في موقف مشترك، أعلن وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا عن دعمهم الثابت لتثبيت وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، مؤكدين أن هذه الخطوة تمثل بوابة أمل لإنهاء الصراع وإعادة الحياة إلى طبيعتها في قطاع غزة المحاصر. جاء ذلك في بيان مشترك صدر في 6 مارس 2025، يعكس رؤية الدول الثلاث لمعالجة الأزمة المتفاقمة.
وقف إطلاق النار: أولوية لا تقبل التأجيل
أكد البيان أن الحفاظ على وقف إطلاق النار ليس مجرد خيار، بل ضرورة ملحة تتطلب التزاماً جماعياً. وشدد الوزراء على ثلاثة محاور رئيسية: إطلاق سراح جميع الرهائن دون شروط، ضمان استمرار تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة دون عوائق، والعمل على إنهاء الأعمال العدائية بشكل دائم. وقال البيان: “ندعو كافة الأطراف إلى الانخراط بجدية في المفاوضات لضمان تنفيذ الاتفاق بكل تفاصيله، لنصل إلى سلام مستدام ينهي معاناة الجميع.”
تقدير لجهود الوساطة
لم يفت الدول الثلاث الإشادة بالدور الحيوي الذي تلعبه مصر وقطر والولايات المتحدة في قيادة جهود الوساطة. ورحب البيان بالمساعي المبذولة لتمديد وقف إطلاق النار، معتبراً إياها خطوة أساسية نحو استقرار المنطقة. لكن هذا الترحيب لم يخلُ من تحذير صريح من تداعيات الوضع الراهن.
كارثة إنسانية تهدد غزة
أعربت الدول الثلاث عن “قلقها البالغ” إزاء قرار الحكومة الإسرائيلية الصادر في 2 مارس 2025، والذي يمنع دخول السلع والإمدادات إلى غزة. ووصف البيان الوضع الإنساني في القطاع بـ”الكارثي”، محذراً من أن هذا القرار قد يرقى إلى “انتهاك للقانون الإنساني الدولي”. وأضاف: “المساعدات الإنسانية حق أصيل، ولا يجب أن تُربط بوقف إطلاق النار أو تُستخدم كورقة سياسية.”
وناشد البيان إسرائيل الالتزام بمسؤولياتها الدولية، وضمان وصول المساعدات بشكل كامل وسريع وآمن. وأشار إلى أن المستلزمات الطبية، ومواد الإيواء، والمياه، وأدوات النظافة تظل حبيسة القيود الإسرائيلية تحت ذريعة “المواد ذات الاستخدام المزدوج”، مما يعيق تلبية الاحتياجات الأساسية وجهود إعادة الإعمار المبكرة في غزة.
دعوة إلى العودة والإعمار
لم يكتفِ البيان بالتركيز على المساعدات، بل جدد التأكيد على حق سكان غزة، الذين “عانوا الأمرين”، في العودة إلى ديارهم وإعادة بناء حياتهم. كما دعا إلى إطلاق سراح الرهائن فوراً، معبراً عن تضامن كامل مع عائلاتهم التي تعيش في انتظار أحبائها.
رؤية للمستقبل: حل الدولتين
اختتم البيان برسالة أمل وطموح، مؤكداً أن الهدف النهائي هو تحقيق سلام دائم يفتح الطريق أمام حل الدولتين. “نريد مستقبلاً يعيش فيه الإسرائيليون والفلسطينيون جنباً إلى جنب بأمان وسلام”، هكذا لخص الوزراء رؤيتهم، داعين جميع الأطراف إلى الالتزام بهذا المسار لضمان نهاية الصراع وإعادة إعمار غزة.