في مشهد أعاد إلى الأذهان رائحة الدفء والفن الأصيل، تصدرت الفنانة الكبيرة عبلة كامل محركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، بعد انتشار صورة حديثة لها نشرها شاب عبر حسابه، زاعمًا أنها عمته ، الصورة التي لم يتوقعها أحد، أشعلت مشاعر الحنين لدى الجمهور، وفتحت أبواب الذكريات حول واحدة من أكثر الفنانات المحبوبات في تاريخ الدراما المصرية ، كما أثارت الصورة دهشة البعض بسبب ظهورها بمظهر طغى عليه علامات التقدم في العمر.
الصورة التي نُشرت على موقع “فيسبوك” أثارت جدلاً واسعًا بين المتابعين، إذ ظهرت فيها عبلة كامل بإطلالة بسيطة وملامح هادئة توحي بالسكينة ، مرتدية عباءة نسائية بسيطة بجانب الشاب الذي وصف نفسه بأنه ابن شقيقها ، ورغم عدم تأكيد صلة القرابة من طرف رسمي، إلا أن الصورة انتشرت ونالت رواجًا، وتحوّلت خلال ساعات إلى “تريند” واسع على تويتر وإنستجرام، وسط تساؤلات وتعليقات مليئة بالشوق والحب للفنانة التي غابت عن الساحة منذ سنوات.
غياب طويل وشائعات لا تتوقف
عبلة كامل، التي عرفها الجمهور ببساطتها وأدائها التلقائي، كانت قد ابتعدت عن الأضواء منذ ما يقرب من خمس سنوات، دون إعلان رسمي عن الاعتزال، تاركة خلفها فراغًا واضحًا في الدراما المصرية. ورغم محاولات عديدة من الصحفيين والإعلاميين للتواصل معها أو معرفة أسباب الغياب، إلا أن الفنانة اختارت الصمت الكامل وعدم تلبية دعوة الحضور لمهرجانات عدة، ما فتح المجال أمام سيل من الشائعات حول حالتها الصحية وسبب ابتعادها.
ومع كل موسم درامي جديد، يتردد اسم عبلة كامل في أروقة السوشيال ميديا، مصحوبًا بعبارات من نوع: “الدراما محتاجة عبلة كامل”، أو “الست دي وحشتنا”. فقد ارتبط اسمها في أذهان الجماهير بأدوار الأم المصرية البسيطة، والمرأة القوية، وصاحبة المبادئ، كما في “لن أعيش في جلباب أبي”، و”ريا وسكينة”، ومسلسلات عديدة حفرت لنفسها مكانًا في الذاكرة الجمعية للمصريين والعرب.
صورة عابرة أم تمهيد للعودة؟
التفاعل الواسع مع الصورة الأخيرة، وكمية الحب والتقدير التي ظهرت في التعليقات، يعكسان بشكل واضح مدى الاشتياق لهذه الفنانة التي أصبحت رمزًا للمرأة المصرية التقليدية في الأعمال الفنية ، ومع ذلك، لم يصدر حتى الآن أي تصريح رسمي من الفنانة أو المقربين منها يؤكد أو ينفي نية العودة إلى الشاشة.
البعض رأى أن هذه الصورة قد تكون تمهيدًا لعودة قريبة، خاصة مع موجة الحنين إلى “الزمن الجميل” التي تجتاح الجمهور، في ظل حالة من التشابه والنمطية التي طغت على بعض الأعمال الفنية الحديثة. فيما رأى آخرون أن الصورة قد تكون مجرد لحظة إنسانية التُقطت بعفوية، دون أي نية للظهور الفني مجددًا.
محبة الناس.. كنز لا يفنى
ما بين الصمت الذي اختارته عبلة كامل، والحب الذي يفيض به الجمهور كلما ذُكر اسمها، تقف الحقيقة في منطقة غامضة ، لكن المؤكد أن الفنانة الغائبة لا تزال حاضرة في قلوب الملايين، ليس فقط بأعمالها، بل بحضورها البسيط الصادق، وابتسامتها الهادئة التي تعكس نقاءً نادرًا في زمن السرعة والأعمال الفنية المبتزلة.
وإن كانت هذه الصورة بداية لعودة منتظرة، أو مجرد لحظة عابرة، فقد أثبتت عبلة كامل أن “الفن الحقيقي لا يُنسى”، وأن المحبة التي زرعتها في قلوب الناس بأعمال فنية مميزة ما زالت تؤتي ثمارها، حتى وهي بعيدة عن الأضواء. ويبقى السؤال الذي يشغل الجميع: هل تعود عبلة كامل إلى الشاشة من جديد؟ أم تكتفي بأن تكون ذكرى جميلة محفورة في الوجدان؟