اجتاح هاشتاج “#ترامب_مات” (أو “#TrumpIsDead” بالإنجليزية) منصات التواصل الاجتماعي، خاصة “إكس” (سابقاً تويتر)، مما أثار موجة من الشائعات والجدل حول صحة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، البالغ من العمر 79 عاماً. الشائعة انتشرت بسرعة البرق، مدعومة بتكهنات صحية وتصريحات سياسية، لكنها تبين أنها مجرد إشاعة كاذبة، كما أكدت مصادر رسمية وصور حديثة للرئيس وهو يلعب الجولف.
بداية الشائعة: غياب قصير يشعل النار
بدأت الشائعة في الانتشار يوم الجمعة 29 أغسطس، عندما لاحظ مستخدمو “إكس” غياب الرئيس ترامب عن الأضواء العامة لثلاثة أيام متتالية، آخر ظهور علني له كان يوم الثلاثاء 26 أغسطس في اجتماع رسمي بالبيت الأبيض. كان جدول أعماله خالياً من الفعاليات العامة خلال عطلة نهاية الأسبوع، مما أثار تساؤلات حول “أين ترامب؟” و”هل هو بخير؟”.
وفقاً لتقارير من وسائل إعلام أمريكية مثل “يو إس إيه توداي” و”سي إن بي سي”، تجاوز عدد المنشورات التي تحتوي على عبارة “ترامب مات” أكثر من 87 ألف تغريدة على “إكس”، مما جعل الهاشتاج يتصدر قوائم الترند العالمية في دول مثل الولايات المتحدة، الهند، والدول العربية.
في الدول العربية، انتشر الهاشتاج باللغة العربية “#ترامب_مات” بين مستخدمين يربطونه بقضايا سياسية مثل الشرق الأوسط، مع بعض المنشورات الساخرة أو الاحتفالية المزيفة.
الأسباب الرئيسية لانتشار الشائعة
لم تكن الشائعة مصادفة؛ بل غذتها عوامل متعددة، تجمع بين القلق الصحي والسخرية السياسية:
تصريحات نائب الرئيس جي دي فانس: في مقابلة مع صحيفة “يو إس إيه توداي” يوم 27 أغسطس، أكد فانس أنه “مستعد للتدخل إذا وقعت مأساة كبيرة”، مشيراً إلى أن ترامب يتمتع بـ”صحة جيدة للغاية” و”طاقة هائلة”. ومع ذلك، أثار عبارة “مأساة مروعة” (terrible tragedy) تساؤلات، حيث ربطها البعض بصحة الرئيس المتقدمة في السن. فانس شدد على أن ترامب “آخر من ينام وأول من يستيقظ”، لكن السياق أسيء تفسيره على وسائل التواصل، مما أدى إلى تكهنات بأن البيت الأبيض يخفي شيئاً.
القلق الصحي المتزايد:
في يوليو 2025، أعلن البيت الأبيض أن ترامب يعاني من “قصور الأوردة المزمن” (Chronic Venous Insufficiency – CVI)، وهي حالة شائعة تسبب تورماً في الساقين وكدمات، خاصة لدى كبار السن.
أثار ظهور كدمات واضحة على يد ترامب في صور حديثة (من ديسمبر 2024 إلى مارس 2025) مزيداً من التكهنات، حيث قارنها البعض بكدمات الملكة إليزابيث الثانية قبل وفاتها. طبيب ترامب، شون باربابيلا، أوضح أن الكدمات ناتجة عن “الالتهاب الخفيف من المصافحات المتكررة واستخدام الأسبرين كوقاية قلبية”، لكن هذا لم يمنع الشائعات.
التنبؤات الساخرة والثقافية:
أعاد البعض تداول تصريح مات غرونينغ، مبدع مسلسل “ذا سيمبسونز”، في يوليو 2025 بمؤتمر “كوميك-كون سان دييغو”، حيث قال مازحاً إن المسلسل “سيستمر حتى يموت أحدهم”، مشيراً إلى ترامب بـ”عندما يموت الشخص الذي تعرفونه”. المسلسل معروف بتنبؤاته “الغريبة”، مثل فوز ترامب بالرئاسة في 2000، مما أثار نظريات مؤامرة.
كما انتشر فيديو مزيف يدعي تنبؤاً بوفاة ترامب في أغسطس 2025 بنوبة قلبية، لكنه تم إنشاؤه بذكاء اصطناعي ولا يعود إلى حلقة حقيقية.
الانتشار الدولي والسخرية:
في الدول العربية، ربط بعض المنشورات الهاشتاج بقضايا مثل غزة وفلسطين، مع هاشتاجات مثل “#غزة_تقاوم_وستنتصر”، بينما في الهند، استخدمه البعض للتعبير عن غضب من سياسات ترامب الاقتصادية. بعض المنشورات الساخرة وعدت بـ”50 دولاراً لمن يعجب بالتغريدة إذا مات ترامب”، مما زاد من الانتشار الفيروسي.
الرد الرسمي: ترامب حي ويلعب الجولف
في تطور سريع، ظهر ترامب علناً يوم السبت 30 أغسطس، مصحوباً بحفيدتيه كاي وسبنسر، وهو يغادر البيت الأبيض باتجاه ملعب جولف في فرجينيا، نشرت وسائل إعلام مثل “نيوزويك” و”تي إم زد” صوراً له يرتدي قبعة “ماغا” الحمراء، مما أنهى الشائعات فوراً. كما نشر ترامب بياناً على “تروث سوشيال” يوم الجمعة، مؤكداً استمرار الرسوم الجمركية رداً على قرار محكمة استئناف.
أصدر البيت الأبيض بياناً ينفي الشائعات، مشدداً على أن ترامب “بصحة ممتازة” وأن غيابه كان “عطلة نهاية أسبوع عادية”. فانس أيضاً نفى أي مشكلة، قائلاً إن تصريحه كان “روتينياً” حول الخلافة الرئاسية. وفقاً لتقارير من “الوطن” و”سكاي نيوز عربية”، لا أساس للشائعات، وهي تذكير بمخاطر المعلومات المضللة على وسائل التواصل.
ليست المرة الأولى:
هذه ليست المرة الأولى التي تنتشر فيها شائعات عن وفاة ترامب. في سبتمبر 2023، اخترق حساب ابنه دونالد جونيور على “إكس”، ونشر رسالة كاذبة عن وفاته. كما حدثت شائعات مشابهة في 2022، مرتبطة بسياسات إيلون ماسك حول الكراهية والمعلومات المضللة. الشائعات تتكرر بسبب عمر ترامب المتقدم وتاريخه السياسي المثير للجدل، لكنها دائماً ما تثبت كاذبة.