قبل مباراة مصر وبوركينا فاسو تعد لقاءات الفريقين من أكثر المواجهات إثارة وغموضًا، حيث تجمع بين التنافس الرياضي والحكايات التاريخية الغريبة. مع اقتراب مباراة تصفيات كأس العالم 2026، يعود التاريخ ليروي قصصًا غير عادية، من مباريات “منسية” تحت أسماء قديمة للدولة الغرب أفريقية، إلى إصابات جماعية تشبه “لعنة”، وركلات ترجيح درامية أنقذت الفراعنة.
ميجا نيوز في هذا التقرير يستعرض أغرب الحكايات من 8 مواجهات تاريخية، مستندًا إلى سجلات الاتحاد الأفريقي لكرة القدم وشهادات اللاعبين، حيث حقق مصر 5 انتصارات و3 تعادلات دون هزيمة، وسجل 18 هدفًا مقابل
البداية الغامضة: المباراة “المنسية” ضد “فولتا العليا” عام 1973
تعود أول لقاء بين الفريقين إلى 12 يناير 1973، ضمن دورة الألعاب الأفريقية في إيبادان بنيجيريا، لكنها تحمل طابعًا غريبًا بسبب اسم بوركينا فاسو آنذاك: “فولتا العليا”، تسمية استعمارية فرنسية تعود إلى فترة ما قبل الاستقلال عام 1960، قبل أن يغير الرئيس توماس سانكارا الاسم إلى “بوركينا فاسو” (أرض عفيف الناس) عام 1984. انتهت المباراة بفوز مصر 4-2، مع هاتريك مذهل للنجم علي أبو جريشة، الذي سجل ثلاثة أهداف في أداء يُعتبر من أبرز اللحظات الفردية في تاريخ المنتخب.
ما يجعلها “منسية” هو عدم إدراجها في بعض الإحصائيات الحديثة، مثل موقع “ترانسفير ماركت”، رغم أهميتها في سياق الألعاب الإفريقية. كانت الملعب يتسع لـ25 ألف متفرج، وشارك في التشكيلة المصرية أساطير مثل حسن علي ومحمد السياجي من الأهلي والزمالك، مما يضيف لمسة تاريخية غريبة حيث كانت بوركينا فاسو دولة “شابة” في عالم كرة القدم.bc8886 هذه المباراة تُعد رمزًا لتغييرات الأسماء السياسية التي غالبًا ما تُغفل في السجلات الرياضية.
غرائب بطولة 1998: دراجات نارية وثنائية حسام حسن في نصف النهائي
في كأس أمم أفريقيا 1998، التي أقيمت في بوركينا فاسو كدولة مضيفة لأول مرة، شهدت المواجهة نصف النهائي فوزًا مصريًا مثيرًا 2-0 بثنائية للعميد حسام حسن، الذي أصبح بطلاً وطنيًا بفضل أهدافه الثاقبة أمام جماهير الخصم.
لكن الغرابة الحقيقية كانت في التنظيم العام للبطولة، حيث استخدمت دراجات نارية “موتوبيكان” – وسيلة نقل شائعة في الحياة اليومية البوركينية – لإخراج اللاعبين المصابين من الملعب، مما أثار ضحك المتابعين وأصبح لقطة طريفة عالقة في الذاكرة.
هذه الطريقة البدائية عكست تحديات الدولة النامية في استضافة بطولة قارية، وأضفت لمسة “أفريقية أصيلة” غريبة على المنافسة، خاصة مع شكاوى من مظالم تحكيمية وانسحابات إجبارية بسبب الإرهاق. حسام حسن، الذي سجل 4 أهداف في البطولة، وصف المباراة بأنها “معركة نفسية” أمام الجمهور المضيف، مما يجعلها واحدة من أكثر الحكايات إثارة في تاريخ الفراعنة.
“لعنة الإصابات” في بطولة 2017: ركلات ترجيح الحضري وكارثة اللاعبين
أبرز قصة غريبة حدثت في نصف نهائي كأس أمم أفريقيا 2017 بالجابون، حيث تعادل الفريقان 1-1 (هدف محمد صلاح لمصر ورد سريع من أرستيد بانسي لبوركينا فاسو)، قبل أن تحسمها ركلات الترجيح لصالح مصر 4-3. البطل هنا كان الحارس عصام الحضري، البالغ من العمر 44 عامًا، الذي أنقذ ركلتين متتاليتين في اللحظات الأخيرة، مسجلاً أحدث إنقاذ في تاريخ البطولة ومُلقب بـ”سوبر مان”.
لكن الجانب الغريب الأكبر كان “لعنة الإصابات” التي ضربت المنتخب المصري طوال البطولة، حيث أصيب أكثر من 6 لاعبين رئيسيين: شريف إكرامي، أحمد الشناوي، محمد عبد الشافي، محمد النني، مروان محسن، وأحمد حسن كوكا، مما أجبر الجهاز الفني بقيادة هيكتور كوبر على تعديلات جذرية.
وصف اللاعبون الإصابات بأنها “غامضة”، مع شكوك حول الظروف الجوية أو الضغط النفسي، وهي أدت إلى أن مصر لم تسجل أكثر من هدف واحد في أي مباراة طوال البطولة، رغم وصولها للنهائي. هذه الحكاية أصبحت رمزًا للصمود المصري، لكنها أثارت جدلاً حول “اللعنة” التي طاردت الفراعنة في تلك النسخة.
تعادلات درامية وتفوق تاريخي: هل تنتهي “العقدة” قريبًا؟
في المواجهات الأخرى، مثل تعادل 0-0 في أمم أفريقيا 2000، أو فوز مصر 2-0 في تصفيات كأس العالم 2022، لم تكن هناك غرائب كبيرة، لكن التفوق المصري الكاسح (دون هزيمة أبدًا) يُعتبر “عقدة” لبوركينا فاسو، الملقب بـ”الخيول”. في السنوات الأخيرة، مثل مباراة يونيو 2024 التي فازت فيها مصر 2-1، أشارت الصحف البوركينية إلى “عقدة تاريخية”.