في خطوة جديدة لإعادة ترتيب القيادة العليا في إسرائيل، عيّن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو السياسي المخضرم يسرائيل كاتس وزيراً جديداً للدفاع، خلفاً ليوآف جالانت، وسط تصاعد التوترات والنزاعات في غزة ولبنان، بحسب ما أوردته صحيفة “نيويورك تايمز”.
يأتي هذا التعيين في ظل خلافات داخلية متزايدة في الحكومة الإسرائيلية، ويعكس تحولاً جذرياً في السياسة الدفاعية والخارجية للبلاد، خاصة أن كاتس يُعتبر أحد أقرب الحلفاء لنتنياهو.
إسرائيل كاتس: سياسي ذو روابط وثيقة بنتنياهو وأجندة يمينية يشغل يسرائيل كاتس، الذي يمتلك خبرة طويلة في مناصب حكومية متعددة، من بينها وزير الخارجية والمالية والنقل، منصب وزير الدفاع رغم عدم توليه سابقاً أي دور عسكري رفيع.
يُعرف كاتس بدعمه القوي لحكومة نتنياهو وسياساتها اليمينية.
وخلال فترة عمله كوزير للخارجية، دافع بشدة عن سياسات إسرائيل على الساحة الدولية، خاصة في الصراعات مع حماس في غزة وحزب الله في لبنان المدعومَين من إيران. وعُرف كاتس أيضاً بمواقفه الحادة، إذ انتقد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، لعدم إدانته للهجمات الصاروخية الإيرانية على إسرائيل.
ويدعم كاتس بشدة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ويؤيد حركة الاستيطان، متماشياً مع قرار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في 2017 بالاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل.
تحول في القيادة الدفاعية: إقالة يوآف جالانت تشكل إقالة يوآف جالانت، الجنرال السابق والقائد العسكري المرموق، تغييراً كبيراً في القيادة العسكرية الإسرائيلية.
ورغم أنه كان يُعتبر عنصر استقرار في الجيش، إلا أن الخلافات بينه ونتنياهو حول قضايا سياسية محورية أدت إلى استبعاده.
وتعود هذه الخلافات إلى وجهات نظر متباينة بشأن إدارة الصراعات الجارية، ومستقبل غزة، إضافةً إلى قضايا داخلية مثل الإصلاح القضائي وتجنيد المتدينين المتشددين.
وجاء تصريح نتنياهو عقب إقالة جالانت ليعكس انهيار الثقة بينهما، مشيراً إلى تزايد الاحتكاكات في الأشهر الأخيرة حول الاتجاه الاستراتيجي لإسرائيل.
الدور الجديد لكاتس: توافق مع توجهات نتنياهو المتشددة يتوقع الخبراء أن يؤدي تولي كاتس منصب الدفاع إلى تعزيز نهج نتنياهو المتشدد، مع اعتقاد أنه لن يعارض سياسات رئيس الوزراء، خاصة فيما يتعلق بملفات التهدئة مع الأطراف المتصارعة.
تتماشى رؤية كاتس المتشددة في السياسة الخارجية، خصوصاً حيال إيران وحلفائها، مع توجهات نتنياهو الأمنية.
ومع ذلك، يثير افتقار كاتس للخبرة العسكرية تساؤلات حول قدرته على إدارة التحديات الأمنية المعقدة، لا سيما مع تصاعد العنف في غزة ولبنان والانتقادات الدولية المتزايدة.
تعيين كاتس ومستقبل السياسة الدفاعية الإسرائيلية بينما تواجه إسرائيل تحديات أمنية من الخارج وخلافات سياسية من الداخل، يعكس تعيين كاتس وزيراً للدفاع استمراراً في سياسات نتنياهو اليمينية.
ورغم قلة خبرته العسكرية مقارنة بجالانت، فإن علاقته الوثيقة بنتنياهو ودعمه لتوسيع المستوطنات يشير إلى أن استراتيجيات الدفاع الإسرائيلية ستظل تركز على مواجهة إيران ووكلائها، إلى جانب تعزيز مواقف الحكومة في القضايا الداخلية مثل الإصلاح القضائي وتجنيد المتدينين الأرثوذكس.