تُعرف مجموعة كروز كولكشن أو “ريزورت” بأنها خط أزياء موسمي مُخصص للعطلات، تطلقه دور الأزياء الراقية سنويًا إلى جانب مجموعتي ربيع-صيف وخريف-شتاء.
لكن السؤال المطروح هو: هل هذه المجموعة محصورة بفئة معينة من النساء، أم أنها باتت تشكل عبئًا إضافيًا في ظل التحديات البيئية؟
ما هي مجموعة كروز كولكشن؟
تستهدف مجموعة الكروز الزبائن الراغبين في السفر إلى وجهات ذات مناخ مختلف عن أماكن إقامتهم.
فمثلاً، يسعى الأوروبيون إلى زيارة البحر المتوسط في الشتاء، بينما يتوجه الأميركيون إلى الجزر الاستوائية.
تتوفر هذه المجموعة عادة بين شهري نوفمبر وديسمبر، وتحتوي على أزياء مرحة وزاهية تناسب الأجواء الدافئة، مثل القفاطين والفساتين الصيفية والسراويل القصيرة، بالإضافة إلى الأكسسوارات المناسبة.
توجهات السوق وتغيرات الطلب
في البداية، كانت مجموعات الكروز موجهة بشكل أساسي للنساء، لكن بعض الدور مثل دولتشي أند غابانا وإيف سان لوران بدأت بتقديم مجموعات خاصة بالرجال.
ومع ذلك، تظل النساء هن الأكثر إقبالًا على هذه المجموعات، نظرًا لاهتمامهن بالتسوق وتجديد خزانتهن.
العولمة وتأثيرها على الأزياء
مع سهولة التنقل بين الدول، أصبحت مجموعات الكروز ضرورة ملحة في متاجر التسوق، مما أدى إلى زيادة الطلب عليها.
ومع تطور التكنولوجيا، تغيرت عقلية المستهلك، حيث باتت هذه المجموعات ليست مجرد ترف، بل حاجة أساسية.
المخاطر البيئية والتحديات الاقتصادية
رغم الفوائد المالية لمجموعات الكروز، فإن الأزمة الاقتصادية وتأثيرها على البيئة دفع بعض الدور إلى إعادة النظر في إطلاق هذه المجموعات.
فقد شهد العام 2021 عودة بعض الدور مثل شانيل وديور لإطلاق مجموعات الكروز، بينما تراجعت أخرى.
وقد ساهمت جائحة كورونا في تعزيز الطلب على هذه الأزياء، حيث تسعى الناس للهروب من واقعهم من خلال الألوان الزاهية والتصاميم المبهجة.
استثمار الشركات في كروز كولكشن
تعتبر مجموعات الكروز جزءًا أساسيًا من أرباح دور الأزياء الراقية، حيث تصل نسبة مبيعاتها إلى 30% من العائدات. ومع ذلك، فإن هناك حاجة ملحة لتحويل هذه المجموعات إلى تصاميم صديقة للبيئة في المستقبل.
محدودية دور المصممين العرب في كروز كولكشن
رغم نجاح بعض المصممين اللبنانيين مثل زهير مراد وإيلي صعب في إطلاق مجموعات كروز، إلا أن العديد من الأسماء العالمية لا تمتلك خطوط كروز.
يعود ذلك إلى عدة عوامل، منها التوجه نحو الموضة البطيئة وضرورة الاقتصاد في الإنفاق.
كما أن التركيز على التصميمات الراقية والكوتور قد يجعل المستهلكين يفضلون إنفاقهم على الأزياء الجاهزة بدلاً من مجموعات الكروز.
في النهاية، يُظهر مشهد الأزياء الحديث أن مجموعة الكروز ليست مجرد فئة للأثرياء، بل تمثل تحديًا وضرورة تتماشى مع تطلعات السوق والاهتمامات البيئية.