نقص فيتامين سي.. الأسباب والأعراض وكيفية مواجهتها

يُعد فيتامين سي (C) أحد العناصر الغذائية الأساسية التي تلعب دورًا حيويًا في دعم جهاز المناعة، تعزيز صحة الجلد، وتحسين امتصاص الحديد في الجسم. ومع ذلك، يعاني العديد من الأشخاص حول العالم من نقص هذا الفيتامين الحيوي، مما يؤدي إلى مضاعفات صحية قد تتراوح بين الإرهاق البسيط وصولاً إلى حالات خطيرة مثل مرض الإسقربوط.

ميجا نيوز يستعرض أسباب نقص فيتامين سي، أعراضه، وأفضل الطرق لمواجهته والوقاية منه.ما هو نقص فيتامين سي؟فيتامين سي، المعروف أيضًا بحمض الأسكوربيك، هو فيتامين قابل للذوبان في الماء، لا يستطيع الجسم تصنيعه أو تخزينه بكميات كبيرة، مما يجعل الحصول عليه من النظام الغذائي أمرًا ضروريًا.

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يحتاج البالغون إلى حوالي 75-90 ملغ يوميًا من فيتامين سي، بينما قد تزيد هذه الاحتياجات لدى المدخنين، الحوامل، أو الأشخاص تحت الضغط النفسي.نقص فيتامين سي يحدث عندما لا يحصل الجسم على الكمية الكافية منه، سواء بسبب سوء التغذية، أنماط الحياة غير الصحية، أو حالات طبية معينة.

 إذا لم يُعالج، قد يتطور النقص إلى مضاعفات خطيرة تؤثر على الصحة العامة.أسباب نقص فيتامين سيتشير الدراسات الطبية إلى أن نقص فيتامين سي قد ينجم عن عدة عوامل، منها:النظام الغذائي الفقير: قلة تناول الأطعمة الغنية بفيتامين سي، مثل الفواكه الحمضية (البرتقال، الليمون)، الفراولة، الفلفل الأحمر، والبروكلي.

اضطرابات الجهاز الهضمي: حالات مثل مرض كرون أو التهاب القولون التقرحي قد تُضعف امتصاص الفيتامين.

التدخين وتعاطي الكحول: المدخنون يحتاجون إلى كميات أكبر من فيتامين سي بسبب تأثير التدخين على استهلاكه في الجسم.

الظروف الاجتماعية والاقتصادية: الأشخاص الذين يعانون من محدودية الوصول إلى الأطعمة الطازجة، مثل الفقراء أو كبار السن، أكثر عرضة للنقص.

الحالات الطبية: بعض الأمراض، مثل السرطان أو أمراض الكلى، قد تزيد من استهلاك الجسم لفيتامين سي.

أعراض نقص فيتامين سي

تظهر أعراض نقص فيتامين سي تدريجيًا، وقد تشمل:الإرهاق والضعف العام: نتيجة دور الفيتامين في إنتاج الطاقة ودعم وظائف الجسم.

مشاكل الجلد: جفاف الجلد، ظهور الكدمات بسهولة، أو بطء التئام الجروح بسبب ضعف إنتاج الكولاجين.

نزيف اللثة: أحد العلامات المبكرة التي قد تتطور إلى التهاب اللثة.

آلام المفاصل والعضلات: نتيجة ضعف الأنسجة الضامة.

مرض الإسقربوط: في الحالات الشديدة، قد يؤدي النقص إلى هذا المرض النادر الذي يتميز بنزيف اللثة، فقدان الأسنان، وتدهور عام في الصحة.

كيفية مواجهة نقص فيتامين سي

لتجنب نقص فيتامين سي ومعالجته، يُوصي الأطباء والخبراء باتباع الاستراتيجيات التالية:

تناول الأطعمة الغنية بفيتامين سي:الفواكه: البرتقال، الكيوي، الجوافة، الفراولة، والمانجو.

الخضروات: الفلفل الأحمر والأخضر، البروكلي، الكرنب، والسبانخ.

يُنصح بتناول هذه الأطعمة طازجة أو مطهية بلطف للحفاظ على محتواها من الفيتامين، حيث إن الطهي الطويل أو التعرض للحرارة العالية قد يدمره.

المكملات الغذائية:في حالة عدم كفاية النظام الغذائي، يمكن اللجوء إلى مكملات فيتامين سي بجرعات يومية تتراوح بين 500-1000 ملغ، بعد استشارة الطبيب.

يحذر الأطباء من الإفراط في تناول المكملات، حيث قد يؤدي إلى آثار جانبية مثل الإسهال أو حصوات الكلى.

تحسين نمط الحياة:

الإقلاع عن التدخين: يساعد في تقليل استهلاك الجسم لفيتامين سي.

إدارة التوتر:

الإجهاد النفسي قد يزيد من حاجة الجسم للفيتامين، لذا يُوصى بممارسة تقنيات الاسترخاء مثل اليوجا.

الفحوصات الطبية:إذا ظهرت أعراض النقص، يُنصح بإجراء فحص دم لقياس مستويات فيتامين سي، خاصة للأشخاص المعرضين للخطر مثل كبار السن أو المصابين بأمراض مزمنة.

العلاج المبكر للنقص يمكن أن يمنع تفاقم الأعراض ويحسن الصحة العامة.

توصيات الخبراء

وفقًا للدكتورة سارة محمود، أخصائية التغذية في القاهرة، “نقص فيتامين سي يمكن أن يكون أكثر شيوعًا مما يعتقد الناس، خاصة في المناطق التي تعتمد على الأطعمة المصنعة. الحل الأمثل هو دمج مصادر طبيعية غنية بالفيتامين في النظام اليومي، مع الحرص على تنويع المصادر لضمان التغذية المتوازنة.”

 وتضيف: “الجرعات العالية من المكملات ليست دائمًا الحل، بل قد تكون ضارة إذا لم تُستخدم بحكمة.

من جانبها، أكدت الدكتورة ليلى حسن، طبيبة الأمراض الباطنية، أن “الوقاية من نقص فيتامين سي تبدأ من التثقيف الصحي.

 يجب على الأفراد، خاصة في المجتمعات ذات الموارد المحدودة، تعلم كيفية اختيار الأطعمة الغنية بالفيتامين بتكلفة منخفضة، مثل البرتقال والخضروات الورقية.”

تأثير نقص فيتامين سي على المجتمع

تشير التقارير الصحية إلى أن نقص فيتامين سي قد يكون له تأثير كبير على الصحة العامة، خاصة في الدول النامية حيث تكون الأنظمة الغذائية أحيانًا محدودة التنوع. في مصر، على سبيل المثال، تُظهر دراسات أن نسبة كبيرة من الأطفال والمسنين يعانون من نقص خفيف إلى متوسط في هذا الفيتامين بسبب الاعتماد على الأطعمة النشوية بدلاً من الفواكه والخضروات.