كشفت تحليلات حديثة عن مدى الفشل الإعلامي الإسرائيلي في إخفاء الجرائم التي تُرتكب داخل قطاع غزة، حيث يتواصل القتل والإبادة بشكل يومي.
على الرغم من تخصيص 150 مليون دولار إضافية في ميزانية عام 2025 لإعادة تشكيل الدعاية الإسرائيلية وتحسين صورتها في العالم، إلا أن الواقع على الأرض يعكس مآسي إنسانية لا يمكن تجاهلها.
ميزانية ضخمة في مواجهة الحقائق المؤلمة
أظهرت التقارير أن إسرائيل تواجه تحديات كبيرة في تسويق روايتها للعالم، حيث بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين أكثر من 45 ألفًا، مع إصابة أكثر من 108 آلاف شخص بسبب العمليات العسكرية.
في ظل المجاعة والدمار، تتجاهل إسرائيل مذكرات الاعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحق قياداتها، مما يزيد من انتقادات المجتمع الدولي لسياساتها.
تعزيز الدعاية عبر ضخ الأموال
تسعى إسرائيل حاليًا لتعزيز ما يُعرف بـ”هسبراه” — الجهود المبذولة لتبرير سياساتها، وصياغة النضال الفلسطيني كعمل إرهابي.
ومع ذلك، تشير التحليلات إلى أن هذه المحاولات لم تؤتِ ثمارها كما هو متوقع، بل على العكس، تراجعت مكانة إسرائيل الدولية بشكل ملحوظ.
تدني مكانة إسرائيل في الساحة العالمية
تظهر التقارير الإعلامية أن إسرائيل تواجه صعوبات في تقديم صورة إيجابية عنها، حيث تتزايد الانتقادات حول سلوك حكومتها ووزرائها، مما يؤثر سلبًا على مكانتها الإقليمية والدولية.
كما أظهر استطلاع رأي أن دعم الولايات المتحدة لإسرائيل تراجع بشكل كبير، حيث بلغت نسبة المؤيدين 33% فقط في يوليو 2024.
الفشل الإعلامي كمعركة حقيقية
تحدثت “كاترينا كونرت”، خبيرة شؤون الإعلام، عن الفشل الإعلامي الإسرائيلي، مشيرة إلى أن العالم بدأ يصدق الروايات الفلسطينية أكثر من أي وقت مضى.
وتعتبر أن غياب خطة واضحة لتحسين صورة إسرائيل على الساحة العالمية يعكس عدم وعي صانعي القرار بأهمية الإعلام كمعركة حقيقية.
التأثير السلبي للفيديوهات
واحدة من أبرز الأمثلة على هذا الفشل هي الفيديو الذي يُظهر اغتيال “يحيى السنوار” قائد حماس، والذي عُرض كصورة انتصار لإسرائيل، لكنه ساهم في تعزيز صورة المقاومة الفلسطينية بدلاً من ذلك.
وقد اعتبر العديد من الخبراء أن نشر مثل هذه المواد يُلحق ضرراً كبيرًا بإسرائيل على الساحة الدولية.
الحقيقة لا يمكن طمسها
في ختام التحليل، يبدو جليًا أن محاولات إسرائيل لإخفاء جرائمها قد باءت بالفشل، حيث إن الحقائق على الأرض تتحدث عن نفسها.
مهما بلغت جهودها لإعادة صياغة الرواية، ستظل الجرائم التي ارتكبتها تلاحقها، ويظل الفشل الإعلامي سمة بارزة في استراتيجيتها. في النهاية، تظل الحقيقة قائمة: إسرائيل وقادتها سيحاسبون على جرائمهم، مهما طال الزمن.