أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في كلمة مصورة ألقاها يوم السبت، تمسكه بمواصلة الحرب في قطاع غزة، المستمرة منذ 19 شهرًا، حتى القضاء التام على قدرات حركة حماس العسكرية والمدنية، وفق زعمه. وتأتي تصريحاته وسط احتجاجات متصاعدة في إسرائيل تطالب بإعادة الأسرى المحتجزين في غزة عبر وقف الحرب.
تصريحات نتنياهو حول غزة
أكد نتنياهو أن إسرائيل لن توقف الحرب قبل تحقيق ما وصفه بـ”النصر الكامل”، مدعيًا أن حماس رفضت عرضًا للإفراج عن نصف الأسرى الأحياء وعدد من جثث القتلى مقابل وقف القتال، معتبرًا هذا الشرط “غير مقبول”. وادعى أن استمرار حكم حماس قد يؤدي إلى تكرار أحداث 7 أكتوبر 2023، محذرًا من أن إنهاء الحرب الآن سيمنع إسرائيل من استئناف القتال مستقبلًا.
في المقابل، أعرب خليل الحية، رئيس حماس في غزة وقائد وفد التفاوض، عن استعداد الحركة لمفاوضات “شاملة” تشمل إطلاق جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين، مع وقف نهائي للحرب، انسحاب إسرائيل من القطاع، إنهاء الحصار، وبدء الإعمار. واتهم الحية نتنياهو باستخدام الاتفاقات الجزئية كغطاء لمواصلة الحرب وتحقيق أجندته السياسية.
احتجاجات داخلية واتهامات لنتنياهو
تواجه حكومة نتنياهو انتقادات حادة من المعارضة والمحتجين الإسرائيليين، الذين يرون أن استمرار الحرب لا يخدم الأمن القومي، بل يرتبط بمصالح نتنياهو الشخصية والسياسية. وقّع مدنيون وعسكريون احتياط ومتقاعدون عرائض تطالب بوقف الحرب لإعادة الأسرى، لكن نتنياهو تجاهل هذه الدعوات، مؤكدًا أن “المهمة لم تُنجز بعد” وأن إسرائيل ستزيد الضغط على حماس.
“مناطق أمنية” في لبنان وسوريا
في سياق آخر، كشف نتنياهو أن الجيش الإسرائيلي أقام “مناطق أمنية” في لبنان وسوريا، في انتهاك واضح لسيادة البلدين، وهو ما أثار إدانات من بيروت ودمشق وجهات أخرى. كما جدد التزامه بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، بالتزامن مع مفاوضات بين واشنطن وطهران بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وضع الأسرى والحرب
تقدر إسرائيل وجود 59 أسيرًا إسرائيليًا في غزة، منهم 24 على قيد الحياة، بينما تحتجز إسرائيل أكثر من 9500 فلسطيني في سجونها، يعانون من التعذيب والإهمال الطبي، وفق تقارير حقوقية. وكان اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى قد بدأ في يناير 2025 بوساطة مصرية وقطرية، لكن نتنياهو تنصل من المرحلة الثانية في مارس، مستأنفًا العمليات العسكرية بدعم أمريكي.
تداعيات الحرب
منذ 7 أكتوبر 2023، تسببت الحرب الإسرائيلية على غزة بمقتل وإصابة نحو 168 ألف فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود. ويواجه نتنياهو اتهامات دولية بارتكاب جرائم إبادة جماعية، مع إصدار مذكرات توقيف من المحكمة الجنائية الدولية.