بعد مسيرة كروية استثنائية امتدت لأكثر من عقدين، أعلن محمود عبد الرازق “شيكابالا” اعتزاله رسميًا لكرة القدم، في لحظة مؤثرة هزّت قلوب جماهير الزمالك، وأعادت للأذهان أجمل لحظات الفهد الأسمر بقميص القلعة البيضاء ، لكن المفاجأة التي انتظرها كثيرون جاءت سريعًا، فالقائد الأسطوري لم يبتعد طويلًا عن الأضواء، إذ كشفت مصادر رسمية انضمامه إلى مجموعة قنوات MBC مصر، ضمن فريق التحليل الفني وفعاليات “موسم الرياض” بالمملكة، ليبدأ بذلك فصلًا جديدًا من مسيرته، وهذه المرة من مقعد المحلل لا من المستطيل الأخضر.
من نجم إلى ناقد..
لم يكن انتقال شيكابالا إلى الشاشة مفاجئًا، فالرجل الذي عُرف بحضوره القوي داخل الملعب، يملك كاريزما فريدة وصوتًا مؤثرًا خارجه.
هو لم يكن مجرد لاعب موهوب، بل قائدًا بالفطرة، لسان الفريق، وصاحب الرؤية داخل الملعب، وهو ما سيمنحه قدرة كبيرة على قراءة المباريات وتحليل الأداء من زوايا عميقة يعرفها عن خبرة.
وبانضمامه إلى “موسم الرياض”، سيكون للجمهور موعد جديد مع شيكابالا، لكن هذه المرة كمحلل، يشرح ويُقيّم، ويناقش بجرأة وموضوعية.
MBC مصر تراهن على “رمزية شيكابالا”
اختيار شيكابالا للانضمام إلى مجموعة قنوات MBC لم يكن قرارًا عشوائيًا ، فالقناة تدرك جيدًا قيمة وجود اسم بحجمه في استوديو تحليلي، ليس فقط لجماهيريته الطاغية، ولكن لما يمثله من رمزية كبرى في الكرة المصرية والعربية.
شيكابالا هو أحد أبرز من ارتدوا قميص الزمالك عبر تاريخه، وواحد من القلائل الذين صنعوا شعبية جارفة رغم قلة مشاركاتهم الدولية.
وبالتالي، وجوده على الشاشة سيمنح البرنامج زخمًا كبيرًا، وسيجذب شريحة واسعة من المتابعين الذين يرغبون في سماع كرة القدم من لسان “اللاعب اللي عاشها فعلًا”.
ماذا سيقدّم شيكابالا على الشاشة؟
يتوقّع أن يقدّم شيكابالا تحليلاً فنيًا يعتمد على تجربته داخل الملعب، مع قدرة على التعمق في التفاصيل التكتيكية، خاصة في المباريات الكبرى للزمالك والمنتخب المصري.
لكن الأهم، أنه سيُشكّل صوتًا زملكاويًا صريحًا على الساحة الإعلامية، وهو ما كانت تفتقده بعض البرامج الرياضية التي غلب عليها طابع الأهلي أو الحياد الباهت ، كما سيُثري برنامج الكورة مع فايق ، من خلال قصصه، مواقفه السابقة، وفلسفته الخاصة في التعامل مع الضغط والنجومية والمنافسات.
جمهور الزمالك: “إحنا معاك في أي مكان”
ردود فعل جمهور الزمالك كانت إيجابية للغاية فور الإعلان عن انتقال شيكابالا إلى المجال الإعلامي.
فالجمهور الذي بكى يوم اعتزاله، فرح مجددًا لأنه سيستمع إليه كل أسبوع، وسيستمتع برؤيته وتحليلاته على الهواء مباشرة.
وفي عبارات ملأت مواقع التواصل، كتب مشجعون:
“شيكا مش هيسيبنا.. راجع في صورة جديدة”
“هنسمع كلام كروي حقيقي من اللي عاشه”
“MBC كسبت كتير بانضمام شيكا.. ده مش مجرد نجم، ده أيقونة”
حقبة جديدة… ورؤية مختلفة
انضمام شيكابالا لـ MBC لا يعني فقط انطلاقه في مجال التحليل، بل هو مؤشر على بداية تحول إعلامي كبير ، فكرة استقطاب نجوم كبار من الكرة المصرية – خاصة من الزمالك – تعني أن الإعلام الرياضي بدأ يدرك أهمية التوازن والتنوع في الأصوات.
وشيكابالا يمثل هذه الرؤية بامتياز: لاعب خرج من الشارع المصري، وعاش في قلب الجماهير، وواجه التحديات، وخرج منها قائدًا، ثم اعتزل على القمة، والآن يعود ليحكي الحكاية من زاوية جديدة.
هل تُمهد الشاشة لدور أكبر مستقبلاً؟
رغم أن دخول شيكابالا المجال الإعلامي هو تطور مهم، إلا أن البعض يعتقد أنه قد لا يكون الخطوة الأخيرة.
فمن الممكن جدًا أن يستكمل مشواره لاحقًا في المجال الإداري داخل نادي الزمالك، أو حتى كعضو مجلس إدارة أو مدرب.
لكن التواجد الإعلامي يمنحه حالياً مساحة للتأثير، ولبناء علاقة أوثق بالجمهور، وقد تكون هذه المرحلة بمثابة “تجهيز نفسي وجماهيري للخطوة الأكبر.”
“موسم الرياض”: الوجهة الأقوى في الإعلام الرياضي
اختيار فعاليات وبرامج”موسم الرياض” على MBC مصر يعكس دقة الاختيار، فالمملكة السعودية حاليا وهيئة الترفيه ، تشرف على عدد من البرامج الرائدة حاليًا في مصر والوطن العربي، ويستضيف نخبة من أبرز نجوم اللعبة لتحليل الأحداث المحلية والعالمية.
وجود شيكابالا إلى جانب نجوم آخرين من خلفيات مختلفة، سيخلق توازنًا وتحليلًا متنوعًا، ويضيف عنصرًا دراميًا وتفاعليًا يعكس نبض الجماهير الحقيقية.
شيكابالا… نجم لا ينطفئ
سواء كان في الملعب، أو أمام الكاميرا، يبقى شيكابالا حالة مختلفة ، هو ليس مجرد نجم سابق، بل هو قصة كروية كاملة، تبدأ من أسوان، وتمر بباوك والوصل، ثم تعود إلى الزمالك، وتنتهي على شاشة عربية كبرى، حيث يُكمل مهمته
وربما تكون أجمل ما في رحلة شيكابالا أنه لا يغادر قلوب الجماهير أبدًا، فقط يغيّر مكانه من الملعب إلى الاستوديو، ومن القائد داخل العشب الأخضر إلى الصوت المحلل.