شهدت منطقة خليج السويس، فجر اليوم الأربعاء، حادثًا مأساويًا بعد انقلاب حفار بترول بحري تابع لشركة “أوسوكو” العاملة في إنتاج النفط والغاز، أسفر عن وفاة 4 أفراد على الأقل، بينما لا تزال عمليات البحث جارية عن 4 مفقودين، وسط حالة من الترقب والقلق لدى ذوي المفقودين واهتمام حكومي مكثف بمتابعة التطورات.
وأفاد مراسل “سكاي نيوز عربية” في القاهرة بأن فرق الإنقاذ تمكنت من انتشال جثث 4 ضحايا حتى الآن، فيما تم إنقاذ 22 فردًا كانوا على متن الحفار أثناء الحادث. وتواصل فرق الإنقاذ البحرية عمليات البحث والتمشيط للعثور على المفقودين الآخرين الذين يُعتقد أنهم ما زالوا في المياه، وسط ظروف بحرية صعبة.
تفاصيل الحادث
الحادث وقع بمنطقة جبل الزيت في خليج السويس، وهي منطقة معروفة بكونها مركزًا هامًا لأنشطة التنقيب عن النفط البحري في مصر. ووفقًا لما أعلنته وزارة البترول والثروة المعدنية، فإن الحفار الذي تعرض للحادث يحمل اسم “Adam Marine 12″، وهو بارجة بحرية مخصصة لأعمال الحفر والصيانة في آبار البترول البحرية.
وفي منشور رسمي على صفحتها بموقع “فيسبوك”، أكدت الوزارة أنها تلقت بلاغًا من شركة “أوسوكو” يفيد بانقلاب الحفار البحري، وعلى الفور تم تفعيل خطة الطوارئ بالتنسيق مع الجهات المعنية، والتحرك السريع لتوفير الدعم والإنقاذ.
تحرك وزاري عاجل
وأوضحت الوزارة في بيانها أن وزير البترول والثروة المعدنية، المهندس طارق الملا، ووزير العمل، توجهًا شخصيًا إلى موقع الحادث على رأس وفد من قيادات الوزارتين، للوقوف على آخر التطورات ومتابعة عمليات الإنقاذ والإغاثة الجارية ميدانيًا.
وأكد البيان: “تتابع وزارة البترول والثروة المعدنية تطورات الموقف لحظة بلحظة، وتقوم باتخاذ الإجراءات اللازمة بالتنسيق مع الجهات المختصة والشركات التابعة لها بالمنطقة”، مشيرًا إلى أن كافة الإمكانات تم تسخيرها من أجل إنقاذ المفقودين والحد من آثار الكارثة.
شهادات أولية وتحقيق فني مرتقب
مصادر داخل الشركة المشغّلة أوضحت أن الحفار تعرض لموجات شديدة وانقلاب مفاجئ أثناء عملية نقل، ما أدى إلى سقوط عدد من العاملين في المياه، مضيفة أن الظروف الجوية في تلك المنطقة خلال الساعات الماضية كانت غير مستقرة، وهو ما قد يكون ساهم في وقوع الحادث.
وأكدت مصادر مطلعة أن لجنة فنية متخصصة سيتم تشكيلها خلال الساعات المقبلة لبدء تحقيق فني موسّع في الحادث، يشمل مراجعة إجراءات السلامة المتبعة في الحفار، ومعاينة العوامل الميكانيكية والبيئية التي ربما تسببت في انقلابه.
ردود فعل رسمية وشعبية
من جانبها، نعت وزارة البترول في بيان لاحق ضحايا الحادث، وتقدمت بخالص التعازي لأسرهم، مؤكدة حرصها الكامل على متابعة أوضاع المصابين والمفقودين، وتقديم كل أوجه الدعم النفسي والمالي لأسر الضحايا، والتعاون مع وزارة العمل لتوفير الرعاية الاجتماعية اللازمة لهم.
وأثار الحادث حالة من الحزن والغضب في الأوساط العمالية والنقابية، حيث طالب العديد من المهتمين بملف السلامة المهنية بضرورة مراجعة إجراءات الأمان في الحفارات والمنصات البحرية، لا سيما في ظل الظروف المناخية المتغيرة.
وفي السياق ذاته، دعت نقابات عمالية ومؤسسات حقوقية معنية بحقوق العاملين في قطاع البترول إلى فتح تحقيق شفاف وتحديد المسؤوليات، مع ضرورة إعلان نتائجه للرأي العام لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً.
دعم لوجيستي واسع
وقالت مصادر مطلعة في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس إن القوات البحرية المصرية وعدداً من الوحدات الخاصة شاركت في عمليات البحث والإنقاذ، كما تم الدفع بطائرات مروحية وزوارق سريعة ومعدات غطس متطورة للمساعدة في تحديد موقع المفقودين.
وفي ظل تعقيد الموقف، تم أيضًا استدعاء فرق إنقاذ متخصصة من بعض الشركات العاملة في المنطقة، في محاولة لتوسيع نطاق عمليات البحث خاصة في الساعات الذهبية الأولى، التي عادة ما تكون حاسمة في إنقاذ الأرواح.
جهود متواصلة واستعدادات لاحق
مع استمرار البحث عن المفقودين، تستعد الجهات الحكومية لتقديم تقرير رسمي شامل خلال الأيام القليلة المقبلة، يتضمن ملابسات الحادث، وتوصيات فنية لتفادي تكرار مثل هذه الكوارث مستقبلاً، إضافة إلى إجراءات تعويض أسر الضحايا.
وتواصل الحكومة المصرية التأكيد على أن سلامة العاملين في قطاع الطاقة تظل على رأس أولوياتها، خاصة في القطاعات الحساسة التي تنطوي على مخاطر ميدانية مرتفعة كقطاع الحفر والتنقيب البحري.
ولا تزال أنظار الجميع، من أهالي الضحايا إلى الرأي العام، تتجه إلى موقع الحادث في انتظار أن تحمل فرق الإنقاذ أخبارًا سارة بشأن المفقودين الأربعة الذين لم يُعثر عليهم حتى الآن.