رصدت كاسبرسكي ما يزيد عن 19 مليون محاولة خلال الفترة من 1 أبريل 2024 حتى 31 مارس 2025 لتحميل ملفات خبيثة أو مشبوهة متخفية في هيئة ألعاب يفضلها جيل زد. وشهدت تركيا وحدها أكثر من 47,800 محاولة مشابهة، ما يضعها ضمن قائمة البلدان الأكثر تأثراً بهذه الهجمات.
ويكشف استغلال ألعاب شهيرة مثل GTA و Minecraft و Call of Duty عن متابعة المجرمين السيبرانيين لاتجاهات سوق الألعاب عن كثب للإيقاع بضحاياهم. وحرصاً على سلامة اللاعبين، تقدم كاسبرسكي Case 404 — لعبة أمن سيبراني تفاعلية تدرب جيل زد على اكتشاف المخاطر وتأمين حياتهم الرقمية خلال استمتاعهم بما يفضلون من الألعاب.
يقضي جيل زد وقتاً في اللعب يفوق كل الأجيال الأخرى — ولا يقتصر الاختلاف على الوقت، بل يمتد إلى طريقة اللعب نفسها. فهم ينفقون على الألعاب أكثر من جيل الألفية وجيل إكس، وبدلاً من الاستقرار على مجموعة مفضلة من الألعاب، يتنقلون بين ألعاب متنوعة، باحثين عن كل ما هو رائج وجديد.
غير أن هذه التلقائية والانفتاح يجعلانهم أكثر عرضة للتهديدات، إذ يستغل المجرمون السيبرانيون عادات هؤلاء اللاعبين وثقتهم عبر مختلف المنصات. فقد تجاوز عدد المستخدمين المتأثرين عالمياً 400,000 شخص خلال المدة التي شملها التقرير.
ضمن التقرير الجديد، قام خبراء كاسبرسكي بدراسة تفصيلية باستخدام 20 من أكثر الألعاب شعبية لدى جيل زد — بدءاً من GTA و NBA و FIFA وصولاً إلى The Sims و Genshin Impact — كمصطلحات للبحث.
امتدت الدراسة من الربع الثاني 2024 وحتى الربع الأول 2025، مع تسجيل أعلى معدل للهجمات في مارس 2025 الذي شهد 1,842,370 محاولة هجوم.
على الرغم من مرور أكثر من عشرة سنوات على إطلاق GTA V، لا تزال سلسلة Grand Theft Auto من أكثر الألعاب عرضة للاستغلال، نظراً لقابلية التعديل في بيئتها المفتوحة ومجتمع اللاعبين النشط عبر الإنترنت. ورصدت كاسبرسكي 4,456,499 محاولة هجوم باستخدام ملفات تدّعي أنها محتوى خاص بسلسلة GTA. كما يتوقع الخبراء زيادة في هذه الهجمات مع إطلاق GTA VI المرتقب في 2026، إذ قد يستغل المجرمون السيبرانيون الحماس العام بنشر برامج تنصيب وهمية أو عروض وصول مسبق أو دعوات نسخ تجريبية مزيفة.
وحلّت Minecraft ثانياً بتعرضها لـ 4,112,493 محاولة هجوم، نتيجة لنظام التعديلات الواسع فيها وجاذبيتها المستمرة بين أوساط جيل زد. ثم جاءت Call of Duty بـ 2,635,330 محاولة هجوم، تليها The Sims بـ 2,416,443 محاولة.
وتؤدي الرغبة في الحصول على أدوات الغش والنسخ المقرصنة لإصدارات Call of Duty التنافسية مثل 3 Modern Warfare إلى زيادة الأنشطة الخبيثة، في حين يتعرض لاعبو The Sims لخطر تحميل ملفات خبيثة متنكرة في صورة تعديلات أو إصدارات مبكرة عند بحثهم عن محتوى مخصص أو وصول مبكر.
يمكن أن تتسبب هذه الهجمات في تعرض أجهزة المستخدمين للإصابة بمجموعة عديدة من البرمجيات الخبيثة أو غير المرغوبة — سواء كانت برامج تحميل تقوم بتنصيب تطبيقات خبيثة إضافية، أو برمجيات حصان طروادة تقوم بسرقة كلمات المرور ومراقبة النشاط ومنح المهاجمين تحكماً عن بُعد أو نشر برمجيات الفدية.
وتتباين أهداف هذه الهجمات، فيُعد الاستيلاء على حسابات الألعاب أحد الدوافع الشائعة، حيث تُعرض للبيع لاحقاً في الإنترنت المظلم أو المنتديات المحظورة.
كما أجرى فريق البحث والتحليل العالمي في كاسبرسكي تحليلاً لأسواق الإنترنت المظلم والمنصات السرية التي تنشر إعلانات لبيع الحسابات المقرصنة والأزياء الافتراضية للشخصيات. ويوضح البحث تنامي هذه العروض التي لم تعد مقتصرة على الإنترنت المظلم، بل امتدت إلى المنتديات المغلقة العادية وقنوات تيليجرام — مما جعل الوصول إلى هذه الممتلكات غير الشرعية أسهل وأوضح من أي وقت سابق.
