أثار بكاء النجم المصري محمد صلاح، قائد منتخب مصر وهداف نادي ليفربول الإنجليزي، خلال مباراة الفريق ضد بورنموث أمس، جدلاً واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي.
جاءت دموع صلاح تعبيرًا عن حزنه العميق لوفاة زميله السابق ديوغو جوتا، الذي لقي مصرعه في حادث سير مروع في إسبانيا في يوليو 2025 برفقة شقيقه أندريه سيلفا.
لكن هذا المشهد العاطفي تحول إلى مادة للنقاش والانتقاد، حيث هاجم البعض صلاح لعدم إظهار تعاطف مماثل مع ما يُوصف بـ”الإبادة في غزة”. فهل يستحق صلاح هذا الهجوم؟
تفاصيل الحادث ورد فعل صلاح
خلال مباراة ليفربول ضد بورنموث، التي انتهت بفوز الريدز بنتيجة 4-2، شارك صلاح في مراسم تأبين جوتا، حيث وضع الزهور أمام النصب التذكاري خارج ملعب أنفيلد، وظهر متأثرًا وهو يبكي خلال لحظة صمت أقيمت تكريمًا لزميله الراحل.
كما نشر صلاح رسالة مؤثرة عبر حسابه على منصة “إكس” في وقت سابق، قال فيها: “أنا عاجز عن التعبير… سيكون من الصعب للغاية تقبل غياب ديوغو عنا عند عودتنا”، معبرًا عن تعاطفه مع عائلة جوتا وشقيقه.
جوتا، الذي انضم إلى ليفربول عام 2020، شارك في 182 مباراة وسجل 65 هدفًا، وساهم في تحقيق ألقاب كبرى، منها الدوري الإنجليزي الممتاز موسم 2024-2025. وفاته المفاجئة في حادث سيارة “لامبورغيني هوراكان” بسبب انفجار إطار السيارة، تركت أثرًا عميقًا على زملائه، وعلى رأسهم صلاح الذي ارتبط معه بعلاقة وثيقة.
هجوم مواقع التواصل الاجتماعي
على الرغم من العاطفة التي أظهرها صلاح، تعرض لموجة انتقادات حادة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث اتهمه البعض بالصمت إزاء الأحداث في غزة.
ووصف منتقدوه موقفه بأنه “انتقائي”، مشيرين إلى أن صلاح، الذي يمتلك 63 مليون متابع على منصاته، لم يُظهر تعاطفًا مماثلاً مع ما يصفونه بـ”الإبادة في غزة”.
وذهب البعض إلى القول إن صلاح، بصفته شخصية عامة ذات تأثير عالمي، كان بإمكانه استغلال منصته لدعم القضية الفلسطينية بنفس الحماس الذي أظهره في تأبين جوتا.
أحد المنشورات على منصة “إكس” أشار إلى أن صمت صلاح قد أدى إلى “انحسار شعبيته” في الأوساط العربية، معتبرًا أنه “الوحيد القادر على مواجهة الروايات الغربية المغلوطة” حول الصراع في غزة. هذا الهجوم أثار نقاشًا حول حدود مسؤولية الرياضيين في التعليق على القضايا السياسية والإنسانية.
هل الانتقادات مبررة؟
من ناحية، يرى البعض أن صلاح، كشخصية عامة، يتحمل مسؤولية أخلاقية للتحدث عن قضايا إنسانية كبرى، خاصة تلك التي تمس المنطقة العربية والإسلامية. ويستند هؤلاء إلى تأثيره الواسع وقربه الثقافي من القضية الفلسطينية.
لكن من ناحية أخرى، يدافع مؤيدو صلاح عن حقه في اختيار القضايا التي يعبر عنها، مشيرين إلى أن بكاءه على جوتا كان تعبيرًا إنسانيًا طبيعيًا عن خسارة شخصية لزميل مقرب، ولا ينبغي أن يُقارن بموقفه من قضايا سياسية معقدة.
كما أن صلاح سبق أن أبدى تعاطفًا مع القضية الفلسطينية في مناسبات سابقة، من خلال تبرعات مالية ومنشورات داعمة، مما يجعل اتهامه بالصمت غير دقيق تمامًا. ومع ذلك، يرى البعض أن هذه الجهود لم ترقَ إلى مستوى توقعات جمهوره العربي في ظل تصاعد الأحداث.
ردود فعل متباينة
في سياق متصل، أشاد آخرون برد فعل صلاح العاطفي تجاه جوتا، معتبرينه دليلاً على إنسانيته وارتباطه بزملائه. مراسم التأبين التي شارك فيها صلاح، إلى جانب زملائه مثل فيرجيل فان دايك وأليسون بيكر، عكست حجم الصدمة التي أصابت الفريق. كما أعلن نادي ليفربول عن حجب القميص رقم 20 تكريمًا لجوتا، في خطوة تعكس تقدير النادي لإرث اللاعب الراحل.
جدل حول غياب صلاح عن الجنازة
أثار غياب صلاح عن جنازة جوتا في البرتغال تساؤلات إضافية، حيث أفادت تقارير بأنه كان يعاني من صدمة نفسية حالت دون حضوره. هذا الغياب أضاف وقودًا للنقاش، حيث رأى البعض أنه يعكس مدى تأثره، بينما اعتبره آخرون مبالغة أو محاولة لتجنب المزيد من الانتقادات