“أنا شخصيتي اتغيرت بعد جلسات مشروع لها ومعها، بقى عندي جرأة وكرامة. بيتي بقى هادي بعد ما جوزي بطل يضربني، ولادي بقوا يحترموا بعض واتعلمت إن البنت زي الولد، حميت بنتي من أضرار الختان، حافظت على صحتها ومجوزتهاش بدري، بقيت أمشي في الشارع من غير خوف، اتعلمت أقول لأ وأواجه اللي يتحرش بيا، بقيت قيادية في بيتي وجيراني، وخدت قرار الشغل بعد ما كان جوزي رافضه”، بهذه الكلمات المؤثرة افتتحت نور الهدى، إحدى المستفيدات من مشروع “لها ومعها”، المؤتمر الختامي للمشروع الذي نظمته جمعية نهوض وتنمية المرأة بالشراكة مع السفارة البريطانية بالقاهرة، بحضور ممثلين من المؤسسات الدولية والسفارات والمجالس القومية والجمعيات الأهلية ولفيف من الشخصيات العامة والإعلاميين.
ومشروع “لها ومعها” مبادرة أطلقتها السفارة البريطانية بالقاهرة، وهي مخصصة لمنع العنف القائم على النوع الاجتماعي ودعم الناجيات في مصر.
وأشاد الحضور بتجارب المستفيدات، مؤكدين أن ما تحقق يعكس أثرًا حقيقيًا وملموسًا في حياة الأسر والمجتمعات، ويبرهن على أهمية استمرار هذه البرامج في دعم النساء والفتيات الأكثر احتياجًا.

ما الذي حاول «لها ومعها» تغييره؟
قالت الدكتورة إيمان بيبرس، رئيس مجلس إدارة جمعية نهوض وتنمية المرأة، إن مشروع «لها ومعها» ركز على توعية السيدات والفتيات بحقوقهن، وتقديم دعم نفسي لهنّ، وإشراك الرجال، مشيرة إلى أن كثيرات من مستفيدات المشروع أصبحن قيادات طبيعية ينقلن ما تعلمنه لغيرهن داخل مجتمعاتهن، بما يضمن استمرار أثر المشروع.
الأرقام.. ترجمة حقيقية للأثر
وخلال المؤتمر، أعلنت “بيبرس” نجاح المشروع في الوصول إلى 2538 مستفيد ومستفيدة بشكل مباشر، و17766 مستفيد ومستفيدة بشكل غير مباشر، من خلال العمل مع 21 جمعية أهلية شريكة في 46 منطقة بثلاث محافظات: القاهرة والفيوم والأقصر.
وأكدت اعتزاز الجمعية بالشراكة مع السفارة البريطانية بالقاهرة، لافتة إلى أن المشروع يُعد من التجارب المهمة، خاصة كونه أول تعاون للجمعية في محافظة الأقصر، بما ساهم في توسيع نطاق العمل في المناطق المهمشة.

شراكة تتجاوز الإنجاز لاستمرار الدعم
من جانبها، أكدت ريتشل جيل، السكرتيرة الأولى للتنمية بالسفارة البريطانية بالقاهرة، أن الجهود المبذولة في مشروع «لها ومعها» والوصول إلى عدد كبير من المستفيدات تخطى العدد المستهدف يمثل إنجازًا كبيرًا يستحق الدعم والاستمرار والتوسع، مشددة على أن مناهضة العنف ضد المرأة تعد أولوية أساسية للسفارة البريطانية.
كما أوضحت حنين شاهين، مستشارة العنف القائم على النوع الاجتماعي ومديرة برنامج ISF بالسفارة البريطانية بالقاهرة، أن هذا ليس ختام لمشروع، بل هو انتهاء المرحلة الأولية منه، مشيرة إلى أنه سيتم الاعتماد على جمعية نهوض وتنمية المرأة لاستكمال العمل في مواجهة العنف ضد المرأة.
ومن حانب آخر، أكد المؤتمر أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد تقنية، بل أداة فاعلة لحماية المرأة، حيث تحدث الدكتور رؤوف رشدي، استشاري الصحة الإنجابية وباحث في مجال الذكاء الاصطناعي، عن أهمية توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في تعزيز الأمان للسيدات والفتيات، مشيرًا إلى اطلاقه لمبادرة تهدف إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في منع حوادث التحرش المرتبطة بوسائل النقل الذكي.

شهادات حية ومعرض في ختام مؤتمر «لها ومعها»
وشهد المؤتمر عددا من الشهادات الحية للمستفيدات، عكست التغيير الحقيقي الذي أحدثه المشروع في حياتهنّ وعلاقتهنّ مع أبنائهنّ وأزواجهنّ، إلى جانب تنظيم معرض لمنتجات المستفيدات، اللاتي تدربنّ عليها ضمن خدمات المشروع لتكون نواه لتمكينهنّ اقتصاديًا من خلال عمل مشروعات تدر عليهنّ وعلى أسرهن دخلًا.
وفي ختام المؤتمر، قدمت د. إيمان بيبرس درع جمعية نهوض وتنمية المرأة إلى السفارة البريطانية بالقاهرة، تقديرًا لشراكتها الفاعلة في مشروع “لها ومعها”.
يشار إلى أن السفارة البريطانية في القاهرة أطلقت صندوق “لها ومعها” في عام 2023، بالشراكة الناجحة مع عشر منظمات مجتمع مدني مصرية لمعالجة أشكال مختلفة من العنف القائم على النوع الاجتماعي.
وأعلنت السفارة البريطانية في القاهرة، في أغسطس 2024، عن إطلاق المرحلة الثانية من منحة المملكة المتحدة “لها ومعها”، وهي مبادرة مخصصة لمنع العنف القائم على النوع الاجتماعي ودعم الناجيات في مصر.
وأوضحت أن هذه المرحلة الجديدة من المنحة، المقرر تنفيذها من أبريل 2025 إلى مارس 2027، تبني على إنجازات المرحلة الأولى التي أطلقت في نوفمبر 2023.
وتسلط النتائج الإيجابية من المرحلة الأولى الضوء على تفاني وجهود المنظمات المصرية في معالجة العنف القائم على النوع الاجتماعي.