يكشف هذا أن الاستيلاء على حسابات الألعاب والمواد الرقمية تجاوز نطاق عصابات الجرائم السيبرانية المحدودة — وأخذ ينتشر في منصات إلكترونية أكثر انفتاحاً. وانخفضت العوائق أمام بيع أو شراء الحسابات المسروقة كثيراً. فتحولت هذه الممارسة من نشاط تقني خفي إلى سوق مفتوح — يتميز بالسرعة وسهولة الوصول والانتشار العالمي. فقد بات الأمر لا يتطلب سوى نقرات بسيطة للدخول إلى قناة تيليجرام مغلقة تعرض مئات الإعلانات للأزياء الافتراضية النادرة والحسابات عالية المستوى والعناصر المميزة داخل الألعاب. أما بالنسبة للاعبين، فهذا يعني أن احتمال فقدان حساباتهم أو إعادة بيعها لم يعد حدثاً استثنائياً — بل تحول إلى تهديد شائع.
لمواجهة هذا التحدي، طورت كاسبرسكي لعبة رقمية تفاعلية بعنوان Case 404، مصممة خصيصاً لجيل زد من اللاعبين. في هذه التجربة البوليسية السيبرانية، يستكشف اللاعبون حالات خيالية تحاكي تهديدات إلكترونية حقيقية، ليتعلموا رصد عمليات الخداع والتصيد الاحتيالي وتقنيات الاستيلاء على الحسابات المنتشرة في بيئة الألعاب. ولا تكتفي كاسبرسكي في «Case 404» بزيادة الوعي — بل تدعم اللاعبين بطريقة التفكير والمهارات الضرورية لحماية أنفسهم أثناء استمتاعهم بهواياتهم. ويتلقى من ينهون اللعبة تخفيضاً على Kaspersky Premium، ليحصلوا على أدوات فعالة تحمي نشاطهم في الألعاب وحياتهم الرقمية.
يوضح فاتح سينسوي، باحث أمني رئيسي لدى كاسبرسكي «بدءاً من ألعاب العالم المفتوح الشهيرة مثل GTA وحتى ألعاب المحاكاة الهادئة مثل The Sims، يهاجم المجرمون السيبرانيون الألعاب من مختلف التصنيفات. القاسم المشترك بين هذه الألعاب هو الجمهور: فجيل زد هو الجيل الأكثر نشاطاً في العالم الرقمي، تاركاً وراءه مساراً غنياً من البيانات. وهذا ما يجعلهم هدفاً مثالياً – نظراً لتواجدهم الدائم على الإنترنت، واستكشافهم وتحميلهم ومشاركتهم المستمرة. ولهذا السبب فإن اكتساب مهارات الحماية الذاتية الرقمية أهمية قصوى. ينبغي أن يصبح التعرّف على التهديدات مهارة طبيعية مثل تطوير المستوى في اللعبة. نسعى من خلال Case 404 إلى تمكين اللاعبين الشباب بالأدوات والحدس الأمني اللازمين لحماية هويتهم الرقمية وحساباتهم وقدرتهم على اللعب بأمان».
لضمان تجربة لعب آمنة، تقدم كاسبرسكي التوصيات التالية:
● اكتشف لعبة Case 404 التفاعلية عبر الإنترنت من كاسبرسكي، والتي صُممت خصيصاً لجيل زد.
● احرص على تحميل الألعاب والتعديلات والأدوات من مصادرها الرسمية فقط. ابتعد عن مواقع التورنت والمواقع الإلكترونية غير الرسمية والروابط المنتشرة في المنتديات وغرف الدردشة — حتى إن قدمت وعوداً بأزياء افتراضية نادرة أو هدايا مجانية.
● تعامل بحذر مع الهدايا المجانية. حين يعدك موقع إلكتروني أو رسالة بشيء يفوق المعقول (مثل عملات مجانية داخل اللعبة أو معدات أسطورية)، فالأرجح أنه احتيال — خاصة إن طلب منك معلومات تسجيل الدخول.
● اعتمد كلمات مرور قوية وفريدة لكل حساب من حسابات الألعاب والبريد الإلكتروني. يستطيع مدير كلمات المرور، مثل برنامج كاسبرسكي، مساعدتك في توليد وحفظ كلمات المرور بأمان.
● فعّل المصادقة الثنائية (2FA) أينما توفرت — وبالأخص على منصات مثل Steam و Epic Games و Discord.
● تحقق من روابط المواقع الإلكترونية (URL) بعناية. غالباً ما تتشابه مواقع التصيد الاحتيالي مع المواقع الأصلية، لكنها تحتوي على أخطاء إملائية طفيفة أو نطاقات فرعية وهمية.
● تجنب مشاركة معلومات حسابك أو بيانات تسجيل الدخول، حتى مع الأصدقاء. عادة ما تتسبب مشاركة صلاحيات الدخول في تعريض الحساب للخطر أو السرقة بدون قصد.
● استخدم برنامج حماية موثوق، مثل Kaspersky Premium، لاكتشاف الملفات المرفقة الخبيثة التي قد تؤدي إلى اختراق بياناتك.
