كشف المهندس محمد عكاشة المؤسس والشريك الإداري لصندوق ديسربتيك المتخصص بالاستثمار في الشركات الناشئة وأفكار ريادة الأعمال أن الظروف الاقتصادية الصعبة تُشعل روح الابتكار، حيث تدفع التحديات الأفراد لإطلاق شركات ناشئة تقدم حلولًا اقتصادية ومبتكرة. موضحاً أن نقص الموارد يحفز التفكير الإبداعي، وتلبية احتياجات السوق بتكاليف أقل تعزز نمو هذه الشركات.
وأضاف عكاشة الذي يتمتع بخبرة واسعة في عالم ريادة الأعمال وتأسيس الشركات الناشئة والصغيرة في تصريحات خاصة لـ ميجا نيوز أن الظروف الاقتصادية الصعبة تختبر الشركات الناشئة، فتعزز استمرارية الأفكار القوية القادرة على التكيف والابتكار، بينما توقف الأفكار الضعيفة غير القابلة للاستدامة، مما يحفز السوق على تبني حلول أكثر كفاءة وجدوى.
وأكد محمد عكاشة أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يُحدث ثورة في تطوير التطبيقات التكنولوجية المالية، حيث يعزز ابتكار أفكار جديدة من خلال تحليل البيانات الضخمة وتصميم حلول مخصصة. مشيرا إلى أن الذكاء الاصطناعي يقدم تطوير تطبيقات ذكية توفر تجربة مستخدم سلسة، وتحسين إدارة المخاطر، وتقديم خدمات مالية مبتكرة مثل القروض الآلية والاستشارات المالية الذكية. هذه التقنية تدعم الشمول المالي وتسرع التحول الرقمي في مصر، مما يعزز كفاءة القطاع المالي.
وشرح عكاشة لدينا اهتمام فعلي بدعم مشروعات الذكاء الاصطناعي. وقد استثمرنا في وايدبوت المتخصصة في حلول الذكاء الاصطناعي باللغة العربية وسبرينتس، شركة متخصصة في تأهيل الكفاءات التقنية، تعتمد على نموذج “تعلم الآن وادفع لاحقا” حيث لا تتحمل الشركات أي تكلفة إلا بعد توظيف المتدرب، مما يخلق حافز حقيقي النتائج. تستخدم (سبرينتس) تقنيات الذكاء الاصطناعي لتخصيص مسارات التعلم حسب أداء كل متدرب، وتحويل المحتوى إلى عدة لغات، ما يوسع من إمكانية الوصول ويزيد من فعالية التدريب. النموذج يختصر زمن التأهيل المهني، ويقلص الفجوة بين التعليم الأكاديمي واحتياجات سوق العمل، مع ربط مباشر بفرص توظيف فعلية في شركات تكنولوجية محلية وإقليمية.
وأوضح عكاشة أن هناك مجال نوعية بالاستثمار مثل التكنولوجيا الزراعية الذي يمثل مسار واعد بقوة في مصر، وصندوق ديستربتيك يدعم شركة مزارع في ذلك الصدد حيث يقدم حلولًا مبتكرة لزيادة الإنتاجية وتقليل الهدر. الاستثمار فيه يعزز الأمن الغذائي، يحسن كفاءة استخدام الموارد مثل المياه والأراضي، ويوفر فرص عمل جديدة. تقنيات مثل الزراعة الذكية والري الدقيق تدعم الاستدامة وتقلل التكاليف، مما يجعل الاستثمار في هذا المجال خيارًا استراتيجيًا لتحقيق نمو اقتصادي وبيئي مستدام.
وقال عكاشة أن إحدى آليات استراتيجيات الاستثمار الجرئ تعتمد على تمويل رواد أعمال مصريين يقيمون أو يؤسسون شركاتهم في الخارج، بشرط مع الاحتفاظ بمراكزهم التشغيلية والتقنية في مصر. مبيناً أن هذه الاستراتيجية تمكن من تصدير الخبرة المصرية وتوسيع الأثر خارج الحدود، من خلال شركات تستفيد من الكفاءات المحلية وتنافس في أسواق إقليمية ودولية.
وأشار محمد عكاشة المؤسس والشريك الإداري لصندوق ديسربتيك إلى أن صناديق الاستثمار تلعب دور فاعل في دعم تطوير الإطار التشريعي والتنظيمي لقطاع التكنولوجيا المالية في مصر، مثل صندوق ديستربتيك الذي يشارك باستمرار في الفعاليات والحوارات المؤسسية مع الجهات الحكومية والشركاء الاستراتيجيين. مشددا على الحرص على عرض قصص نجاح من محفظة الصندوق أمام الجهات التشريعية والتنظيمية، لتقديم الابتكار بشكل استباقي واستراتيجي، بما يساهم في توجيه السياسات نحو تمكين الشركات الناشئة وخلق توازن بين تسريع الابتكار وحماية النظام المالي. هذا التفاعل لا يخدم فقط شركاتنا، بل يسهم أيضا في بناء بيئة أوسع تدعم نمو المنظومة ككل.
وعن آلية اختيار الشركات الناشئة المستهدفة بالاستثمار
لفت عكاشة إلى أنه يتم اختيار الشركات بناء على تقييم شامل يتضمن قوة الفريق المؤسس، حجم السوق المستهدف، إمكانيات التوسع، ووجود مؤشرات أداء واضحة ومستدامة.
وتابع عكاشة شهدت بيئة ريادة الأعمال في مصر تطور لافتا خلال السنوات الأخيرة، مع ظهور فرص ضخمة للنمو، خصوصا في القطاعات التكنولوجية والخدمات الرقمية. ورغم العثرات التي واجهها السوق، فإنها كانت بمثابة جرس إنذار بضرورة تعزيز الحوكمة، والتركيز على نماذج أعمال أكثر استدامة.
صرح عكاشة بأن بيئة ريادة الأعمال تشهد كفاءة رأسمالية أعلى (Capital Efficiency)، أي الابتعاد عن الإنفاق غير الضروري والمظاهر الشكلية، والتركيز بدلا من ذلك على تحسين المنتجات التقنية وتجربة المستخدم. كما نرى أن الشركات ذات المنتجات أو الخدمات خفيفة الأصول (Light-Asset) والتي يمكنها تصدير حلولها إلى أسواق إقليمية ودولية، تمثل الاتجاه الأنسب للنمو المستدام.
وشدد عكاشة أن الحفاظ على هيكل تكلفة بالجنيه المصري مقابل تحقيق إيرادات بالعملات الأجنبية يمنح الشركات قدرة أعلى على الصمود أمام تقلبات السوق، ويعزز من فرصها في التوسع الإقليمي والدولي، وهو ما نعتبره من العوامل الاستراتيجية لأي شركة تكنولوجية تسعى للنمو من مصر إلى العالم.