة تابعة لإمبراطوريته، مما يجعل اختياره مزيجاً من الولاء التجاري والفخامة الهادئة.
أما إيلون ماسك، فغالباً ما يرتدي أحذية مهندسين قاسية، مستوحاة من الطابع الرجولي الوعر، كما في إطلالته في حفل ميت غالا 2018 بجاكيت جلدي قديم. وجيف بيزوس، مؤسس أمازون، يميل إلى أحذية رعاة البقر، التي يرتديها مع بدلات طيران زرقاء وخوذات رعاة، في إشارة إلى جذوره الريفية وسط ثروته الهائلة. هذه الخيارات ليست عشوائية؛ بل تعبر عن هوياتهم، كما في حالة تيم كوك الذي يفضل مدربات زيغنا الثلاثية الغرز، بسعر يبدأ من 1100 دولار، لتوازن بين الراحة والأناقة.
أخيراً، تتجاوز غرائب أحذية الأثرياء حدود الإنفاق لتصبح قصصاً عن التراث والإرث. مثل “الصنادل الياقوتية لدوروثي” من فيلم “ساحر أوز”، التي بيعت بـ32.5 مليون دولار عام 2024، وهي واحدة من أربع نسخ باقية، سرقت سابقاً واستعيدت من قبل الـFBI.
كما أن”الأحذية الذهبية الصلبة OVO x Air Jordan 10″ بقيمة 1.9 مليون دولار، المملوكة للرابر دريك، والتي ليست للارتداء بل للعرض الفني. هذه القصص تكشف أن الأثرياء لا يشترون أحذية فحسب، بل يستثمرون في رموز تعزز مكانتهم في التاريخ، مما يجعل عالمهم أكثر غرابة وجاذبية في آن واحد
