في حلقة مثيرة للجدل من بودكاست جو روجان، استضاف مقدم البرنامج عالم الآثار المصري الدكتور زاهي حواس لمناقشة الحضارة المصرية القديمة والأهرامات. الحلقة، التي أثارت نقاشات واسعة على منصات التواصل الاجتماعي ومنصات البودكاست، كشفت عن تحفظات بشأن أسلوب حواس ومصداقية الادعاءات التي قدمها، مما أدى إلى اعتذار رسمي من روجان ووصفه للحلقة بأنها “الأسوأ” في تاريخ برنامجه.
تفاصيل الحلقة وأبرز الانتقادات
خلال الحلقة، قدم حواس مجموعة من المعلومات حول بناء الأهرامات، لكن عندما طلب روجان من فريق الإعداد التحقق من هذه المعلومات، لم يتم العثور على مصادر موثقة تدعمها عبر الإنترنت. حواس أشار إلى أن هذه المعلومات موثقة في كتبه، لكنه لم يقدم أدلة ملموسة أو مواد مرئية خلال الحلقة، مما أثار تساؤلات حول مصداقية ادعاءاته. ومن أبرز الانتقادات التي وجهت لحواس:
غياب التوثيق العلمي: لم يقدم حواس صورًا أو وثائق لدعم تصريحاته، واكتفى بالإشارة إلى كتبه دون توفير نسخ رقمية أو مصادر متاحة.
تناقض في الخطاب: أشار حواس مرات عديدة إلى أنه ليس عالمًا في بعض المجالات، لكنه في الوقت ذاته قدم نفسه كمرجع رئيسي لعلم المصريات، مما أثار استياء روجان.
أسلوب غير منظم: اعتمد حواس على أسلوب سردي يركز على إنجازاته الشخصية دون تقديم إجابات واضحة أو منظمة لأسئلة روجان، مما أدى إلى مقاطعات متكررة من المضيف.
الترويج الذاتي: استغل حواس الحلقة للترويج لكتبه ومحاضراته، بل وطلب من روجان التوسط له لإلقاء محاضرات في هيوستن، وهو ما رفضه روجان بشكل مباشر.
عدم الاستعداد: أشار حواس إلى أن المواد الداعمة موجودة على جهاز كمبيوتر في لاس فيجاس، لكنه لم يرسلها لاحقًا كما وعد.
ردود الفعل وتداعيات الحلقة
بعد الحلقة، أصدر جو روجان اعتذارًا علنيًا، واصفًا حواس بأنه “ضيق الأفق” و”نصاب”، معربًا عن أسفه لاختيار شخصية مثل حواس لتمثيل الحضارة المصرية.
الحلقة أثارت موجة من النقاشات بين البودكاسترز واليوتيوبرز، الذين حللوا أداء حواس وانتقدوا ما اعتبروه افتقارًا للمعايير العلمية في أبحاثه. بعض التقارير أشارت إلى أن أبحاث حواس تفتقر إلى المراجعة العلمية (peer review)، كما تم اتهامه من قبل علماء مصريات أجانب بمنعهم من البحث في المواقع الأثرية المصرية عندما اختلفوا معه في وجهات النظر.
تأثير الحلقة على سمعة حواس
الحلقة سلطت الضوء على تحديات أوسع تتعلق بتمثيل مصر في المحافل العلمية الدولية. الانتقادات كشفت عن:
غياب الشفافية: عدم نشر اكتشافات حواس بشكل علني وسهل الوصول عبر الإنترنت أثار تساؤلات حول مصداقيتها.
احتكار المعلومات: أسلوب حواس في تقديم نفسه كمرجع وحيد للحضارة المصرية أثار انتقادات بأنه يحد من التنوع في الروايات العلمية.
سمعة دولية متضررة: شهادات من علماء أجانب كشفت عن تجارب سلبية مع حواس، بما في ذلك منعهم من العمل في مصر بعد خلافات علمية.
تأتي هذه الحلقة في سياق أوسع ينتقد فيه البعض أسلوب بعض الشخصيات العامة المصرية في تقديم الحضارة المصرية بطريقة غير مدعومة بأدلة علمية قوية. يُنظر إلى حواس كمثال على هذا الأسلوب، حيث يعتمد على الترويج الذاتي أكثر من تقديم بحوث موثقة. في المقابل، دافع البعض عن حواس، مثل الإعلامي السعودي عمرو اضيب، الذي أشاد بأدائه، لكن هذا الدفاع قوبل بانتقادات إضافية من الجمهور.